أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الثلاثاء، سلسلة مبادرات ستعرضها على البرلمان، بينها إمكانية تنظيم استفتاء ثانٍ بشأن «بريكست»، والبقاء في اتحاد جمركي مؤقت مع الاتحاد الأوروبي، ويضمن حقوق العمال وحماية البيئة، ودعت إلى دعم خطتها؛ للخروج من التكتل، والتي وصفتها ب«الفرصة الأخيرة»؛ للاستجابة لإرادة الشعب، الذي صوت لمصلحة الانفصال.وقالت ماي في مؤتمر صحفي، إنها ستضيف مادة تسمح للنواب بالمناقشة والتصويت على مقترح؛ لتنظيم استفتاء ثانٍ، وكذلك البقاء مؤقتاً في الاتحاد الجمركي مع بروكسل، ولكن يجب أن يتم التصويت قبل التوقيع النهائي على اتفاق الخروج مع المفوضية الأوروبية.وأعلنت ماي: إن مشروع القانون الذي ستعرضه يعطي ضمانات إضافية حول حقوق العمال، وحماية البيئة، وهو ما كانت تطالب به المعارضة. وطلبت ماي من النواب دعمها، مؤكدة أنها «الفرصة الأخيرة لإيجاد وسيلة، تلبي رغبة البريطانيين، الذين صوتوا بنسبة 52% لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران 2016». وأكدت رئيسة الوزراء المحافظة، أنها استمعت أيضاً إلى قلق الوحدويين في الحزب الأيرلندي الشمالي الصغير (الوحدوي الديمقراطي) بخصوص «شبكة الأمان»، الحل الوارد في معاهدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، والهادف إلى تجنب عودة حدود فعلية بين شطري أيرلندا. وأوضحت ماي: أن الحكومة ستكون ملزمة بالبحث عن ترتيبات بديلة من شبكة الأمان «باكستوب» بحلول ديسمبر/كانون الأول 2020.وأقرت ماي، بأن قضية الخروج، وتحقيق إجماع بين 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ليس بالمهمة السهلة، مضيفة: إنها حاولت كل ما بوسعها؛ لتمرير الاتفاق، بالاعتماد على أصوات النواب المحافظين وحلفائهم من الديمقراطيين الوحدويين؛ لكن من دون جدوى. وقالت ماي: إن ذلك اضطرها للتفاوض مع حزب العمال المعارض لمدة ستة أسابيع من دون جدوى أيضاً. وسواء أقر النواب مشروع القانون، الذي ستعرضه أم رفضوه، سيكون على ماي أن تستعد لمغادرة منصبها.وأعلنت ماي هذه الأمور بعد أربعة أيام من توقف المفاوضات بينها وبين حزب العمال، والتي كانت تهدف إلى إيجاد حل؛ لتطبيق بريكست. يذكر أن مسودة الاتفاق الجديدة ستعرض على مجلس العموم في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران المقبل؛ بعدما فشلت في تمرير المسودة الأصلية على النواب في ثلاث مداولات متتالية، ما أرغمها على إرجاء موعد الخروج لمرتين: من 29 مارس/آذار إلى 12 إبريل/نيسان الماضي، ثم إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، اضطرت معها لندن إلى قبول تنظيم الانتخابات الأوروبية، التي تبدأ الخميس المقبل. وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع المحافظين، في حين يتوقع أن يفوز حزب «بريكست» الذي تشكّل مؤخراً بغالبية المقاعد، ما يفاقم الضغط على ماي.من جهة أخرى، وجهت الشرطة البريطانية، أمس، اتهاماً بالاعتداء، والإضرار الجنائي لرجل هاجم نايجل فاراج زعيم حزب «بريكست» بالحليب المخفوق. وذكرت شرطة نورثمبريا، أنها وجهت اتهاماً إلى بول كراوذر (32 عاماً) في هذه الواقعة، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في وقت لاحق. وقالت الشرطة في بيان: «حوالي الساعة الواحدة ظهراً، أُلقي الحليب المخفوق على رجل يبلغ من العمر 55 عاماً، في وسط المدينة. تم احتجاز رجل عمره 32 عاماً في مكان الحادث وألقت الشرطة القبض عليه».
مشاركة :