قتل 23 شخصاً خلال معارك عنيفة، اليوم الثلاثاء، في شمال غرب سوريا بين الجيش السوري وفصائل إرهابية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. بدأت الاشتباكات إثر شنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً التي هي النسخة السورية من تنظيم القاعدة الإرهابي) هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف قوات النظام داخل بلدة كفرنبودة، الواقعة في ريف حماة الشمالي الملاصق لمحافظة إدلب، وفق المرصد. وأفاد المرصد عن شنّ مقاتلات سورية غارات على مناطق عدة في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات أخرى طالت مناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي. وتسبّبت قذائف أطلقتها فصائل إرهابية متمركزة في ريف حلب الغربي على مدينة حلب بإصابة ستة مدنيين بجروح، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". وتدور، منذ أمس الإثنين، اشتباكات بين الفصائل المتشددة والجيش السوري، رغم إعلان مركز المصالحة الروسي بين أطراف النزاع في سوريا الأحد أنّ قوات الجيش بدأت منذ منتصف ليل 18 مايو الجاري وقفاً لإطلاق النار "من طرف واحد". وتخضع محافظة إدلب ومناطق محيطة بها لاتفاق هدنة تمّ إقراره في سبتمبر ونصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين الجيش السوري والفصائل المتطرفة، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه. ونجح الاتفاق في إرساء هدوء نسبي في إدلب ومحيطها. إلا أن المعارك استئنفت منذ فبراير. ومنذ نهاية أبريل، بلغت وتيرة الاشتباكات حداً غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق، وفق المرصد. وحذرت الأمم المتحدة، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الجمعة، من خطر حصول "كارثة إنسانيّة" في إدلب إذا تواصلت المعارك.