مسك جدة التاريخية تعيد للواجهة عملة العشرة البيضاء

  • 5/23/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يقف عبدالله الغامدي، ضمن فعاليات مسك جدة التاريخية، مستعرضاً للزوار علاقته التي امتدت لأكثر من 45 عاماً مع العملات النقدية السعودية، للتعريف بها ومراحل تطورها، ولعل أبرز ما يشد انتباه الزائر "العشرة البيضاء"، وهي أول عملة ورقية سعودية (سند حج) طرحت للتداول في يوليو 1953 من فئة "عشرة ريالات أو العشرة البيضاء أو إيصالات الحج، والتي كانت تعادل عشرة ريالات فضة؛ وذلك لاستخدامها في فترة الحج، تخفيفاً على حجاج بيت الله الحرام، وتصل قيمة الورقة الواحدة منها اليوم في منصات المزادات إلى 15 ألف ريال، فيما يتجاوز سعر النسخة المذهبة منها الـ25 ألف ريال. وأصدرت مؤسسة النقد العربي السعودي هذه العملة بأمر مباشر من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، للقضاء على الوضع المشتّت في التعاملات النقدية، وتشير المصادر إلى أنه عندما كان يطلق على المملكة العربية السعودية – قبل توحيدها- مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها كان الناس يتعاملون في تجارتهم بعملات مختلفة حسب البضائع الواردة من البلاد الأخرى، كالريال الفرنسي والمجيدي وغيرهما، واستمر هذا الوضع المشتت حتى توحيدها. وبين أروقة فعاليات "مسك جدة التاريخية"، التي ينظمها مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" خلال الفترة 9-15 رمضان الموافق (14-20) من شهر مايو الجاري؛ كان العم عبد الله الغامدي الذي جمع خلال 45 عامًا آلاف العملات الورقية والمعدنية السعودية والعالمية، يوضح للجيل الجديد عملة "العشرة البيضاء" التي طبعت مؤسسة النقد منها آنذاك 5 ملايين إيصال، كطبعة أولى، كتب عليه عبارات متعددة بالعربية، والفارسية، والإنجليزية، والأردية، والتركية، والمالاوية؛ ما يحفظ لحاملها قيمتها من الريالات الفضية السعودية، ولاقت استحساناً وقبولاً من الحجاج، كما نالت ثقة الناس في السوق المحلية من تجار ومواطنين؛ الأمر الذي دفع بمؤسسة النقد إلى إعادة إصدار تلك الفئة وفئتين جديدتين أخريين من فئة الخمسة ريالات سنة 1954، وفئة الريال الواحد في عام 1956، وكان لنجاح التجربة أن المواطنين والحجاج لم يستبدلوا تلك الإيصالات بالعملة المعدنية، بل استمروا في تداولها، واستنتجت حينها الدولة أن المواطنين والحجاج راغبون في استبدال العملات المعدنية بعملة ورقية؛ وهو تطور مهم يعبّر عن الثقة بحكومة الدولة الفتية وقدرتها على حماية عملتها الورقية، وهو أيضاً أمر أصعب بكثير من حماية العملة المعدنية ذات القيمة الذاتية. ونجح الستيني المتقاعد عبد الله الغامدي، في أن يجعل "مسك جدة التاريخية" منصة لتعريف الجيل الجديد من الشباب والشابات بالإرث التاريخي "للعملات النقدية والورقية السعودية"، والمراحل التي تطورت فيها منذ عهد المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- واستعرض العم عبد الله الغامدي، الدارس في الولايات المتحدة الأمريكية، الجوانب التاريخية "للعملات السعودية القديمة" منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك من بعده، وهو ما كان حافزًا لكثير من الزوار الذين اعتبروه مخزنًا معلوماتيًّا لكل ما يتصل بالعملات المحلية والعالمية على حد سواء، واستقطب لإتقانه الإنجليزيةَ الزوار الأجانب واستطاع بخبرته الطويلة في المجال لفت انتباههم، والإجابة عن كافة استفساراتهم المتعلقة بتاريخ العملات السعودية خصوصًا والعالمية على وجه العموم.

مشاركة :