العمانية جوخة الحارثي تحجز مقعداً بين «سيدات القمر»

  • 5/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عبير حسين أصبحت العمانية جوخة الحارثي أول روائية عربية تفوز بجائزة «إنترناشيونال مان بوكر» البريطانية عن روايتها «سيدات القمر» والتي تتناول فيها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والصراعات السياسية في مرحلة مهمة من تاريخ سلطنة عمان. وحصلت الحارثي على جائزة مالية تبلغ قيمتها 60 ألف دولار بالمشاركة مع الأكاديمية الأمريكية مارلين بوث أستاذة الأدب العربي في جامعة أوكسفورد، ومترجمة الرواية من العربية إلى الانجليزية، والتي صدرت نسختها المترجمة تحت عنوان «أجرام سماوية». تفوقت الروائية العمانية على 5 منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة من فرنسا وألمانيا وبولندا وكولومبيا وتشيلي. وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد تلقت هذا العام 108 روايات كتبت ب25 لغة مختلفة، اختير 13 منها فقط للقائمة الطويلة، قبل تصفيتها إلى 6 روايات في القائمة القصيرة. وتحكي «سيدات القمر» قصة ثلاث شقيقات يواجهن تغييرات تحدث في المجتمع العماني وكيفية تعامل عائلاتهن مع هذه التغيرات التي تلقى الضوء على تطور عمان من مجتمع تقليدي إلى حداثي. تدور أحداث الرواية في قرية «العوافي» في سلطنة عمان، حيث الشقيقات الثلاث: مايا المتزوجة من عبدالله بعد مشاكل متعددة، وأسماء التي تزوجت فقط كواجب اجتماعي، وخولة التي تنتظر خطيبها المهاجر إلى كندا. صحيفة«ذا جارديان» البريطانية قالت عن الرواية: «تروي سيدات القمر قصة مجتمع وما طرأ عليه من تغيرات تاريخية واجتماعية، كما تحاول أن تقول الكثير عن تحولات الواقع الاقتصادي والثقافي وصراعاته السياسية، وعلاقة المرأة بالمرأة، والمرأة بالرجل، والمرأة بذاتها مع التحولات التي تشهدها كل فتاة في مرحلة النضج، وكذلك علاقة الآباء بالأبناء، وحكايات العشق المتحقق أو السراب، وعلاقة الجميع بما يطرأ على الواقع من تغيرات، حيث تتداخل حالات الخيبة والشوق والشعور بالغربة والتشبث بالأحلام أو خسارتها، وتناسخ الأدوار التي يقوم بها الآباء مع الأبناء». ونقلت الصحيفة تعليق رئيس لجنة تحكيم المسابقة المؤرخة والكاتبة البريطانية بيتني هيوز التي قالت عن الرواية: «تكتب الحارثي بعمق وسهولة نفاذة وغوص في النفوس وبسرد مقنع وبجمال لا يتخلى عن أجواء شعرية ترفد عملية القص وتجملها». وأضافت: «أظهرت الرواية فناً حساساً وجوانب مقلقة من تاريخنا المشترك». ووصفت «ذا جارديان» الرواية بأنها تقدم لمحة عن ثقافة غير معروفة نسبياً في الغرب، ووصفت الرواية بأنها إنجاز قوي منسوج بحرفية وبها خيال عميق .وقالت: ما يتعلمه المرء حقاً هنا إن هناك خياليين مدهشين في جميع أنحاء العالم العربي، وليس فقط مراكز الإبداع الأدبية المعروفة مثل القاهرة ودمشق وفلسطين وبيروت وبغداد والمغرب والعديد من الأماكن الأخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن للحارثي روايتين أخريين ومجموعتي قصص قصيرة وكتاب للأطفال، ترجمت بعضها إلى عدة لغات منها الألمانية والإيطالية والكورية والصربية ونقلت عن الروائية العمانية قولها»: أتمنى أن تساعد «سيدات القمر» القراء في العالم على اكتشاف مجتمع الكتابة الموهوب في سلطنة عمان. وأضافت: أدعو الجميع إلى النظر إلى عمان بقلب وعقل مفتوح، بغض النظر عن مكان وجودك، فإن الحب والخسارة والصداقة والألم والأمل هي المشاعر نفسها في كل مكان، ولايزال أمام الإنسانية الكثير من العمل لتؤمن به في هذه الحقيقة. أما لجنة تحكيم الجائزة فقالت في حيثيات قرارها بفوز رواية « سيدات القمر» عبر بيان نشر على الإنترنت بأنها منظمة ومبنية بأناقة وتحكي عن فترة زمنية في عمان من خلال مشاعر الحب والفقدان داخل أسرة واحدة. وأضافت: كانت نظرة ثاقبة خيالية وغنية وشاعرية في مجتمع يمر بمرحلة انتقالية وفي حياة مخفية في السابق. مندوس عماني حصلت «سيدات القمر» على مراجعات قيمة على موقع «جود ريدز»، وكتب أحد القراء عنها: «رواية من سلطنة عمان تتناول تحولات الماضي والحاضر، وتجمع، بلغة رشيقة، بين مآسي بشر لا ينقصهم شيء ومآسي آخرين ينقصهم كل شيء». وأضاف آخر «هذه ليست مجرد رواية، إنها درس في السرد، إنها عوالم متداخلة من الماضي والحاضر، التاريخ والإنسان والحياة.. الكثير من الحياة الطافحة بالألوان والأقدار والحتوف». وشبه قارئ رواية «سيدات القمر» بعد فوزها «بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب» 2011، قائلاً «أشعر وكأنها مندوس عماني فاخر مرصع بأجود المسامير والنقوش الذهبية بفصاحتها ودلالاتها اللغوية الفذة وأسلوبها الحكواتي البديع. تأخذك الرواية للماضي العماني لتعيش حقبة زمنية مليئة بأحداث متصلة بالعادات العمانية التي ما زالت تأثيراتها متراكمة حتى يومنا هذا».

مشاركة :