حفتر يرهن وقف إطلاق النار بتوافر شروط الحوار السياسي

  • 5/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، أمس أن شروط وقف إطلاق النار في طرابلس غير متوافرة في اللحظة الراهنة، مشدداً في الوقت نفسه على استعداده للحوار السياسي بعد توفر هذه الشروط. واجتمع حفتر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس في باريس، في مشهد وصفه مراقبون بأنه يدلل على نجاح قائد الجيش الليبي في فرض نفسه على المشهد الدولي عقب إطلاق عملية طرابلس للتخلص من الميليشيات المسلحة بالعاصمة الليبية.وأشارت الرئاسة الفرنسية، في بيان صحفي، إلى أن حفتر أبلغ ماكرون أن الجيش الليبي لا يستفيد من عائدات النفط في شرق ليبيا. وتتولى قوات الجيش الوطني الليبي حماية الحقول والموانئ النفطية في البلاد وتذهب عائدات النفط إلى المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني. وأعرب الجيش الليبي، في بيانات سابقة، عن انزعاجه بسبب عدم تخصيص مؤسسة النفط الليبية أموالاً للقوات المسلحة التي تتولى حماية المنشآت النفطية، وذلك كي تتمكن قيادة الجيش الليبي من علاج جرحى العمليات الإرهابية وصرف رواتب العسكريين. وعانت الدول الأوروبية خلال السنوات الماضية بسبب سيطرة ميليشيات مسلحة على حقول النفط والغاز، وهو ما دفع بعض الوسطاء بين الأوروبيين والمليشيات المسلحة لتكليف الأخيرة بحماية أنابيب الغاز التي تصل أوروبا مقابل امتيازات مالية ضخمة.واحتدم التنافس الأوروبي في ليبيا منذ إطلاق الجيش الليبي لعملية طرابلس، وذلك لتخوف الدول الأوروبية المتداخلة في ليبيا من حدوث تأثير سلبي على حصتها في النفط والغاز الليبي، وهو ما يفسر أسباب التنافس الفرنسي - الإيطالي خلال السنوات الماضية. وتسبب الصراع المكتوم بين شركة «إيني» الإيطالية و«توتال» الفرنسية في تدهور العلاقات المشتركة بين باريس وروما، ووصل الأمر إلى حد التطاول من قبل المسؤولين الإيطاليين على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك بسبب الاستراتيجية التي تتبعها باريس في شمال افريقيا وخاصة في ليبيا. وتعكف إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تعميق علاقاتها مع المكونات في الشرق الليبي مع التأكيد على دعمها لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج. وعملت حكومتا روما وباريس منذ إطلاق الجيش الليبي لتحرير طرابلس على التعاطي بحيادية وتوازن مع الشرق والغرب الليبي، فقد حرص رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي على الاجتماع مع المشير خليفة حفتر بعد اجتماعه مع السراج، وهو ما حرص عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعقد مشاورات مع رئيس المجلس الرئاسي واستقباله المشير خليفة حفتر في باريس. وبحسب مراقبين ، تدرك حكومتا باريس وروما اللعبة الدولية ورفض المجتمع الدولي للدعم الصريح والعلني لأي من المكونات الليبية، لذا عملت الحكومتان على التحرك تحت مظلة الأمم المتحدة والتأكيد على دورها في وقف إطلاق النار بالبلاد والاتجاه نحو الحل السياسي للأزمة. وتعكف الدول الأوروبية بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على إقناع الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار بشكل فوري. ولا يرفض حفتر وقف إطلاق النار في طرابلس لكنه يشترط حل التشكيلات المسلحة وتسليم أسلحتها، وتفعيل الترتيبات الأمنية التي ينص عليها اتفاق الصخيرات. وفي أول رد فعل على إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا أمام مجلس الأمن، قالت غرفة عمليات الكرامة، التابعة للجيش الليبي، إن إحاطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أمام مجلس الأمن، تؤكد سعيه لإيجاد حل لمشكلة تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا بدلاً من حل مشكلات الليبيين، وعدم تطرقه للعصابات الإجرامية التي نهبت ثروات الشعب الليبي. وأكدت غرفة عمليات الكرامة أن هدف الجيش الليبي من معركة طرابلس هو تحرير العاصمة من العصابات الإجرامية، لافتة إلى أن حكومة الوفاق واجهة مدنية لتنظيم الإخوان والمليشيات المسلحة، مستغربة تجاهل غسان سلامة الحديث عن تهريب تركيا وقطر للأسلحة إلى ليبيا وخرقهما لقرارات مجلس الأمن الدولي بتهريب أسلحة للبلاد.

مشاركة :