تعنيف النساء عدوانية تصنع متطرفا

  • 5/23/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وبعد أن قدّمت الباحثة، سؤالها الإشكالي لماذا يتجاهل المجتمع العالمي هذا الرابط؟ طرحت أمثلة من ضمنها حالة دارين أوزبورن الذي احتجزته الشرطة البريطانية لدهسه مجموعة من المصلين أثناء خروجهم من صلاة التراويح من مسجد لندن، قبل أن يقفز خارج سيارته المستأجرة صائحا أنه سيقتل كل المسلمين. كما تطرّقت إلى شريف كواشي وشقيقه سعيد كواشي اللّذين نفذا هجوما داميا على مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”، وسلمان عابدي منفذ هجوم “مانشستر أرينا” بواسطة عبوة ناسفة. وتسلّط سميث الضوء على علاقة بعض الإرهابيين بالطفولة التي تطغى عليها كراهية النساء والفقر وسوء المعاملة والعنصرية. وتمتد هذه الروابط إلى الشبان البيض القتلة مثل إليوت رودغر البالغ من العمر 22 عاما، والذي أعلن في بيان مصور نشره قبل أن يقتل ستة أشخاص ويجرح 13 آخرين في كاليفورنيا سنة 2014، أنه سيدمر جميع النساء لأنه لم يستطع الحصول على حبيبة. كما تقتبس قول نذير أفضال، وهو محام وكبير المدعين العامين السابقين في شمال غرب إنكلترا، والذي تناول قضايا تتعلق باستغلال الأطفال جنسيا والعنف ضد المرأة في مسيرته “إن أول ضحية لمتطرّف أو إرهابي في بلده هي المرأة”. ويشير إلى أن رادار الشرطة والأجهزة الأمنية يشمل 25 ألف رجل بصفتهم إرهابيين محتملين. وتقرّ سميث بأن الاعتداء المنزلي هو أمر شائع تمر به واحدة من كل خمس نساء في حياتهن، متطرّقة إلى تأثير العنف ضد النساء الذي يتراكم على مدى عقود. واستدلت عند تقديم حججها، بما تم تسجيله مارس 2016، من قبل الشرطة عن وجود أكثر من مليون حالة من الاعتداء المنزلي في إنكلترا وويلز، وهو جزء صغير من الامتداد الحقيقي للجريمة. وترفض مقاربة الناشطة في مجال حقوق المرأة الاستسلام للتشاؤم رغم استمرار إخفاقات النظام في اعتقال الرجال الخطرين، وتواصل معاناة ملاجئ النساء الهاربات من العنف. وتلجأ أيضا إلى مقاربات نفسية بتأكيدها على أن المجتمع يقلّل نطاق الآثار المترتبة على سوء المعاملة المنزلية وينكرها تماما في بعض الأحيان. وتشدد على أن الهجمات عادة ما تبرّر بفكرة أن الرجال العنيفين يفتقرون إلى ضبط النفس ولا يمكنهم التحكم في أنفسهم أحيانا. وتقول إن الذكورية السامة لا تتلقى أي ملامة في المقابل. منذ أربعين عاما، نشر عالمان في الاجتماع، إيمرسون وراسل دوباش، عملا مهما بعنوان “العنف ضد الزوجات”. وأشارا فيه إلى أن مكان المرأة في التاريخ كان في الجهة المتلقية للضربات. ونظر المجتمع طيلة عقود إلى “النساء المعنفات” على أنهن منحرفات ويستحققن الضرب. كما كانت مجتمعات تعتقد أن الرجال عدوانيون بطبيعتهم. وان العنف لم يكن خطأ الرجال. وتجاهل الباحثان هذه “النظريات”، وطالبا بالعمل على محو التبعية والعزلة وتحسين مكانة المرأة في المجتمع . في عام 2017، نشأت الانتفاضة النسائية في الولايات المتحدة “أنا أيضا” (مي تو) كحركة اجتماعية مناهضة للتحرش وكافة أنواع العنف الجنسي. وساهمت في فضح متهمين بالاعتداءات. وأقيل بعض المتهمين من مناصبهم الرفيعة التي استغلوها لفرض سلطتهم على الأطراف الأضعف. ودفعت هذه الحملة الشرطة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لتنصر حقوق المتضررات. وجاءت هذه الانتفاضة نتيجة تحدي المجتمع لتلك الصورة النمطية السلبية للإناث، مما سمح بانبعاث مبادرات في هذا الاتجاه. وتخلص الباحثة إلى أن الاعتداء الأسري يتجذّر في غياب المساواة وهو أمر يجب معالجته. كما يجب تقديم المساعدة المناسبة للرجال، من أمثال الأخوين كواشي، قبل أن يختاروا طريق العنف.

مشاركة :