يقول بعض سكان القرية إن نايابانز لم تكن تخلو من مظاهر الصراع في الماضي. فقد أدت محاولات لبناء مسجد في 1977 إلى أعمال شغب طائفية سقط فيها قتيلان. لكنهم يؤكدون أيضا أن الأعوام الأربعين التي تلت ذلك سادها الوئام النسبي. وقال بعض المسلمين إن المتشددين من الهندوس بدأوا يتصرفون من منطلق تأكيد الذات بشكل أكبر في القرية بعد تولّي يوجي منصبه في مارس 2017. وتدهور الوضع في شهر رمضان عام 2017 وطالب ناشطون من الهندوس المسلمين بالكفّ عن استخدام مكبّر الصوت في المدرسة الدينية، التي يستخدمونها كمسجد، في إذاعة الآذان وقالوا إنه يقلق القرية كلها. ووافقت الأقلية المسلمة على مضض على التوقّف عن استخدام مكبّر الصوت، الذي يقولون إنه يستخدم منذ سنوات عديدة، حفاظا على السلام، لكن هذه الخطوة أثارت استياء شديدا. ولا تشعر شريحة واسعة الهندوس بالتعاطف مع الأفراد المسلمين. فقد قال أوم براكاش الخياط البالغ من العمر 63 عاما “الرب يعلم ما ينوحون عليه. الهدوء ينتشر هنا لكننا لن نسمح بأي مكبّر صوت هناك. فتلك مدرسة وليست مسجدا”. وتقول عائشة طالبة القانون عائشة “لا نستطيع التعبير عن ديانتنا بأي شكل هنا. لكنهم أحرار يفعلون ما يريدون”. وأضافت أن رجالا من الهندوس في القرية كثيرا ما يصيحون بشعارات مناهضة للمسلمين خلال المناسبات الدينية. فيما نفى أكثر من عشرة من الهندوس حدوث ذلك. وبسبب هذه الانقسامات الكبرى، التي تشق المجتمع الهندي بدفع سياسي واضح، فإن شبح الرحيل بات يخيّم على بعض المسلمين، في عدة قرى للبحث عن أماكن خالية من نعرات تطرّف الهندوس. وسبق أن ورد اسم شرف الدين سيفي (38 عاما)، الذي يدير متجرا للملابس في سوق قريبة في بلاغ للشرطة قدّمه هندوس بسبب حادث البقرة في العام الماضي. وبعد حبسه 16 يوما أخلت الشرطة سبيله لعدم وجود أدلة تدينه، لكنه قال إن الكثير قد تغيّر بعد خروجه من السجن. وقد أصبح الهندوس يتجنّبون التعامل معه. واضطر بسبب ما أنفقه على المحامين إلى التوقّف عن الذهاب إلى دلهي لشراء ملابس لمتجره الذي أصبح خاويا إلى حد كبير. كما أخرج ابنه البالغ من العمر 13 عاما من مدرسة خاصة لأنه لم يعد يتحمّل مصاريفها. وقال عن معاناته في فترة حبسه “هذا أمر جلل بالنسبة إلى شخص لم يشاهد من قبل مركز الشرطة من الداخل، ولم يحلم حتى بارتكاب جريمة”. وكثيرا ما يجول بخاطره أن يرحل عن القرية لكنه يقول لنفسه “لم ارتكب خطأ فلماذا أرحل؟”. بنفس الطريقة تقريبا، انتقل جبار علي النجار، البالغ من العمر 55 عاما، إلى منطقة ذات غالبية مسلمة في ماسوري قرب دلهي واشترى بيتا بما ادخره من مال من العمل في السعودية. وقال وهو يتذكر الحادث الذي وقع في ديسمبر الماضي “إذا كان الهندوس يستطيعون قتل مفتش الشرطة الهندوسي أمام مركز الشرطة والحرس المسلح بجواره، فما حالنا نحن المسلمين؟”. ولا يزال يحتفظ ببيته في نيابانز ويزور القرية من حين لآخر، لكنه يقول إنه يشعر بأمان أكبر في بيته الجديد حيث كل جيرانه القريبين من المسلمين. وأضاف “أنا خائف هنا. والمسلمون قد يضطرون للرحيل عن هذا المكان إذا حصل مودي على فترة ثانية واستمر يوجي هنا”.
مشاركة :