يَغفُل الكثير من أهل المدن عن إلقاء السلام على الناس في الطُرقات، ويحرص عليه أهل الريف والصعيد، حيث إن السلام من السنن العظيمة التي لها الأجر العظيم، ويَتكاسل الكثير عن اغتنام فضلِها، وتحية الإسلام هي: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته».وحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على إفشاء السلام والبدء بالسلام في أحاديث نبوية كريمة؛ رَوى أبو داود عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ أولى الناسِ باللهِ من بدأهم بالسلامِ»، وهذا شرف عظيم يسارع المسلم إليه فلا يسابقه أحد في المبادرة بإلقاء السلام، ويقتنص الفرص لإلقاء السلام على المارة من المسلمين في كل مكان. البَدء بالسلام:البدْء بالسلام فضيلة جليلة، لا يَعرفها الكثيرون، ومن عرف هذا الفضل سعى له سعيًا كبيرًا، وحرص عليه أشدَّ الحرص، وسارع إليه؛ فلقد رَوى أبو داود عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ أولى الناسِ باللهِ من بدأهم بالسلامِ» ولهذا فعلينا التسابق لهذا الخير في الطرقات، وفي العمل، وفي وسائل المواصلات.إكمال السلام:بعض المسلمين يَقتصر على قوله: «السلام عليكم»، ولكي يحصل المسلم على أجرٍ أكبرَ فعليه إكمال السلام بقوله: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، فقد روى الترمذي أنَّ رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «عشرٌ»، وجاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عشرون»، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثون».السلام على الجميع:الكثير لا يُلقي السلام إلا على من يعرفه، وهذا مخالف لهدْي الرسول صلى الله عليه وسلم، فالسنَّة أن تلقي السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: إن رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: «تُطعِمُ الطعامَ، وتَقرَأُ السلامَ على من عَرَفتَ وعلى من لم تَعرِفْ».السلام على الأطفال:يتجاهَل البعض إلقاء السلام على الأطفال، وهي مِن السنن النبوية العظيمة في تربية النشْء، فعلينا التزامها، وتوعية الغير بها، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه مَرَّ على صِبيانٍ فسلَّم عليهم، وقال: «كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفعَلُه» رواه البخاري.فوائد إلقاء السلام:أنه سبب للسلامة من الحقد وسبب لسلامة الصدر: فعن البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«أفشوا السلام؛ تسلموا» [ابن حبان]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم].وفي إفشائه أجر كبير:ثبت عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قال: السلام عليكم كتبت له عشر حسنات، ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون، حسنة ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة» [رواه الطبراني]، وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهقال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :«عشر». ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد فجلس، فقال :«عشرون». ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد فجلس، فقال :«ثلاثون» [ رواه أبو داود والترمذي] .وإفشاء السلام خير الأعمال:فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [رواه البخاري ومسلم]. والمعنى: أي خصال الإسلام خير؟ ورحمة الله تنال بإفشاء السلام:عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام» [رواه أبو داود والترمذي]. والمعنى أطوعهم لله كما في رواية أخرى، وقال في عون المعبود:"قال الطيبي: أي أقرب الناس من المتلاقيين إلى رحمة الله من بدأ بالسلام" [14/70].وإفشاؤه سبب للبركة الله:فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«يَا بُنَيَّ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ ؛ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ » [الترمذي].وسبب لمغفرة الذنوب:لقول نبينا صلى الله عليه وسلم :«إن من موجبات المغفرة بذلَ السلام، وحسن الكلام» [الطبراني].وهو من موجبات الجنة أيضًا:ففي حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام» [رواه الترمذي]، وسأل أبو شريح رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة، قال:«طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام» [رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه]
مشاركة :