إن تباشير صباح يوم الخميس 6/6/1436هـ تشير إلى أن السياسة الخليجية لم تعد تكتفي ببيانات التنديد والاستنكار، ولا باستعمال الدبلوماسية الهادئة، مادام المستهدفون لاستقرارها لا يعرفون سوى إثارة الزوابع عن طريق فئات متعطشة للدماء كالحوثيين، الذي لم ينفع معهم أي لون من الدبلوماسية أو التحذير، والدعم الإيراني المستمر لهم، فعمدت الدول الخليجية مجتمعة ومعها دول عربية وإسلامية أعلنت استعدادها للمشاركة لتقوم بعملية عسكرية تفهم هؤلاء المستهدفين لأمنها واستقرارها أنها بعد اليوم لن تقف مكتوفة الأيدي لعبث جماعات التطرف، ولا لعبث دول تسعى إلى أن تكون هذه المنطقة دائمًا مضطربة، تدفع المليشيات في أرجائها تنفذ عمليات بشعة قتلاً وتدميرًا، لتخيف أبناء هذه المنطقة وترعبهم، فالأسلوب العملي ولاشك هو ما يكون الخطاب فيه من نفس نوع الخطاب الذي تستقبله دول الخليج صبح مساء من الضفة الأخرى لمياه الخليج ويستبطن التهديد، ويتنبأ بسيطرة تامة كما يحلم لا على منطقة الخليج وحدها، بل وسائر منطقة الشرق الأوسط كلها، وهذا أوان الرد العملي على هذا الاستهتار الذي بلغ أوجه حينما بدأت التصريحات تتحدث عن دول أربع أصبح للمهدد موضع قدم فيها كما يزعم. وهذا الرد العملي الناضج من قبل دول المنطقة وعلى رأسها المملكة حظي اليوم بإعجاب العالم كله شرقًا وغربًا، فالقوة سلاح يقنع إذا لم يقنع الحوار، وحينما تنجح هذه العملية، وتكسر حدة التباهي بقوة السلاح الذي يصل كل يوم إلى مطار صنعاء باستمرار سيعرف المتباهي به فادح خطئه الذي كان عن حسابات غبية. واليمن اليوم تدب الحركة فيه ضد من احتلوا عاصمته، وفرضوا على الناس ما لا يرضونه من أحكام، ومن تدمير للبلاد وإراقة للدماء، فاليمنيون اليوم جلهم سعداء بهذه العملية، التي حتمًا ستعيد إلى بلادهم التوازن بين قواه السياسية المختلفة، والتي ستجعل الحوار وحده هو لغة الجميع، لأن السلاح الذي استخدمه الحوثيون لم يقنع أحد، وسيظل العدوان دومًا بقوة السلاح سببًا للاختلاف لا للإقناع، والحوار لا يكون إلا بين أهل وطن واحد لا يعادي أحد منهم الآخر، وخطأ الحوثيين أنهم أرادوا إقناع اليمنيين وهم يوجهون إلى صدورهم البندقية. ما يجري اليوم على الأرض في اليمن هو ما سيعيد لليمن حوارًا سياسيًا حقيقيًا بين كل فئاته، ودون تهديد أو قتل وتدمير. فدول الخليج يهمها اليمن الآمن المستقر، الذي تتحقق له تنمية شاملة تعيده إلى العصر، ولن يكون هذا وفيه فئة تستخدم السلاح من أجل السيطرة على الآخرين. إن عملية الحزم تبشر بأن دولنا الخليجية قد أدركت أنه لن يمنع الأذى عن ساحاتها سوى سواعد أبنائها، وهي تتعاون مع الجميع من أجل أن تظل هذه المنطقة آمنة مستقرة لا يسيطر عليها أحد بأحلام غبية لن تتحقق أبدًا. وإنا لنرجو لعملية الحزم النجاح كل النجاح ليعرف الجميع أن دولنا الخليجية قادرة على رد العدوان والانتصار في معارك عادلة، وهو ما نرجو، والله ولي التوفيق. alshareef_a2005@yahoo.com
مشاركة :