قالت شركة أرامكو السعودية في بيان لها أمس إن حريقا صناعيا محدودا اندلع بأحد أنابيب مجمع التكرير التابع لها في رأس تنورة صباح أمس الجمعة، موضحة في بيان مقتضب أنه سرعان ما تم إخماده والسيطرة عليه. وقالت الشركة في بيانها إن فرق الطوارئ في الشركة استجابت فوراً للحادث وأخمدت الحريق الذي لم تسجل فيه أية إصابات، مشيرة إلى أن الحادث لم يشكل تعطيلا لأعمال الشركة، وأنه سيتم تشكيل فريق من المتخصصين للتحقيق في أسباب وقوع الحادث. في غضون ذلك تراجعت أسعار النفط أكثر من دولار أمس الجمعة بعد مكاسب حادة سجلتها في الجلسة السابقة مع انحسار المخاوف من تعطل الإمدادات بسبب الضربات الجوية التي تقودها المملكة في اليمن. وقال جولدمان ساكس إن الضربات الجوية في اليمن لن يكون لها تأثير يذكر على إمدادات المعروض النفطي نظرا لأن اليمن مصدر صغير للخام وأن الناقلات يمكنها تجنب العبور من مياهه للوصول إلى الموانئ التي تقصدها. وهبط سعر مزيج برنت دولارا إلى 58.19 دولار للبرميل بعد أن سجل 57.93 دولار في وقت سابق، وانخفض سعر الخام الأميركي 96 سنتا إلى 50.47 دولارا للبرميل بعدما بلغ 50.25 دولارا في وقت سابق. وكانت أسعار النفط قفزت أول من أمس الخميس نحو خمسة بالمئة مسجلة أكبر مكاسبها اليومية في شهر مع شن المملكة وحلفائها ضربات جوية في اليمن أثارت مخاوف من أن يؤدي تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى تعطل إمدادات المعروض العالمي. في سياق آخر، أكد الخبير الاقتصادي ومحلل الطاقة في الإدارة الاقتصادية لمنظمة الأقطار العربية "أوابك" الدكتور أسامة الجمالي في حديث لـ "الوطن"، أن النفط الصخري الذي تستخرجه أميركا لن يؤثر بأي حال من الأحوال على النفط الإحفوري الذي تنتجه دول الخليج والدول المصدرة في منظمة "أوبك". وأشار إلى أن النفط الصخري لا يشكل أي تهديد على النفط الخليجي مطلقا، إضافة إلى وجوده في الخليج داخل صخور صماء، ولم يظهر النفط الصخري إلا بعد هبوط أسعار النفط في الأشهر الماضية، وكلفة استخراجه تشكل عائقا في عملية تصديره واعتماده كبديل عن النفط الحالي، رغم اكتشافه من أربعينات القرن الماضي، مشيرا إلى أنه لا مقارنة بين عمليات استخراج النفط الأرضي والنفط الصخري، وأن التقنيات الموجودة ما زالت عاجزة عن تغطية كلفة استخراجه وتصديره وبالكاد يمكن تخزينه كاحتياطي، رغم أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري 4 ملايين برميل في اليوم. وعزا الجمالي السبب خلف تأرجح أسعار النفط في الوقت الذي سبق ارتفاعه بسبب الأحداث الأخيرة التي تشهدها اليمن، إلى انعدام وجود البديل لقطاع النفط الأمر الذي أثر بعدم ثبات الأسعار نسبيا، مشيرا إلى أن منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك" لم تبحث مسألة الأسعار بشكل رسمي مطلقا. وقال إن الحد الأعلى لسعر البرميل يرتبط بوجود بديل حاليا للبترول، مشيرا إلا أن الدول المنتجة للنفط تقيم سعر النفط حسب دوره في التنمية الاقتصادية، والسعر الحالي للبرميل تم تقييمه بناء على العرض والطلب في السوق.
مشاركة :