فنانات من الشرق الأوسط يتحدّين الأفكار السائدة عن المرأة

  • 5/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مات سميث – أسست سارة بن صفوان في عام 2016 منصة الكترونية تحمل اسم «بنات كوليكتيف» لتكون حلقة وصل بين الأشخاص الذين يتشاركون الأفكار نفسها، حيث يقدمون فنونهم من خلال الموقع الخاص بالمجموعة على شبكة الإنترنت banatcollective.com. وتهدف المجموعة إلى مساعدة المجتمع على إعادة التفكير في طريقة النظر إلى النساء صاحبات البشرة الملونة من خلال عروض للفن المعاصر والشعر وأشكال أخرى من الكتابات الإبداعية. وتنشر المجموعة أعمالاً فنية مطبوعة والكترونية وتستضيف أيضا فعاليات تستهدف نشر الوعي والحثّ على النقاش وتبادل الآراء. وقالت سارة «هناك الكثير من الفنانات الشابات الصاعدات اللاتي لم تسنح لهن الفرصة من قبل لعرض أعمالهن أو نشرها، ومن ثم فإننا نتحاور معهن لتقديم رؤية نقدية متعمقة حول أعمالهن». تخرجت سارة في كلية سنترال سانت مارتينز اللندنية المعروفة عالميا في عام 2015، حيث حصلت على درجة علمية في مجال الثقافة والنقد والتقييم الفني، وتعمل حاليا قيّمة فنية مساعدة في متحف جوجنهايم أبوظبي. وخلال فترة دراستها في بريطانيا، بدأت سارة تهتم بشكل كبير بنظرية ما بعد الاستعمار. وتركز المجموعة التي أسستها سارة على موضوعات تُعنى بالمرأة ونظرية التقاطعية، وهي عبارة عن إطار تحليلي يحدد كيفية تأثير النُظُم المتشابكة للسلطة في أكثر الفئات تهميشاً في المجتمع. واسترسلت قائلة «لا تقتصر مهمة المجموعة على الربط بين الفنانين وإنما تعمل على فتح باب النقاش حول النظرة للمرأة العربية في المنطقة، نظرا لعدم وجود نافذة أخرى توفر مثل هذه الفرصة لتناول هذا الموضوع. ونحن نقوم بذلك من خلال الفن والشعر و غيرها من أشكال الكتابات الأخرى». واستدركت: استخدم في الموقع كلمة «المرأة» ليكون أكثر قبولاً، لأن مصطلح «النسوية» له دلالات سياسية كبيرة مرتبطة بإيديولوجيات غربية لا تتناسب وسياق المرأة في الشرق الأوسط. ويُعد كتاب «في خضم الحياة» In the Middle of It All أول كتاب يصدر عن نقاشات المجموعة في عام 2018، وهو نتاج تعاون 31 فنانة في مجالات الفنون البصرية والكتابة والشعر. وأوضحت سارة «الكتاب الذي قمنا بإصداره هو وسيلة لمساعدتنا على الانتشار. وقد تم اختيار محتوى الكتاب بعناية ويتطرق إلى موضوع معين وهو سن البلوغ، وهو من الموضوعات التي يُنظر إليها باعتباره من المحظورات في العالم العربي، ومن ثم فالموضوع إما أن كثيرين لا يسمعون عنه وإما أن يتم فهمه بشكل خطأ. لقد كان الكتاب بمنزلة فرصة للفنانات كي يروين قصصهن الخاصة حول هذا الموضوع. ويتطرق الكتاب إلى موضوعات أخرى عديدة مثل البلوغ والهوية والتحرش الجنسي والاعتداء والأختية والأمومة ومعايير الجمال وغيرها من التوقعات المجتمعية الأخرى». ونظمت المجموعة معرضها الأول في معرض آرت دبي لشهر مارس، حيث عرض فيلم قصير بعنوان «الغرز العاجية والمخلصون» Saviours’ Ivory Stitches & لعضوة المجموعة سارة العقروبي التي وصفته بأنه بمنزلة «نظرة شجاعة على موضوعات الهوية والاستعمار والتبييض.. وكذلك هو تحية إجلال وتقدير للنساء صاحبات البشرة الملونة اللاتي تعرضن للتهميش والقتل في كثير من الأحيان». وتضمن المعرض عملاً فنياً آخر للفنانة الكندية ذات الأصول الفلسطينية جنى غلاييني، وهو عبارة عن قطعة من القماش الشيفون بطول 26 مترا يمكن للزوار أن يرسموا عليها أجوبة باستعمال الباستيل الطباشيري لأسئلة طرحتها الفنانة مثل «كيف تؤثر بيئتك في تشكيل هويتك؟» وأضافت سارة «استعرضنا موضوعات مثل الضعف والمجتمع. لقد كان المعرض وسيلة لنقدم أنفسنا بشكل شخصي، لأن حضورنا في السابق كان منحصراً فقط عبر الفضاء الإلكتروني». وتعمل حاليا سارة، التي وُلدت ونشأت في دولة الإمارات العربية المتحدة لوالدين من هندوراس والإمارات، مع العقروبي وغلاييني لبحث ومناقشة أفكار جديدة تتعلق بمشروعات مستقبلية تشمل سلسلة من الحلقات الصوتية لمفهوم العيب. وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة تموَّل ذاتيا وتديرها متطوعات. واختتمت حديثها «أتمنى أن تُتاح فرص أكثر لعرض أعمالنا والتعاون مع أشخاص آخرين. وسننشر خلال هذا العام المزيد من المحتوى».

مشاركة :