أكد مختصون ل"الرياض" أن عاصفة الحزم حرب شرعية بنصوص الشريعة الإسلامية، ورسالة بأن المملكة هي قلب العالم الإسلامي، وقالوا إن بعض الدول أثارت أن التدخل في الشأن اليمني يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وهذا غير صحيح حسب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي كانت المملكة من أوائل الدول التي وقعت عليه، وأضافوا أن قرار خادم الحرمين الشريفين تاريخي وسيغير من ملامح القوة في المنطقة. حرب شرعية بنصوص الشريعة الإسلامية وقال د. سعد مطر العتيبي استاذ السياسة الشرعية والقانون الدولي بمعهد القضاء العالي إن عاصفة الحزم اسم عربي واضح المعنى، لحرب شرعية بنصوص الشريعة الإسلامية في دفع الظالم ونصرة المظلوم، وقانونية بالعهود الإقليمية والإسلامية التي تلتزم العون والنصرة، اتخذ قرارها ونفذها تحالف خليجي عربي إسلامي بقيادة الرياض عاصمة المملكة، بلاد الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أنها جاءت بعد جهود متنوعة في الحوارات، ثم رفض المعتدين لآخر دعوة للحوار وتميزت في ذاتها بالتوقيت المباغت، والدقة في الأهداف، مما شل قدرات العدو في المرحلة الأولى للحرب، كما تميزت في بعدها العربي والإسلامي بتأييد قوي يصل حد إجماع الأمة التي يمثلها أهل السنة والجماعة والمسالمين من الطوائف الإسلامية، وظهر هذا التأييد القوي في تعليقات جموع من النخب العربية والإسلامية، وفي إعلان التأييد من هيئات ورابط واتحادات ومجاميع إسلامية، وهو ما يؤكد ريادة المملكة في ضمير الأمة شعوباً وقيادات. وأضاف د. العتيبي أن هذا الظرف يتطلب المزيد من الوحدة والتلاحم، ونبذ الفرقة، والبعد عن أسبابها، على المستوى الوطني بالدرجة الأولى، ثم الإقليمي والإسلامي، وقبل ذلك وبعده يجب علينا التعلق بالله عز وجل فمنه النصر والتوفيق، كما ينبغي الدعاء بالنصر وكبت العدو، وبين أن هذه العاصفة الحازمة ستعين أهل اليمن بإذن الله على استعادة وطنهم وتحريره من الحوثيين وأعوانهم ممن لا يهمهم وطن ولا شعب، فاليمنيون الشرفاء لديهم قوة أرضية، تحتاج تحريرها من قيادات خائنة لوطنها وأمتها وعروبتها، كما تحتاج تغطية جوية تعينها في المواجهة والتقدم في التحرير؛ ولذلك كانت عاصفة الحزم، مشيراً إلى أنه ينبغي أن نأخذ الحذر من الشائعات التي يروجها العدو، والحذر أكثر من نقل الأخبار المضرة بالمجهود العسكري والأمني في هذا الظروف الدقيقة، مهما كانت النية حسنة في ذلك. موقف شجاع وغير مستغرب من القيادة وقال د. محمد البيشي أستاذ جامعي إن عاصفة الحزم التي أطلقها خادم الحرمين ضد الحوثيين في اليمن جاءت استجابة لنداء الرئيس اليمني، وحرصاً منه –حفظه الله- على أمن وسلامة اليمن واستقراره، وأمن المنطقة والسلم والأمن الدولي، وحماية للشعب اليمني الذي دفع ثمناً باهظاً جراء الانقلاب الحوثي، موضحاً أن "عاصفة الحزم" جاءت من موقف شجاع وغير مستغرب من قيادتنا الرشيدة في دحر أعداء الدين والوطن والعالم العربي. وأضاف د. البيشي ان المواطن السعودي بشكل خاص والعربي والمسلم بشكل عام افتخروا بما قدمته المملكة، داعياً إلى الاستجابة لنداء وزارة الداخلية بعدم نشر الصور المكذوبة عن قواتنا البواسل وواجب كل مواطن مؤازرة جنودنا البواسل وأن يدعو الله لهم بالنصر. وبين د. البيشي أنه رغم جهود المملكة في عدم التدخل العسكري إلا أن الحوثي تمرد وطغى واستكبر، والمملكة بقيادتها الرشيدة كانت حليمة في التعامل تسعى إلى حل سلمي ولكن العدو أبى، وجاءت ردة فعل الحليم عبر عاصفة حزم، ستنهي بتوفيق الله تمرد هذه الجماعات التخريبية والإرهابية في اليمن، وكذلك لتصل رسالة لكل من يحاول المساس بأمن الوطن أن الحزم والقوة ستكون الموقف الحقيقي إذا جاءت ساعة الصفر. قرار حكيم وتاريخي سيحول وجه المنطقة من جانبه، أوضح د. محمد العلي أستاذ مساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء أن اليمن ستكون آمنة بعد الله بعد أن وقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله– مع هذا الشعب العربي المسلم الذي حاول الحوثي استباحة ارضه ومقدراته، وستكون "عاصفة الحزم" سبباً في إعادة الحقوق المنهوبة من اليمن وشعبها الأبي، حيث قدم خادم الحرمين كل مقدرات المملكة وجنودها البواسل دفاعاً عن حق كل يمني. وأضاف د. العلي ان قرار القيادة الرشيدة ببدء "عاصفة الحزم" كان قراراً تاريخياً لم يتوقعه كثير من المراقبين، نهم ظنوا أن السعودية خائفة من إيران، ولكن فاجأهم القرار، فهو قرار حكيم وقرار تاريخي، قرار سيحول وجه المنطقة وسيغير كثيرا من امور في المنطقة، قرار جاء بعد استعداد، كل مواطن يفخر بقيادته وحكمتها، مختتماً مداخلته بالدعاء بأن يوفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي العهد لما يحبه ويرضاه. تدخل المملكة طبقاً لميثاق الأمم المتحدة أمّا عبدالله بن مسيعد الغوينم المختص القانوني فقد بين أن بعض الدول أثارت أن التدخل في الشأن اليمني يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهذا غير صحيح من الناحية القانونية، فوفقاً لميثاق الأمم المتحدة التي كانت المملكة من أوائل الدول التي وقعت عليه، وتحديداً المادة 51 منه تنص على (ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة"، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فوراً، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس -بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق- من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه). وأضاف الغوينم أن جماعة الحوثي المسلحة قامت بالاعتداء على السلطة في اليمن واحتجاز الرئيس اليمني ومحاولة قتله، وكذا احتجاز بعض الوزراء، وقامت بتعطيل مؤسسات الدولة مستخدمة القتل والتفجير والاختطاف لمسؤولي الدولة، وتفجير بعض المقرات وقتل مخالفيهم بأسلوب العصابات الهمجية، التي تذكرنا بما تفعله داعش في العراق بل وأشد، وبدأت تطلق التصريحات المعادية ضد دول الجوار وخصوصاً دول الخليج العربي، وتعدها بإسقاط حكوماتها كما فعل الحوثيون بحكومة اليمن، مما جعل الرئيس اليمني ووزير خارجيته يطلبون من جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ضرورة التدخل لدحر هذه العصابة الباغية، التي يقودها قادتها بطريقة العصابات التي تريد التحكم في البلاد ومقدراتها وذلك بأن تتغلب هذه الجماعة القليلة العدد على مكونات الشعب اليمني بسائر انتماءاتهم. واجب ديني وواجب عربي وواجب الجوار وتابع المختص القانوني عبدالله الغوينم: ولذا جاءت الاستجابة من المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية، التي كانت حريصة على مستقبل اليمن منذ استقلاله وكان لها الدور في تنميته والوقوف إلى جانب الشعب اليمني وتقديم العون له في كافة جوانب التنمية، وكانت هذه الاستجابة موافقة لما جاء في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، في تحرك عسكري حازم لوقف التحركات العسكرية للجماعة الحوثية الإرهابية. واشار الغوينم إلى أن دول الخليج والدول العربية سلكت كل السبل لحل الأمر في اليمن بالطرق السلمية، إلا أن الحوثيين بدأوا بتهديد دول الجوار، والوعيد بالتوسع وزعزعة أمن هذه البلاد، عند ذلك بدأ هذا التحالف لنصرته ونصرة حكومته، من قبل أشقائه من دول الخليج والدول العربية. وبين الغوينم أن زيف ما تروج له بعض الدول واضح، والتي عرف عنها التدخل في الدول ومحاولة تأسيس امبراطوريتها المزعومة في اليمن والعراق وسورية، والتي تسعى لتأسيس نفوذ لها في هذه المناطق العربية، كما يتضح لنا أن ما تقوم به دول الخليج والدول العربية في اليمن هو واجب ديني لنصرة الشعب اليمني المسلم، وواجب عربي لنصرة الشعب اليمني العربي، وواجب الجوار تجاه اليمن الجار الشقيق، لمنع استحواذ هذه العصابة الحوثية عليه، وكل ذلك جاء متسقاً مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية واتفاقيات التعاون بين اليمن والدول العربية. حنكة سياسية يتميز بها قادتنا بدوره، أكد كريم عيادة العنزي المستشار القانوني بالمديرية العامة لحرس الحدود أن المملكة لها ثقلها الدولي ولا يستهان بها بكل تأكيد، وبفضل الله عز وجل ومع انطلاق عاصفة الحزم التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- ظهر جلياً للعالم ثقل المملكة، وأنها متى ما ارادت التغيير فإنها تستطيع، ولم تعبأ بمن هو معها أو ضدها، وما هي إلا ساعات قليلة من انطلاق العاصفة إلا وقد جاءت التصريحات الدولية من العديد من العواصم تغطي القنوات التلفزيونية، مرحبين ومؤيدين وذلك حينما وضعهم قائدنا امام الأمر الواقع. وأضاف العنزي أننا لا نبالغ حينما نقول انها حنكة سياسية يتميز بها قادتنا حفظهم الله اشعرتنا بمزيد من الفخر والاعتزاز، حيث ان عاصفة الحزم هي رسالة واضحة من المملكة أنها لا تقبل أي استفزاز من أحد، ولا تقبل أن يلحق الاذى بالشعب اليمني العربي المسلم دون نجدته واعادة الشرعية التي سلبت منه دون وجه حق، فالحمد لله أن جعل لهذه الدولة قيادة حكيمة رشيدة تضع الأمور في نصابها.
مشاركة :