واعتبرت ليدسوم في رسالتها أنّها لا تعتقد أنّ المملكة المتّحدة ستكون “ذات سيادة كاملة” إذا ما رأت خطة ماي النور، مؤكّدة أيضا أن تنظيم استفتاء ثان من شأنه أن “يقسّم البلاد” بشكل خطير. وأضافت “على طول الطريق كانت هناك تنازلات غير مريحة، لكنّك حصلت على دعمي التامّ وإخلاصي”، أمّا اليوم “فلم أعد أصدّق” بأنّ النهج الذي تتّبعه الحكومة سوف ينجح في “تحقيق نتائج الاستفتاء” الذي جرى في 2016 وأيّد فيه 52 بالمئة من الناخبين البريطانيين خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وردت عليها ماي بشكرها على “إخلاصها ونشاطها” إلا أنها انتقدت تقييمها لاستراتيجية الحكومة للخروج. وقالت “لا اتفق معكم في أن الاتفاق الذي توصلنا له مع الاتحاد الأوروبي يعني أن المملكة المتحدة لن تصبح دولة ذات سيادة”. ونشرت العديد من الصحف البريطانية الخميس صورة لماي وهي تغادر داوننغ ستريت في وقت متأخر الأربعاء وفي عينيها الدموع على ما يبدو. وكتبت صحيفة ذا صن عنوان “ماي تستعد للمغادرة بعد فوضى بريكست”. وذكرت تقارير بريطانية أن النواب المحافظين ناقشوا في اجتماعهم الأربعاء تعديلات على القوانين تركز على التخلص من ماي في غضون أيام، حيث يتصدر قائمة المرشحين لخلافة ماي وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، وهو شخصية مثيرة للانقسامات ويتمتع بدعم شعبي قوي. وعشية تصويت بريطانيا في الانتخابات الأوروبية التي لم يكن يُتوقع أن تشارك فيها بعد ثلاث سنوات من الاستفتاء بشأن بريكست، دعت ماي النواب إلى التصويت على خطة جديدة مطلع يونيو حتى تتمكن البلاد من مغادرة الاتحاد الأوروبي هذا الصيف. وعرضت ماي الثلاثاء مجموعة من “إجراءات التسوية” التي تهدف إلى الحصول على دعم النواب من حزب العمال تضمّنت منح البرلمان فرصة التصويت على إجراء استفتاء ثان. ويُنظر إلى انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في بريطانيا الخميس على أنها استفتاء على بريكست وعلى قدرة ماي على إخراج بلادها من الاتحاد. ويدعو حزب بريكست وعدد من قادة المحافظين الى مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، إلا أن الشركات تخشى من أن ذلك قد يتسبب في فوضى شديدة. وتسعى الحكومة إلى المصادقة على الاتفاق بحلول موعد بدء عطلة البرلمان الصيفية في 20 يوليو، ما سيسمح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية ذلك الشهر، طالما أن النواب يرفضون إجراء استفتاء ثان. وفي حال لم يحصل ذلك، فقد يتمّ تأخير بريكست حتى 31 أكتوبر، وهو الموعد الذي حدّده الاتحاد الأوروبي، أو حتى إلى ما بعد هذا التاريخ إذا منح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلا آخر.
مشاركة :