قال الباحث المتخصص في السياسات الإستراتيجية الدكتور محمد صالح الحربي، إن السيناريو الأكثر ترجيحاً لما يحدث بين أمريكا وإيران هو الوقوف على تخوم الحرب، وليس قيام حرب فعلية بناء على الموقف السياسي المتغير وغير الواضح للمراقبين العسكريين والإستراتيجيين، حيث ستتوالى الضغوط السياسية والاقتصادية، الأمر الذي يجبر النظام الإيراني على تقديم تنازلات لتجنب الحرب، وفي كل الاحتمالات فالنظام الإيراني وأذرعه السياسية والعسكرية هو الخاسر الأكبر. وبين "الحربي" لـ "سبق" أن المملكة جاهزة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من جميع النواحي وهي من ضمن منظومة متكاملة مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي، مرتبطون بمنظومة واحدة ،وتحت غرفة عمليات واحدة للقيادة والتحكم والسيطرة والرصد والتتبع وجميعها متناغمة ومتناسقة لتوجيه ضربتها وسيطرتها بما يلزم سياسياً وعسكرياً، سواء كانت القواعد العسكرية "الأسطول السادس والخامس في الخليج والأسطول 4 في آسيا"، ويشمل ذلك الخطط الشاملة والجزئية للحرب والتي تحتوي على الهدف - التنفيذ والتوقيت - الموقف العام والخاص - تقدير الموقف - الاحتمالات والحلول". وأكد "الحربي" أن السعودية بقدراتها ودفاعها الجوي ومنظومة القوات الجوية والقوات الأرضية ومنظومة الصواريخ والحرب الإلكترونية قادرة على التصدي، وستنتصر بإذن الله، مستشهداً في حديثه بتصريح الوزير عادل الجبير الأخير، إضافة إلى التلاحم الكبير بين الشعب السعودي وقيادته". وكشف في حديثه بأن أمريكا برئاسة ترامب تمارس حالياً إستراتيجية (الضغط القصوى) الأقوى فاعلية وتأثيراً تجاه إيران، وجميع المؤشرات تظهر أنهم سيخضعون للإملاءات الأمريكية الجادة، كرهاً أو طوعاً، سلماً أو حرباً، وستتهاوى أذرعهم العسكرية والسياسية في الخارج بعدما وصل الاقتصاد الإيراني إلى مرحلة الركود والانكماش (6% هذا العام) والتضخم إلى (50%) متراجعة خلف الاقتصاد الفنزويلي والزيمبابوي، وهي الدولة التي وبالرغم من امتلاكها ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم، ورابع احتياطي عالمي من النفط الخام، إلا أنه اقتصاد هش (هو من بين الأضعف عالمياً) مقارنة بعدد السكان؛ إذ وصل الانكماش 6% والتضخم 50% والفقر وصل 60%، عدد السكان 81 مليوناً، المهاجرون 15 مليوناً. وأشار "الحربي" إلى أن ميزان القوى بعد أن رفعت القوات الأمريكية الجاهزية والتأهب لكافة قطاعاتها وقواعدها العسكرية في المنطقة وأساطيلها البحرية تزامن ذلك مع وجود (حاملة الطائرات، والفرقاطات المساندة لها)، والمدمرات الإستراتيجية والقاصفات الأمريكية العملاقة تحسباً لأي تهديد إيراني محتمَل قد تتعرض له المصالح الأمريكية في المنطقة. وأضاف بأن الأسطول الأمريكي أكبر وأقوى من أساطيل العالم مجتمعة 14 مرة، ويُعد القوة الضاربة الأولى في العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؛ لامتلاكها أقوى وأكثر الجيوش تجهيزاً بالعتاد العسكري في العالم، حيت تقدر مخصصات الجيش من الميزانية العامة بحوالي: 610 مليار دولار، بتعداد عسكري يصل إلى 2.3 مليون (جندي عامل واحتياط)، ويمتلك أكثر من 13700 طائرة حربية، و5800 دبابة، و415 سفينة حربية بينها 19 حاملة طائرات. فلا يوجد أي وجه شبه للمقارنة، فالتفوق والسيطرة التامة واضحة في ميزان القوى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية".
مشاركة :