غزة - قنا: أكد بيير كرينبول المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن الوكالة “لن تسمح على الإطلاق” بنزع الشرعية عنها، وستواصل تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، رغم العجز في ميزانيتها. وقال كرينبول، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الوكالة الرئيسي في مدينة غزة، إن الأونروا ملتزمة بالتفويض الذي منح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة.. مضيفاً “ونقول للمجتمع الدولي وللاجئين إننا سنواصل تقديم خدماتنا.. نعرف أننا سنتعرض للكثير من الهجمات والانتقادات ولكن نحن سنواصل حسب التفويض الممنوح لنا من الجمعية العامة للأمم المتحدة”. كما شدد كرينبول على أن الوكالة “لن تسمح على الإطلاق” بنزع الشرعية عنها.. موضحاً: “لا أقول ذلك لأن الأونروا تملك تفويضاً سياسياً، بل بسبب الأوضاع المأساوية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون جراء استمرار هذا الصراع”. واطلع كرينبول، الذي يزور قطاع غزة حالياً، على الأوضاع التي يعيشها أكثر من 1.4 مليون لاجئ فلسطيني في القطاع.. وقال إن “هذا اليأس والإحباط والحصار يؤثر بصورة عميقة على سكان القطاع”. وبيّن كرينبول أن المجتمع الدولي لا يبدي اهتماماً كبيراً بما يحدث في غزة، مؤكداً أن الأونروا تواصل اتصالاتها مع الدول المانحة لتوفير الدعم المالي المطلوب، لاسيما أن لديها عجزاً بنحو 200 مليون دولار.. مشيراً إلى أن الوكالة أعادت 500 موظف للدوام الكامل بعد أن حوّلوا للدوام الجزئي بعد قطع المساعدات الأمريكية العام الماضي، حيث يعمل قسم منهم في الشؤون الاجتماعية والقسم الآخر في الدعم النفسي. من جهتها، انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية، دعوة جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، أمام مجلس الأمن الدولي، إلى إلغاء “الأونروا”، ومنح دورها للدول المستضيفة للاجئين. واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس، ذلك دعوة صريحة وعلنية إلى تفكيك الوكالة الدولية، بما يؤدي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين وإلغاء حق العودة. وأضافت أن إدارة الرئيس الأمريكي تُصر على مواصلة سياستها القائمة على وضع العربة أمام الحصان، من خلال حسم قضايا المفاوضات النهائية لصالح الاحتلال بقرارات أمريكية استباقية وإجراءات ميدانية استعمارية بعيداً عن أي مفاوضات. وأوضحت أن “الإدارة الأمريكية الحالية تتعامل مع الصراع بنظرة أحادية الرؤية في قراءة الأحداث التي أدت إلى هذا الصراع من حيث جذوره وأسباب استمراره وتداعياته وكيفية إنهائه، وتتجاهل أيضاً قراءة التاريخ والقانون الدولي والمرجعيات الدولية ومرجعيات عملية السلام والواقع على الأرض أيضاً”. وقالت “إن هذا التمادي الأمريكي في الإساءة للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه والتنكر الممنهج للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، يؤسس لسابقة خطيرة في النظام الدولي القائم، وهو ما يعني أن أي دولة معرضة أن تجد نفسها ضحية الفوقية والعدوانية الأمريكية رغم اختلاف الظروف والمعطيات
مشاركة :