تسببت المعارك وعمليات القصف على مناطق عدة في شمال غرب سوريا، أمس الخميس، بمقتل 25 شخصاً على الأقل بينهم ثمانية مدنيين جراء غارات نفذتها القوات الحكومية، وفق المرصد السوري، فيما أحبطت القوات الروسية هجوماً صاروخياً جديداً على قاعدة «حميميم»، وأكدت أن 180 مسلحاً قتلوا في معارك مع القوات السورية بريف إدلب، بينما أسقط الجيش السوري طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات قرب مطار حماة، في حين تحدثت مصادر الأمم المتحدة عن تزايد حركة النزوح مع بدء الهجوم المضاد للفصائل المسلحة.وتدور منذ يومين اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة و«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) مع فصائل مسلحة من جهة ثانية في ريف حماة الشمالي المجاور لمحافظة إدلب، أوقعت عشرات القتلى من الطرفين، وتتزامن مع غارات كثيفة. ونفذت طائرات روسية وفق المرصد أمس الخميس غارات استهدفت مناطق في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي أبرزها بلدتا كفرنبودة والهبيط، تزامنت مع شن الطيران السوري ضربات جوية وصاروخية وإلقائه براميل متفجرة على المنطقة. وأحصى المرصد مقتل ثمانية مدنيين جراء القصف الجوي والبري للقوات الحكومية في ريف إدلب الجنوبي، في حصيلة جديدة. ومن بين القتلى المدنيين طفلتان من قرية كفرعويد التي استهدفتها طائرات سورية في ريف إدلب الجنوبي. ومع استمرار الاشتباكات في ريف حماة الشمالي، وثق المرصد مقتل 11 عنصراً من «هيئة تحرير الشام» والفصائل، مقابل ستة من القوات الحكومية، وفق حصيلة جديدة للمرصد. وتمكنت الفصائل إثر هجوم شنته الثلاثاء على نقاط تابعة لقوات النظام في كفرنبودة من استعادة السيطرة على الجزء الأكبر من البلدة، بعدما كانت قد طُردت منها في الثامن من الشهر الحالي. وأوردت وكالة الأنباء السورية أن وحدات من الجيش دمرت «آليات وعتاداً لإرهابيي جبهة النصرة بين بلدتي الهبيط وكفرنبودة». وذكرالتلفزيون السوري أن الجيش أسقط طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات قرب مطار حماة، مشيراً الى أن متشددين من جبهة النصرة أطلقوا الطائرة. وتحدثت وسائل إعلام سورية، بأن قوات الحكومة نبهت سكان محافظة إدلب الخاضعة غالباً لسيطرة الجماعات المسلحة ببدئها عملية عسكرية واسعة لاستعادة المنطقة. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مسلحين أطلقوا أربعة صواريخ تجاه قاعدة «حميميم» الجوية، لكن تم تدمير كل الصواريخ. وأضافت الوزارة في بيان أن الجماعات المسلحة في إدلب تواصل منذ الليلة قبل الماضية هجمات متتالية ضد مواقع القوات السورية بهدف الاستيلاء على بعض البلدات التي أعاد الجيش السوري سيطرته عليها. وذكرت أن القوات السورية دمرت دبابتين وثلاث منصات صاروخية، مشيرة الى أن المسلحين يستخدمون في هجماتهم عربات مدرعة ورشاشات ثقيلة وسيارات مفخخة. وأشارت الى أن المسلحين يحاولون اقتحام مواقع القوات السورية في جبهات عدة وقصفوا قاعدة (حميميم) الجوية الروسية قرب اللاذقية. الى ذلك، وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف شخص فروا من العنف منذ نهاية إبريل/ نيسان وهم في حاجة ملحة للغذاء والحماية. وقال اتحاد منظمات الإغاثة الرعاية الطبية، الذي يقدم المساعدة للمنشآت الصحية، إن عدد النازحين هذا الشهر ارتفع لأكثر من 300 ألف. وأضاف أن معظمهم يلجأ إلى مناطق على الحدود مع تركيا، حيث تقام مخيمات عند الجدار الحدودي. (وكالات)