قال د. حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية إنه يعتبر دير سانت كاترين واحدًا من أهم المعالم والآثار الدينية المسيحية الأشهر في مصر، وهو المعلم السياحي الديني الأبرز في سيناء. ويقع تحديدًا في محافظة جنوب سيناء بمصر أسفل جبل كاترين، أعلى جبل في مصر، وبالقرب من جبل موسى.وأضاف في تصريحات لصدي البلد: قامت وزارة الآثار مؤخرًا بالانتهاء من المرحلة الأولى من تطوير دير سانت كاترين، بتمهيد الطرق المؤدية للدير وجبل موسى وعمل موقف لأتوبيسات السياحة والسيارات، ورفع كفاءة الخدمات في المنطقة مثل البازارات والعيادة ودورات المياه. وتم وضع نظام إلكتروني متصل بالكاميرات الموجودة بالمنطقة. وتابع: ويعتقد البعض أنه أقدم دير في العالم أجمع، وهو مزار سياحي وأثري كبير للغاية، ويقصده العديد من الأفواج السياحية من جميع أنحاء العالم، ويدير هذا الدير رئيس الدير وهو أسقف سيناء، وحقيقة الأمر أن رهبان وكهنة الدير من اليونانيين، وليسوا من العرب أو المصريين.وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء، وتم بناء الدير بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الامبراطور قسطنطين، ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعليًا بالبناء حوالي عام 545م ليحوي رفات القديسة كاترين. وتقول القصة إن القديسة كاترين من عائلة ارستقراطية وثنية، ووُلدت بالإسكندرية 194م. وكانت مثقفة وجميلة رغبها الكل لجمالها ورفضت الجميع، وآمنت بالمسيحية أثناء اضطهاد الإمبراطور مكسيمينوس. واتهمته علنًا بتقديم التضحيات للأصنام، أما هو فقد أمر 50 خطيبًا من جميع أنحاء إمبراطوريته كي يقنعوها، ولكن على عكس ذلك، اعتنق هؤلاء المسيحية، وبعد مرور حوالي ثلاثة قرون من وفاة كاترينا، ظهرت رفاتها المقدسة في حلم أحد رهبان الدير الذي كان قد أقامه جستنيان، فنُقلت هذه الرفات. ووُضعت في هيكل الكنيسة بصندوق جانب الهيكل الرئيسي، وأصبح الدير يعرف باسمها من القرن الحادي عشر. وتوجد كنيسة بالإسكندرية باسمها، ويحتوي الدير على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء، وبه بئر يقولون عنه أنه بئر موسى. كما أنه قد بُني حول شجرة يقال أنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران، فاهتدى إليها موسى ليكلم ربه، والدير يمثل قطعة من الفنون مثل الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع،ويحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات الأكبر بعد الفاتيكان، ونزل للزوار وبرج أثري مميز للأجراس، وإضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير، والجدير بالذكر أن هناك مسجدًا صغيرًا من عهد الحاكم بأمر الله، وقام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور وتعليته وأقام دفاعات به.
مشاركة :