موسكو - تتحرك روسيا منذ فترة للتمدد في إفريقيا من خلال عقود عسكرية تراهن على أن تساعدها في تثبيت وجودها في القارة الإفريقية في مواجهة النفوذ الغربي وتحديدا الأميركي. وللولايات المتحدة وجود عسكري قوي في إفريقيا ممثلا في القيادة العسكرية الأميركية المعروفة باسم "افريكوم وهي وحدة مكونة من قوات مقاتلة موحدة تحت إدارة البنتاغون. وهذه القوة مسؤولة بالدرجة الأولى عن العمليات العسكرية الأميركية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة في أفريقيا عدا مصر التي تقع في نطاق القيادة المركزية الأميركية. وتأسست افريكوم في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2007 كقيادة مؤقتة تحت القيادة الأميركية لأوروبا. وسعت موسكو في السنوات الأخيرة للتمدد في مناطق تعتبر تاريخيا مناطق نفوذ أميركية وأوروبية ومنها في الشرق الأوسط حيث ألقت روسيا بكل ثقلها العسكري في الحرب السورية دعما لنظام الرئيس بشار الأسد. واتبع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستراتيجية جديدة تقوم على استعادة دور بلاده الاقليمي والدولي بعد الضعف والوهن وتراجع الدور الروسي على اثر تفكك الاتحاد السوفييتي. وتنظر موسكو لإفريقيا كمجال حيوي جيوسياسي واقتصادي في مواجهة النفوذ الغربي، ما دفعها للتحرك لتأمين مواطئ قدم فيها من خلال اتفاقيات عسكرية واقتصادية. وفي أحدث تحركاتها في هذا المجال الحيوي أبرمت روسيا مع الكونغو اليوم الخميس اتفاقا ينص على إرسال موسكو خبراء صيانة عتاد عسكري إلى برازافيل في سياق تعزيز الحضور الروسي في إفريقيا. الولايات المتحدة تحتفظ بقوة ضاربة في افريقيا للتدخل السريع الولايات المتحدة تحتفظ بقوة ضاربة في افريقيا للتدخل السريع وسيتولى هؤلاء الخبراء التدريب على "استخدام وصيانة وإصلاح" العتاد الروسي للجيش الكونغولي، بحسب ما أوضح نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فومين بعد توقيع العقد مع وزير الدفاع الكونغولي شارل ريشار مونجو، وفق الوكالات الروسية. وبحسب فومين الذي وصف العقد بأنه "استمرار" للتعاون العسكري بين موسكو وبرازافيل، فإن هذا العتاد يشمل خصوصا مدرعات ومدفعية ومروحيات. وأضاف أن مفاوضات تسليم أسلحة روسية جديدة "جارية"، مضيفا أن موسكو تنتظر أولا طلبا بهذا المعنى من السلطات الكونغولية. وتم توقيع سلسلة اتفاقات ثنائية الخميس في اطار لقاء رسمي في الكرملين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكونغولي دنيس ساسو نغيسو. وأعلنت وزارة الطاقة الروسية في بيان خصوصا توقيع اتفاق مع الكونغو للتعاون في المجال النووي السلمي. وتندرج هذه المفاوضات في إطار إستراتيجية الامتداد الروسي الجيوسياسي والاقتصادي في إفريقيا. وفي يناير/كانون الثاني أقرت موسكو بوجود "مدربين" روسا في السودان وسط حركة احتجاجات قوية. وفي جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة أعلنت موسكو العام الماضي إرسال مدربين مدنيين مكلفين بتدريب الجيش الحكومي. وقال خبراء إنهم من مجموعة "واغنر" شبه العسكرية التي عرفت خصوصا بوجودها في سوريا.
مشاركة :