إيمانًا منه بقدرته على التغيير، وبرغم كافة التحديات والصعوبات التي واجهته خلال مسيرته، إلا أنه قرر عدم الاستسلام، والسعي الدائم وراء هدفه، متخليًا عن مجال دراسته وانجازاته في الهندسة الطبية، ومتجهًا إلى مهنة النجارة، ليقدم المهندس خالد عوض، صاحب الـ 27 عامًا، للسوق المصري نوعًا جديدًا من الأثاث. تخطّى «عوض» العديد من العقبات منذ بدايته، وحاول بكل جهد للتغلب عليها، ليضع مصر على أولى مراحل التطبيق التكنولوجي للبيوت الذكية المجهزة على أعلى مستوى.. وهذا ما يسرده في حواره مع «المصري لايت». . متى بدأت العمل في مجال النجارة؟ بدأت منذ 4 سنوات، بعد تخرجي اقترح أحد أصدقائي فكرة بسيطة لمكتب معلّق، أعجبت بها كثيرًا وقررت تنفيذها، وأجرت ورشة نجارة ومع شراء معدّات وماكينات بسيطة، بدأت مشاهدة النجارين الأجانب وطريقة استخدامهم للأدوات للتعرف على أصول المهنة بشكل أفضل، وفي النهاية صنّعت أول منتج بحياتي في مايو 2015، عبارة عن لوحة على الحائط يتم تحويلها إلى مكتب ومكتبة، مما حقق نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح العديد من الفرص أمامي للعمل على مستوى أكبر، لذا في تلك اللحظة قررت أمتهن النجارة، وأحببت فكرة الأعمال اليدوية وتحولها إلى أشياء ملموسة بعد جهد وتعب. . وما هي طبيعة عملك الآن؟ أعمل في الآثاث الموفر للمساحة مع مجموعة من مهندسي الديكور والميكانيكا الشباب، إذ لا تتعدى أعمارنا 27 عام، انطلقنا في المجال بشكل واسع للغاية، ووصلنا لأكثر من 20 منتج جديد من الصناعة المصرية، العمل مبني على تصميمات أصلية وليست تقليد، تقوم على أساس البيوت الذكية من حيث التحكم في الإضاءة ونظام الصوت والأمن ودرجات الحرارة عن طريق تطبيقات الهاتف أو البلوتوث، وحاليًا نحقق مبيعات جيدة كبداية، إذ أن افتتاح المعرض الجديد منذ 3 شهور فقط، لكننا نتعامل مع أكثر من منشأة عقارية، إلى جانب العديد من العملاء على نطاق واسع. . تخرجت بكلية الهندسة الطبية، فما سبب ابتعادك عن هذا المجال؟ في الحقيقة واجهت تحديات كبيرة بسبب هذا القرار، والدي لديه شركة أجهزة طبية وأنا أعمل معه في المجال من الصف الأول الثانوي أي منذ 9 أعوام، وحققت به إنجازات عديدة في الجامعة، وحصد مشروع تخرجي جوائز عدة على مستوى الجمهورية، لكن تنفيذ أول مشروع صغير في النجارة وهو المكتب المعلّق جعلني أتخذ القرار دون رجعة، وللأسف كان سببًا في ابتعادي عن المنزل عامين كاملين بسبب رفض والدي وعدم اقتناعه بمجال عملي الجديد. . ما هي أبرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك؟ هناك العديد من الصعوبات التي واجهتنا، شاركت مجموعة من الشباب في بداية العمل لمدة 3 سنوات، ولكن وقعت العديد من الأخطاء مما أدى إلى انفصالي عنهم منذ 6 أشهر، لإنشاء المعرض الخاص بي. وفي عام 2017 خسرنا 3 أضعاف رأس المال بسبب قلة الخبرة في المجال وسوء الإدارة المادي، إذ كان يتم شراء الخامات بأسعار أغلى من الطبيعي، ولأننا في البداية فلم يكن لدينا أي خلفية عن الصناعة. ثم عام 2018 بدأت تظهر مشكلة الشراكة والاحتكار على العمل، وظهور أشخاص ترغب في تبني الشركة تحت مسمي شخصي معين، لذا كان لابد من الانسحاب. . وكيف استطعت التغلب على ذلك؟ حاولنا تقويم عملنا بشكل كبير بعدها لتعويض الخسارة وتحسين علاقاتنا مع العملاء وتطوير المنتج والخبرة في الصناعة، وبالفعل خلال 6 أشهر حققنا 10 أضعاف المبيعات، ويرجع ذلك لوجود فريق شغوف بالمجال، وقادر على التعامل بطريقة ودية وفريدة للغاية مع العميل، كما أننا نحرص في كثير من الأحيان أن يرى المشتري التصميم الداخلي ثلاثي الأبعاد قبل التسليم، مما يُكسبهم الثقة في جودة منتجاتنا. . هل كافة المواد والخامات هي صناعة مصرية؟ ليست كلها مصرية، هناك أخشاب «إم دي إف» الإسبانية، أما الخشب الكونتر فهو مصري ويُعد من أفضل الأنواع في العالم، ونستخدم أيضًا الحديد في إطارات الأسرّة وهي محلية الصنع، إلى جانب بعض الاكسسوارات المصرية والمستوردة. . هل هناك أي مشروعات جديدة في طور الإنتاج؟ هناك مشروع آخر في مرحلة تطوير منتجات جديدة لأول مرة في السوق المصري، تتبنى التحكم في الأثاث بالتكنولوجيا الذكية من خلال الهاتف المحمول بحيث يسمح بالتصرف به عن بُعد، إذ يتم تركيب موتور حركة خطية لمرور الطاقة بشكل معين بحيث تصل عن طريق تطبيق الهاتف، ويساعد هذا المشروع بشكل كبير على مواكبة عصر التكنولوجيا الذي نعيشه، لذا يمكن القول أنه سيتم إطلاق أول منتج أثاث ذكي بنسبة 100% قريبًا. . ما الذي يميزك في هذا المجال داخل السوق المصري؟ يلجأ الشباب إلى المساحات الصغيرة الآن بسبب التضخم وارتفاع أسعار العقارات والأراضي بشكل كبير، فبالتالي يبحث عن الأثاث صغير الحجم ويناسب عدد الأفراد، وهنا يأتي دورنا كشركات مصنّعة للأثاث الموفر للمساحة في استغلال ذلك وتقديم ما يناسب العميل، وبعض الأشخاص يرون أن توفير ذلك أصبح طوق نجاة بعيدًا عن الأثاث التقليدي. . وما هي طموحاتك المستقبلية في هذا المجال؟ بشكل عام أرى الوضع الحالي مستقر كثيرًا عن البداية، والمستقبل يتضمن فرص عدة في الصناعة في مصر، خاصةً أننا استفادنا جدًا من تحرير سعر الصرف نظرًا لغلاء المستورد، ولأننا نصنع بالسعر المحلي فأصبح هناك إمكانية للمكسب والمنافسة في السوق، لذا نفكر في توسعات مستقبلية للفروع في أماكن أخرى، وإنشاء مصنع على مستوى محترم، إلى جانب محاولتنا لتعديل المنتجات بحيث تكون ملائمة لمواصفات التصدير خاصةً الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية وفنادق الحج والعمرة. . كيف ترى مستقبل التكنولوجيا في مجال الأثاث في مصر؟ بالنسبة للتكنولوجيا فأصبحت الأساس الآن، كما أن السوق المصري يتبنى حاليًا فكرة المنازل الذكية، والكل يتعامل بتطبيقات الهاتف، خصوصًا أن بعض الشركات العالمية في مصر بدأت تصنيع هذا النوع من الأثاث، لذا طموحنا أن نكون الأوائل في تلك المبادرة، لأنه لزامًا علينا لمواكبة المستقبل، وبالتالي سيتغير شكل السوق المصري في مجال الأثاث خلال الـ 10 سنوات القادمة على نطاق واسع.
مشاركة :