أكد مسؤول أميركي كبير، أمس، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أصدر أوامره لوزير الدفاع بالوكالة، باتريك شاناهان، بالموافقة على نشر قوات عسكرية إضافية في منطقة الخليج لردع التهديدات الإيرانية، فيما رفضت إيران التفاوض مع الولايات المتحدة، مواصلة التصعيد ضد واشنطن، ووصفت ترامب بأنه «إرهابي»، فيما نقلت قناة «فوكس نيوز» الأميركية، أمس، عن مصادر مخابراتية غربية أن صوراً جديدة للأقمار الاصطناعية، تشير إلى أن إيران تقوم ببناء معبر حدودي على الحدود السورية العراقية، ما سيفتح طريقاً برياً مطمئناً من إيران إلى لبنان لتهريب الأسلحة والنفط.وتفصيلاً، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، عن المسؤول الكبير، أن ترامب وافق على نشر قوات إضافية في الشرق الأوسط لمواجهة إيران، كما نقلت عن المسؤول الكبير، ومسؤول أميركي آخر على صلة مباشرة باقتراح نشر القوات، أن عملية النشر الجديدة تشمل بطاريات باتريوت الصاروخية وطائرات استطلاع وقوات ضرورية، لتوفير المزيد من الردع ضد ما يعتقد البنتاغون أنه تهديد إيراني متزايد ضد القوات الأميركية في المنطقة. ويتمتع باتريك شاناهان، بصفته وزيراً للدفاع بالوكالة، بسلطة توقيع أوامر نشر القوات، لكن عمليات النشر الكبرى يتم عادة إطلاع الرئيس عليها. وفي وقت لاحق، قال ترامب إنه سيرسل نحو 1500 جندي إلى الشرق الأوسط، وأكد أن انتشار القوات يهدف في معظمه للحماية. وكان المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، كيوان خسروي، أكد أنه لن تكون هناك أي مفاوضات مدرجة على جدول أعمال إيران مع الجانب الأميركي. وفي مقال قصير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، كتب خسروي: «ازدادت زيارات مسؤولي مختلف الدول إلى إيران، ومعظمهم تم توسيطهم من قبل أميركا، وبعضها يتم تسريبها إلى الإعلام، وبعض هذه الزيارات تبقى سرية». وأضاف: «بناء على السياسة المبدئية للجمهورية الإيرانية، ودون أي استثناء، تم إبلاغهم برسالة اقتدار الشعب الإيراني، ومنطقه ومقاومته وصموده». وتابع: «لقد قلنا بصراحة إنه ما لم تتغير التصرفات، وما لم يتم ضمان حقوق بلادنا، وما لم يغيروا سلوكهم من مجرد الألفاظ إلى الإجراءات العملية، فإن هذا المسار سيستمر، ولن تكون هناك أي مفاوضات مطلقاً». من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، الرئيس ترامب بأنه «إرهابي»، وأضاف ظريف في تصريح للمراسلين، عقب لقائه المسؤولين الباكستانيين في إسلام آباد، التي وصل إليها أول من أمس في زيارة تستغرق يومين، أن إيران ستشهد نهاية ترامب، لكنه لن يشهد أبداً نهاية إيران. وتابع ظريف أنه أجرى مباحثات في إسلام آباد، بشأن الإجراءات الأميركية ضد إيران والحرب الاقتصادية، والمساعي الأميركية لممارسة الضغط الاقتصادي على إيران، والذي يعد «إرهاباً اقتصادياً، وسبل تصدي البلدين للأطماع التوسعية والغطرسة الأميركية»، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية. يأتي ذلك في وقت كتب فيه المستشار في إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيليب غوردون، تحليلاً نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، بشأن الخطوات التي أدت إلى رفع منسوب التوتر، مقدماً سيناريوهات بشأن التصعيد المتبادل بين طهران وواشنطن، لافتاً إلى احتمال أن يؤدي التصعيد إلى «كارثة غير مقصودة». وقال غوردون إن مؤيدي الصفقة النووية مع إيران يعترفون بأنها ليست مثالية، لكن انسحاب الولايات المتحدة (وهو ما حدث) قد يؤدي إلى انهيار الصفقة، ومن ثم عودة إيران إلى تخصيب اليورانيوم، الخطوة الممهدة لحصولها على سلاح نووي. أما البيت الأبيض ومعارضو الاتفاق، فقد أعربوا عن رفضهم هذه المخاوف (حصول إيران على السلاح النووي)، إذ أكدوا أنه في غياب الاتفاق، فإن الخيار العسكري هو السبيل لوقف برنامج إيران النووي. ومن أجل وقف هذه الخطوة، يتعين على الولايات المتحدة منع إيران بالقوة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إشعال حرب في المنطقة، وفق الكاتب الأميركي. في السياق نفسه، تُظهر صور نشرتها قناة «فوكس نيوز»، وتم التقاطها في وقت سابق من هذا الأسبوع، عمليات بناء معبر جديد في منطقتي القائم والبوكمال الحدوديتين، بين العراق وسورية. وتخضع هذه المنطقة لسيطرة الميليشيات الموالية لإيران من الجانبين، حيث كثفت إيران حضورها في تلك المنطقة منذ الصيف الماضي. ووفقاً لمحللي موقع «آي إس آي»، الذي يلتقط بيانات الأقمار الاصطناعية، لايزال المعبر الحدودي الحالي مغلقاً وقد دُمر أثناء الحرب، وقد بذل الإيرانيون الكثير من الجهد والموارد في بناء المعبر الجديد. وأظهرت الصور قاعدة للجيش العراقي، بالقرب من الموقع المهجور. ووفقاً للتقرير، سيمكّن المعبر الحدودي إيران من الحفاظ على اكتمال ممرها البري إلى سورية، ثم بيروت والبحر الأبيض المتوسط. ونقلت «فوكس نيوز»، عن مصادر إقليمية وغربية، أن الإيرانيين يخططون لاستخدام هذا الطريق الجديد لعمليات التهريب، بما في ذلك تهريب الأسلحة والنفط، للالتفاف على العقوبات الأميركية. ويقول الخبراء إنه من دون إشراف سوري أو عراقي، سيكون لإيران وحلفائها ميزة غير مسبوقة في نقل ما يريدون. من جانبه، دعا وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، إيران، أمس، إلى احترام الاتفاق المبرم حول برنامجها النووي، والذي يهدده الانسحاب الأميركي وتعليق طهران بعض التزاماتها فيه. وقال الحكيم، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة النرويجية أوسلو: «نعتقد أن خطة العمل الشاملة المشتركة، اتفاق جيد»، مستخدماً الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني، الذي وقعته مع إيران عام 2015، كلٌّ من روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. وأضاف الحكيم، الذي يشارك في مؤتمر لمكافحة العنف الجنسي: «نشجع الحكومة الإيرانية على أن تظل وفية للاتفاق، وروح الاتفاق». وأوضح الحكيم أن «آخر ما نحتاج إليه هو صراع جديد في المنطقة، لدينا أصلاً صراعات كثيرة». وأضاف «لا أعتقد أن أحداً يريد لسعر برميل النفط أن يصل إلى 200 دولار، في المستقبل القريب».طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :