واشنطن - حذّرت دراسة أميركية حديثة من أن تعرض الأطفال حديثي الولادة للنيكوتين، الناجم عن تدخين الأم خلال الرضاعة الطبيعية، قد يجعلهم أكثر عرضة لإدمان المخدرات عند الكبر. الدراسة أجراها باحثون بكلية "سان دييجو" للطب بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Biological Psychiatry) العلمية. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون مجموعة من الفئران الذكور والإناث، وعرّضوا نصفهم للنيكوتين في الأيام الأولى لولادتهم. وعند البلوغ، أجرى الفريق أبحاث على أدمغة الفئران، ووجدوا أن الصغار الذين تعرضوا للنيكوتين في الصغر، كانوا أكثر تفضيلا للمخدرات عند الكبر، مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا للنيكوتين. وكشفت الدراسة أن التعرض للنيكوتين في الأسابيع الأولى من الحياة، وتحديدًا خلال فترات الرضاعة الطبيعية، يسبب مجموعة متنوعة من التغيرات العصبية على المدى الطويل في أدمغة حديثي الولادة، وخاصة دائرة المكافأة في الدماغ، ما يزيد من تفضيلهم للمخدرات في مرحلة البلوغ. وقال الدكتوردافيدي دولسيس، قائد فريق البحث: "لقد أظهرت الدراسة أن تدخين الأمهات والتعرض المبكر للنيكوتين بعد الولادة يرتبطان بسلوكيات الأطفال المتغيرة وزيادة الميل إلى تعاطي المخدرات عند الكبر". وأضاف: "أن هذه الدراسة تكشف أن تعرض حديثي الولادة للنيكوتين يهيئ الخلايا العصبية ويجعلها أكثر عرضة لتأثيرات النيكوتين عندما تتعرض له مرة أخرى عند البلوغ ما يقودها إلى الإدمان". وكانت دراسات سابقة أثبتت أن النساء اللواتي يدخنّ أثناء الحمل، أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من مشاكل صحية، أبرزها انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ. وأضافت أن تدخين الأم يؤثر أيضا على كفاءة الرئتين لدى المواليد وهي أسباب رئيسية تزيد معدلات وفيات الرضع، بالإضافة لتأثيره السلبي على النمو البدني والنضج في مرحلة المراهقة. وقالت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها، إن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنوياً، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي. وأضافت أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. ومضار التدخين الطبيعي أو السجائر الالكترونية كثيرة ومتعددة. وكشفت دراسة أميركية حديثة أن السجائر الإلكترونية قد تقلل من قدرة الجسم على مكافحة الفيروسات وتحديدًا فيروسات الإنفلونزا. وعادة يلجأ بعض الأشخاص، للسجائر الإلكترونية طمعًا في قلة آثارها الجانبية، أو كمحاولة للإقلاع عن التدخين. وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدلا عن حرقه كما في السجائر المعتادة.
مشاركة :