تجتمع الأوساط السياسية اللبنانية حول ملفات حاسمة بالنسبة لاستقرار لبنان وعلى رأسها ضرورة تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني إذ “لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان إلا بوجود جيش واحد وسلاح واحد” بحسب ما أكد سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي أكد كذلك على أن القوى السياسية اللبنانية تشترك في رؤية واحدة بشأن قضية اللاجئين السوريين تقول بضرورة عودة النازحين إلى بلادهم. وقال جعجع، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن جميع القوى السياسية في لبنان مع تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني. ورفض جعجع تشبيه الحل في سلاح حزب الله بما حصل مع الحشد الشعبي في العراق. واعتبر أن “هذا سيكون عقبة أساسية في وجه الاستقرار السياسي والأمني في العراق، وبالتالي من غير الوارد أن يفكر أحد في لبنان بهذه المعادلة”. ورأى جعجع أنه “في لبنان هناك معادلة واحدة من الممكن أن تصح هي أن يحل الجناح العسكري لحزب الله ويسلم السلاح للجيش اللبناني، كما جرى مع كافة التنظيمات المسلحة التي كانت موجودة في لبنان من قبل”. وأضاف أن “هذا الأمر (حل الجناح العسكري لحزب الله) كان يجب أن يتم منذ 30 عاما (أي منذ انتهاء الحرب اللبنانية في العام 1990) وهو تأخر حتى الآن”. ويعتبر جعجع أن على حزب الله دراسة هذا الأمر “ولكن الآن لا نية جدية عند الحزب بالوصول إلى استراتيجية دفاعية بالمعنى الدولاتي للكلمة”.وشدد على أنه “إذا أردنا الذهاب إلى لب الموضوع لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان إلا بوجود جيش واحد وسلاح واحد”. وتطالب قوى 14 آذار التي يقودها تيار المستقبل ويتحالف معها حزب جعجع، “بالاستراتيجية الدفاعية والتي تعني حصر السلاح بيد الجيش اللبناني”. و”القوات اللبنانية” هو حزب سياسي مسيحي لبناني ولديه 15 نائبا في البرلمان من أصل 128، وهو المنافس في الساحة المسيحية، للتيار الوطني الحر بقيادة الرئيس اللبناني ميشال عون. ويعرف جعجع بنقده اللاذع للوجود السوري في لبنان، وأسس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري تحالف 14 آذار، وهو من أكبر الداعين لتجريد حزب الله من سلاحه، ويصف الحزب بأنه دولة داخل الدولة. وفي ما يتعلق برؤيته لقضية اللاجئين السوريين، قال جعجع إنه “لا يوجد انقسام في الموقف اللبناني حيال ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم”. وأضاف “لبنان بلد يوجد فيه 4 ملايين نسمة، ولم يعد باستطاعته تحمل مليون أو مليون ونصف مليون لاجئ على أرضه”. وأشار إلى أن “جميع الدول بدأت تطالب برجوع هؤلاء النازحين ومن ضمنهم لبنان، ولكن النظام السوري يقوم باختلاق الذرائع واختيار بعض الأسماء التي يقبل برجوعها ويرفض البعض الآخر”. ومن جهة أخرى أعرب جعجع عن تحفظه حول قضية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل حتى يتم الوصول إلى نتيجة عملية، وقال “لن أعطي رأيا في الوقت الحاضر”. ولكنه عاد وعبر عن تخوفه في هذا الوقت من أن “كل ما يجري على هذا الصعيد هو تعطيل للسلام”. وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد قال، الأربعاء، إن هناك تقدما واضحا في أجواء المباحثات مع الولايات المتحدة حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، معربا عن تفاؤله بـ”انتصار” موقف بلاده. ويخوض لبنان نزاعا مع إسرائيل على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كيلومترا مربعا، تعرف بالمنطقة رقم 9، وتلك المنطقة غنية بالنفط والغاز. وقال رئيس حزب القوات اللبنانية إن ما جرى تسريبه عن الخطة الأميركية لعملية السلام بالشرق الأوسط والمعروفة بـ”صفقة القرن”، يعني أنها “ولدت ميتة قبل إعلانها”. وأضاف أنه “لا يستطيع أحد توطين اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من اللاجئين في لبنان”، كانعكاس لتلك الخطة.
مشاركة :