هنأ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير، قائلا: "إن 25 أيار(مايو) 2000 ذكرى تحرير الجزء الأكبر من أرضنا في جنوب لبنان، وإخراج العدو الصهيوني وعملائه أذلاء صاغرين بلا قيود وبلا شروط من أرضنا، وكان انتصارا تاريخيا وعظيما". وقال: "إن شاء الله في يوم القدس، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، سنقيم احتفالا شعبيا جماهيريا كبيرا في الضاحية الجنوبية، في باحة عاشوراء، مساء الجمعة عند التاسعة والنصف، وأتوجه إلى الجميع للمشاركة في أوسع حضور شعبي وجماهيري في هذا الاحتفال، لأهمية الحدث هذا العام، إذ كلنا سمعنا مسؤولين أميركيين يتحدثون عن البدء بإطلاق ما يسمى بصفقة القرن بعد شهر رمضان المبارك". اضاف: "الخطوة الأولى أعلن عنها بالنسبة إلى المؤتمر الإقتصادي، وهناك خطوات ستتلاحق، وجميعا معنيون في تحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة هذه الصفقة التي تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية"، منوهاً إلى "الموقف الفلسطيني الجامع والصارم من قبل كل الفلسطنيين الرافض لهذا المؤتمر وعدم المشاركة فيه ودعوتهم إلى مقاطعته، وهذا هو الموقف الحقيقي". وأشار إلى ان "أهم مسألة قد يؤدي إليها المؤتمر الإقتصادي قد يفتح الباب أمام توطين اللاجئين في لبنان وباقي الدول وهناك أرضية مشتركة على المستوى الوطني اللبناني، حيث يجمع اللبنانيون على رفض التوطين، دستوريا وسياسيا وعلى كل صعيد، وهناك أرضية مشتركة مع الأخوة الفلسطينيين على رفض التوطين والحق في العودة واليوم أصبحنا في مرحلة لا يكفي أن نقول فيها أننا ضد التوطين، لأن الخطر يقترب"، داعياً إلى "لقاء سريع بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطنيين لوضع خطة لمواجهة خطر التوطين القادم واليوم يجب أن ننتبه لأن البيانات لم تعد تكفي والمطلوب وضع خطة مشتركة لمواجهة خطر التوطين الزاحف...". ولفت نصرالله إلى أن "في ما ما يتعلق بفلسطين وصفقة القرن والتطورات في المنطقة وفي مقدمتها التوتر الشديد في المسألة الأميركية الإيرانية وما تتعرض له إيران وما يتعلق بموقف "حزب الله" من هذه الأحداث سأتركه إلى يوم القدس"، مضيفاً: "نحن اليوم أمام يوم تاريخي وكبير بالنسبة للبنان والمنطقة وبالنسبة الى ما يتعلق بمجريات الصراع العربي الإسرائيلي، لأن ما حصل كان له نتائج كبيرة وضخمة جدا على المستوى العسكري والسياسي والثقافي وعلى مجمل معادلة الصراع في منطقتنا". واعتبر أن "من أهم النتائج التي افرزها هذا الإنتصار وثبتها وكرسها مع الوقت هي صنع معادلة القوة في لبنان، في عام 2000 أمام الهزيمة الاسرائيلية ظهر واضحا أن في لبنان قوة فرضت على الاسرائيلي أن يخرج من دون أي مكاسب ولم يستطع أن يفرض أي شروط وكان خروجا مذلاً". وأضاف: "كل ما قيل حينها لمصادرة نتائج الإنتصار لم يصمد لأيام لأنه كان وهماً لا موقع له، والعالم كل أذعن وفي مقدمته الاسرائيلي بأن ما حصل هو هزيمة كاملة للعدو الاسرائيلي وانتصار جلي وواضح للبنان والشعب اللبناني والمقاومة والجيش ولكل من ساهم في صنع هذا الإنجاز والانتصار"، مشيراً إلى أنه "لم يعد ينظر إلى لبنان على أنه الحلقة الأضعف في الصراع العربي الإسرائيلي، واليوم ينظر إليه على أنه في موقع كبير للقوة، ومن يتابع الاسرائيليين يتأكد أن العدو يتعاطى بأن هناك قوة حقيقية في لبنان". وتابع: "اليوم الاسرائيلي يقول أن "حزب الله" تهديد إستراتيجي أو تهديد مركزي، لكن نحن نسميه قوة دفاع أو قوة ردع أو حماية أو مواجهة، أي أن "حزب الله" جزء من قوة منع العدو من تحقيق أهدافه أو أطماعه ويجب أن نعرف نحن اللبنانيين أهميتها في الحفاظ على سيادة وسلامة وخيرات لبنان ويجب أن نعمل للمحافظة عليها، وهذه هي المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة". "التمسك بمزارع شبعا" وأكد نصرالله أن "لو لم يكن هناك مقاومة أو تحرير في العام 2000 كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليهب جنوب لبنان أو أجزاء منه لإسرائيل كما فعل في القدس والجولان"، مشيرا إلى أن "المقاومة كجزء من هذه القوة اللبنانية الأساسية هي القوة التي يجب أن نحرص في الحفاظ عليها بكل ما نستطيع، وعندما يستهدفها الأعداء يجب أن نعرف أنهم يعملون لمصلحتهم وبالتالي مصلحتنا أن نكون أقوياء"، مشدداً على أنه "يجب أن نؤكد اليوم تمسكنا بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وبيان رئيس الجمهورية ميشال عون بالأمس كان قويا وحاسما وواضحا وكذلك البيان الذي صدر عن قيادة الجيش اللبناني التي أعلنت الإلتزام القاطع بتحرير بقية الأرض المحتلة". وبالنسبة إلى ترسيم الحدود، لفت إلى أن "من نقاط القوة أن هناك خلفية مشتركة بين المسؤولين اللبنانيين، والمقاومة تدعم موقف الدولة وتقف خلفها، وكل اللبنانيين يراهنون ويثقون بتمسك الرؤساء بكامل الحدود في الأرض والمياه والثروات الطبيعية ويتطلعون إلى ثباتهم وتحملهم مسؤوليتهم التاريخية في هذا الملف، ولبنان يستند في هذا الملف إلى قوتين هي قوة الحق وقوة القوة وطالما أن الدولة تستند إلى قوة الحق وقوة القوة من المفترض أن نتمسك بحقوقنا وأن نتفاءل في إمكان تحقيق إنتصار كبير في هذا الملف". "الأسد أكد لي أنه حاضر لتقديم كل التسهيلات لعودة النازحين" وفي ملف النازحين السوريين، أكد أن "الجميع في لبنان يجمع على ضرورة إعادة النازحين إلى بلادهم لكننا نختلف حول الوسيلة أو الأسلوب، لكن في حقيقة الأمر السبب الحقيقي هو سبب سياسي ويرتبط بالإنتخابات الرئاسية في سورية القادمة لأن ولاية الرئيس السوري بشار الأسد تنتهي في العام 2020 أو 2021، وهناك إصرار أميركي غربي على عدم عودتهم إلى بلادهم قبل الإنتخابات الرئاسية السورية، والسبب لا علاقة له بالقضايا الإنسانية أو بالأوضاع الأمنية، وما حاول البعض في لبنان الترويج له عن أعمال قتل أو إعتقال مجرد اشاعات". وأضاف: "الأسد أكد لي أنه مع عودة الجميع إلى سورية وحاضر لتقديم كل التسهيلات، لكن المانع سياسي"." وسأل: "هل يجب أن تخضع الدولة اللبنانية لهذا المانع السياسي فقط لأن أميركا والغرب يريدون ذلك؟ ما يجري في لبنان هو منع لعودة النازحين وأحد إشكال المنع هو الترهيب الذي يمارسه البعض أو الترغيب في البقاء والحكومة معنية بنقاش جاد حول هذا الموضوع بعد الإنتهاء من الموازنة". وتناول نصرالله موضوع مكافحة الفساد والوضع المالي والموازنة، وأكد "اننا من جملة ما التزمنا به بأننا سنكون جزءا من عملية مكافحة الفساد خلال مرحلة الانتخابات النيابية، وقلنا أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وصبر وأدوات وتشكيل ملفات، ولكل معركة لها معلوماتها ووسائلها المختلفة، وأنا قلت أن هذه المعركة أصعب من معركة تحرير الجنوب"، معتبراً أن "معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى مقاومة وطنية ونحن سنكون جزءا اساسيا في هذه المواجهة". وأضاف: "خلال الفترة الماضية، استطاع حزب الله أن يساهم في ايجاد مناخ وطني كبير حول قضية مكافحة الفساد والهدر المالي وتحويلها إلى أحد القضايا الوطنية المركزية التي يهتم بها الناس ويطالب بها الكثيرون وهذا انجاز أولي على هذه الطريق"، مشيراً إلى "اننا قدمنا بعض الملفات والبعض الآخر سنقدمه في المرحلة المقبلة، وهناك ملفات تم تأجيلها إلى حين الإنتهاء من مناقشة الموازنة، سنقوم بتقديمها إلى القضاء وقد نتحدث عنها في وسائل الإعلام وتم تحضير بعض الإقتراحات، البعض قدم والبعض الآخر يجري مناقشته مع الحلفاء، وهناك اقتراحات قدمت من قبل بعض الكتل النيابية قررنا دعمها لأن المهم النتيجة لا من يقدم الإقتراح"، وقال: "بالنسبة إلى ملف تسوية الحسابات المالية، تم تقديم الملف إلى القضاء وهذا الإستحقاق سيواجهه المجلس النيابي عندما يتطرق إلى ملف الموازنة العامة". "لن نعرقل إصدار الموازنة رغم وجود نقاط نرفضها" وأكد أن "مناقشة الموازنة خلال الفترة الماضية كانت بالنسبة لنا أولويتنا واعتبرنا أنها محطة مهمة جدا لمكافحة الفساد ووقف الهدر المالي ما أمكن، ونحن خلال الفترة الماضية قلنا نحن يجب أن نكون جميعا جديون في هذا النقاش والكل يجب أن يناقش على أساس أن هذه الموازنة مصيرية، وتعاطينا بجدية منذ الأيام الأولى ونصحنا أن يكون النقاش داخل مجلس الوزراء بعيداً عن وسائل الإعلام الذي قد يأخذنا إلى مزايدات، ولذلك منذ بداية النقاش حتى اليوم التزمنا بموقفنا داخل مجلس الوزراء"، مشيراً إلى أن "إذا كان هناك ما يستدعي أن نوضح موقفنا بعد الإنتهاء من دراسة الموازنة سنقوم بذلك". وشدد على "اننا لن نعرقل إصدار الموازنة بالرغم من وجود نقاط نرفضها لأنها تمس بالشعب اللبناني وذوي الدخل المحدود، لأن في المجلس النيابي سيكون هناك فرصة جدية للنقاش والتعديل، وفي الموازنة هناك ضرائب ورسوم مست الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود وأطالب القوى السياسية أن تفي بوعدوها في هذا المجال، وفي النقاش في المجلس النيابي لن نلتزم بالصمت الإعلامي الذي التزمنا فيه في الحكومة ونأمل أن تذهب الموازنة في أقرب وقت إلى المجلس، والرئيس نبيه بري وعد بالعمل على إقراره في أسرع وقت ممكن، وبعد إقرار الموازنة يجب أن يتواصل النقاش في الخطوات الإصلاحية ويجب أن يبدأ النقاش في موازنة العام 2020". منظمة التحرير الفلسطينية رحبت بدعوة نصرالله ورحبت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، في بيان، بالدعوة التي أطلقها نصرالله، ودعا فيها إلى "لقاء سريع يضم المسؤولين الفلسطينيين والمسؤولين اللبنانيين، لوضع خطة لمواجهة خطر التوطين". وأعربت عن إستعدادها لعقد مثل اللقاء "بشكل فوري وعاجل"، ولـ "التعاون مع الجهات الرسمية اللبنانية، لوضع خطة شاملة ومتكاملة لمواجهة هذا الخطر، ولمواجهة تداعيات صفقة القرن المزعومة، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ارضهم وديارهم، وتوطينهم في البلاد التي يقيمون فيها، وهو ما رفضته منظمة التحرير الفلسطينية، والقيادة الفلسطينية رفضا قاطعا، وما أكدت عليه دائما، برفضها لكل مشاريع التوطين والتهجير، والتمسك بحق العودة وفق القرار الاممي 194". ...ودبور يثمّن وثمن سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، دعوة نصرالله واشار الى "موقف الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية الثابت والرافض لاي صفقة او مشروع يتجاوز الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره بنفسه وانهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وبخاصة القرار 194 الذي يؤكد على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ارضهم وديارهم".
مشاركة :