محمد مراح – القبس الإلكتروني كثيراً ما تصطدم الشركات التي تبيع منتجاتها عبر مناصتها الإلكترونية بمعضلة يصعب حلها، وهي أن معظم الأشخاص لا يثقون في نشر بيانات بطاقاتهم البنكية عند القيام بأي عملية شراء، وكثير منهم مازال يتخوف من القيام بهذا الإجراء، لذا تجد أغلبهم مازال يثق في التسوق العادي ويبتعد عن الإلكتروني. شركة Facebook الأميركية العملاقة واحدة من الشركات التي تواجه هذه الإشكالية، فالكثير من أصحاب الصفحات يرغبون في ترويج منشوراتهم وزيادة متابعي صفحاتهم لكن يتخوفون من نشر بياناتهم حساباتهم البنكية، لأن Facebook تلزمهم بدفع أموال في حال رغبوا في زيادة جمهورهم. الشركة فكرت في توفير طرق آمنة للدفع دون الحاجة إلى حساب بنكي، ولذا هي تخطط لإطلاق عملة رقمية جديدة بحلول عام 2020، وقد تستخدم هذه العملة أيضاً لدفع ثمن وتكاليف سلع وخدمات في العالم الحقيقي، كالغذاء والإقامة في الفنادق، وحتى مقابل شراء منزل. وترغب Facebook في البدء بتجريب العملة الرقمية في نحو 12 دولة، وفق ما كشفت عنه BBC، وقد أشارت الشبكة إلى هذه العملة باسم «العملة العالمية». ويتوقع أن تبدأ الشركة بالإفصاح عن خططها في هذا الشأن خلال الصيف الحالي، وقد تحدث Mark Zuckerberg مؤسس الشركة مع محافظ البنك المركزي البريطاني مارك كارني بهذا الخصوص، وقد التقى زوكربيرغ بكارني الشهر الماضي لمناقشة الفرص والمخاطر المحتملة لإطلاق العملة الرقمية. وتجري الشركة أيضا محادثات مع شركات تعمل في تحويل العملات، حيث أنها تبحث عن وسائل أرخص لتحويل العملة لأشخاص لا يملكون حسابات بنكية. وترغب Facebook بإطلاق عملة رقمية تؤمن طرقا رخيصة وآمنة للدفع دون الحاجة إلى حساب بنكي، وذلك من خلال كسر الحواجز المالية والتنافس مع البنوك وتقليل تكاليف المستهلكين. وتشير تقارير إلى أن Facebook يجري محادثات مع عدد من تجار العملة في الفضاء الافتراضي لقبول العملة الرقمية الجديدة مقابل رسوم زهيدة للتحويل. لكن هذه العملة كغيرها من العملات الرقمية فقيمتها عرضة للتذبذب بشكل كبير مما يقلل من جاذبيتها، وهو أحد أهم المشاكل التي قد تعترض فكرة Facebook الجديدة. Facebook كانت قد أطلقت فيما مضى «الائتمان الفيسبوكي»، وهي عملة تمكن المستخدمين من شراء تطبيقات عبر موقع التواصل الاجتماعي، لكن الشركة أوقفت المشروع بعد إطلاقه بسنتين بعد أن فشل. ويبقى السؤال الأهم: هل تتغلب عملة Facebook الرقمية على «بتكوين»؟.
مشاركة :