شهدت العاصمة العراقية بغداد، ومدينة كربلاء، تظاهرات حاشدة، مطالبة بتجنب الحرب المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران وإبعاد العراق عنها. وحمل المتظاهرون العلم العراقي ولافتات كتب عليها «لا للحرب» بعدة لغات، محذرين من مغبة اندلاع الحرب على بلادهم أمنياً واقتصادياً. وقال رئيس كتلة الإصلاح والإعمار في البرلمان العراقي، صباح الساعدي، على هامش مشاركته في المظاهرة، التي انطلقت في ساحة التحرير وسط بغداد، إن «التظاهرات تهدف إلى إبعاد شبح الصراع الإيراني الأمريكي عن العراق وتداعيات هذا الصراع التي تؤدي بشكل أو بآخر إلى زعزعة استقرار العراق الذي كان رأس الحربة في الحرب ضد الإرهاب الداعشي، وقد خرج منتصراً بعد أن قدم المئات والآلاف من الشهداء، وبالتالي يجب ألا يضيع هذا الانتصار في ظل الأزمة المتصاعدة بين أمريكا وإيران، ويجب أن تكون المصالح العراقية مقدمة على بقية المصالح». ويأتي ذلك مع تزايد المخاوف من تداعيات الحرب المحتملة بين إيران والولايات المتحدة على العراق، وفي كربلاء، أكد المتظاهرون، أن «هذه الوقفة وقفة عراقية بحتة ونقول لكل الأطراف التي تطبل للحرب إنه ليس لدينا مصلحة من هذه الحرب ولن نسمح بأن يتضرر العراق بسببها». وقال أحد قادة التظاهرة، إن «العراق للعراقيين الأصلاء وليس له علاقة بأي جهة، والقرار عراقي، ونحن لسنا ذيولاً لأحد بل سادة»، مبيناً: «كفاكم حرباً واقتتالاً ونهباً للخيرات». وأشار متظاهر آخر إلى أن «الشعب العراقي خرج في كل المحافظات وخاصة في كربلاء ضد الحرب التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فالعراق لن يتدخل في الصراعات بين الدول، ولن يكون طرفاً فيها»، مبيناً أن «العديد من السياسيين في العراق تابعون لعدة دول، والمساعدة الإيرانية للعراق في السابق لم تكن مجاناً»، موضحاً أن «العراقيين هم من دافعوا عن بلادهم من مختلف المكونات وليس لإيران فضل في ذلك لتطالبنا اليوم بالوقوف إلى جانبها». وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد حذر من أن «الحرب بين إيران وأمريكا ستكون نهاية للعراق»، مؤكداً أن «أي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي، وأضاف نحن بحاجة إلى وقفة جادة مع كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App