(إفي): تفصل ساعات قليلة عشاق المصارعة عن الحدث السنوي الأهم في صناعة الرياضات الترفيهية وهو عرض (راسلمانيا) في نسخته الـ31 التي سيحتضنها ملعب (ليفيز ستيديام) في سانتا كلارا (كاليفورنيا) بالولايات المتحدة الأمريكية. ويعرف متابعو عروض اتحاد المصارعة الترفيهي (دابليو دابليو إي) أهمية هذا الحدث الذي سيجري في الفترة من منتصف ليلة غدا الأحد وحتى فجر الاثنين لأنه قد يحدد شكل هذه الصناعة خلال السنوات المقبلة. وبالقاء نظرة سريعة على المواجهات التي سيتضمنها العرض سيظهر أن فريق الابداع، المنوط باعداد سيناريوهات العداوات والمبارايات، فضّل أن تكون أغلبها نزالات بين مصارعين ينتمون لحقب زمنية مختلفة في تاريخ اللعبة. وتعد المواجهة الأهم هذا العام بين أندرتيكر وبراي وايت، حيث يشعر متابعو اللعبة بفضول لمعرفة المستوى الذي سيظهر به سيد الظلام، بعد الأداء غير المقنع الذي كان عليه في راسلمانيا العام الماضي أمام القاطرة البشرية بروك ليسنر. ولم يعترض عشاق تيكر العام الماضي على خسارته لأول مرة في (راسلمانيا) بعد 21 فوزا متتاليا بل على طريقة حدوث الأمر، حيث كانوا يأملون أن يعمل مسئولو قسم الابداع على جعل الأمر أكثر دراما وملحمية. وما يظهر مدى تأثير المفاجأة التي صاحبت خسارة الظاهرة بهذه الطريقة انخفاض أسهم الشركة في البورصة بعد عرض (راسلمانيا 30) العام الماضي مباشرة، حيث استغرق الأمر 24 ساعة لتعود الأمر لنصابها. ويمثل براي وايت، الذي نجح خلال فترة قليلة في فرض نفسه كنجم منتظر داخل (دابليو دابليو إي)، خامة جيدة لتقديم مواجهة مثيرة دراميا بسبب طبيعة الشخصية المعقدة التي يقدمها واعتمادها بشكل كبير على الجانب المظلم للأشياء تماما مثل أندرتيكر. من ناحية أخرى يحمل نزال بول ليفيسيكي تريبل إتش والأسطورة ستينج في طياته الكثير والكثير، خاصة وأن هذه ستكون المواجهة الأولى للأخير في تاريخ (دابليو دابليو إي) أو حتى بمسماه السابق (دابليو دابليو إف). ويعتبر ستينج واحد من الأسماء القليلة المنتمية للعصر الذهبي للمصارعة التي لا تزال نشطة ولكن كان الفارق الوحيد بينه وكل العمالقة الأخرين مثل هالك هوجان أو كيرت أنجيل أو ريك فلير، إنه لم يلعب أبدا لصالح الـ(دبليو دبليو إي) بعد انهيار (دابليو سي دابليو) واستحواذ (دابليو دابليو إف) عليه. وتمكن رئيس الاتحاد فينس ماكمان بعد مفاوضات مطولة من اقناع ستينج بالخطوة، والتي تعني الكثير بالنسبة لـ(دابليو دابليو إي)، فبهذه الطريقة تكون كل أساطير اللعبة لها علاقة بالاتحاد، كما أنه نجح في خطف توقيعه من أبرز الاتحادات التي تنافسه عالميا وفي الولايات المتحدة وهو (تي إن إيه). وتوجد خيارات كثيرة لسيناريوهات المباراة التي قد ترتبط أيضا بمواجهة تيكر وبراي وايت، ففوز ستينج ربما يأتي مصحوبا بانتصار سيد الظلام تمهيدا لنزال بينهما في النسخة المقبلة من راسلمانيا في مواجهة أسطورة ضد أسطورة وهو الأمر الذي كان يأمل البعض في حدوثه هذا العام. واذا انتصر تريبل اتش من ناحية أخرى على ستينج وخسارة تيكر من براي وايت، ربما قد يمثل هذا الأمر رسالة مفادها أن أساطير الماضي قد انتهت وحان وقت بدء حقبة جديدة.. الخيارات كثيرة ولكن يتوجب على فريق الابداع اختيارها بعناية واخراجها بشكل مقنع، وهو الأمر الذي فشل فيه كثيرا خلال الآونة الأخيرة مما أفقد عالم المصارعة اهتمام بعض متابعيه. وتعتبر مواجهة بروك ليسنر ورومان رينز الحدث الرئيسي في العرض وأهم ما يميزها أن كل الاحتمالات مفتوحة، فلأول مرة منذ فترة لا توجد مؤشرات حقيقية أو تسريبات يمكن تصديقها بخصوص هوية من سيفوز بهذا النزال الذي سيكون على حزام الاتحاد. حصل رينز منذ ظهوره مع فريق (ذا شيلد) على دفعة قوية من فريق الابداع جعلته يتصدر الحدث الرئيسي لـ(راسلمانيا) هذا العام، والحق يقال إنه يتمتع بكل المؤهلات اللازمة لذلك، ولكن حدوث هذا الأمر على حساب دانييل براين المفضل حاليا لدى الجماهير خفض كثيرا من شعبيته وجعله في أزمة. وكان الجميع يظن قبل أسابيع قليلة أن نتيجة نزال (ليسنر-رينز) سيكون محسوما لصالح الأحير، في ظل كل ما أثير بخصوص أن القاطرة البشرية سيترك عالم المصارعة الترفيهية ويعود مجددا إلى الفنون القتالية المختلطة مع اتحاد (يو إف سي)، ولكن ليسنر أدهش الجميع باعلانه التجديد مع (دابليو دابليو إي) واعتزاله الـ(إم إم ايه). ربما يكون أكثر نزال لم يصب فريق الابداع في صقله ذلك الذي يجمع بين جون سينا وألكسندر روسيف على حزام الولايات المتحدة وذلك لأكثر من سبب أولها أن سيناريو البطل الأمريكي في مواجهة العدو مكرر وقدمه الاتحاد أكثر من مرة مثلما حدث على سبيل المثال وليس الحصر في خصومة هالك هوجان مع الشيخ الحديدي (آيرون شيك). ومن ضمن الأسباب الأخرى الهامة أن محاولة فرض مصارع بمواصفات روسيف كخصم لسينا يعد تجربة أثبتت فشلها لأن الأخير يحتاج غالبا إلى خصم سريع الحركة ومميز في الألعاب الهوائية لإحداث توازن في كل ما يجري بالحلبة حتى لا يصاب الجمهور بالملل. مواجهة روسيف وسينا تعني نزالا بين مصارعين ثقيلين بدون فنيات كبيرة تنتزع الآهات من الجماهير، وهو الأمر الذي لن يؤثر على سينا في ظل وجود جمهور خاص به، ولكنه قد يضر كثيرا بمسيرة المصارع البلغاري الصاعد، الذي بالمناسبة ربما لن تتمكن الشخصية التي اختارها له فريق الابداع من الصمود في ظل وجود نماذج كثيرة مشابهة له داخل (دابليو دابليو إي) في الوقت الحالي. سيتضمن العرض، الذي ستكون مدته أربع ساعات، نزالات أخرى شيقة مثل نزال السلالم على الحزام القاري بين حامل اللقب باد نيوز باريت وآر تروث ودين أمبروز ودولف زيجلر وستارداست ودانييل براين، حيث يتمتع كل المشاركون باللياقة البدنية المرتفعة التي تحتاجها هذه النوعية من المبارايات التي تعد معشوقة بالنسبة للجماهير. ويأتي هذا بجانب مواجهات أخرى يمكن وصفها بالتكميلية مثل تلك التي ستكون على لقب الزوجي أو النزال النسائي بين بيدج وإيه جي لي ضد التوأم بري ونيكي بيلا، وأيضا مواجهة راندي أورتن وسيث رولينز، التي على الرغم من عدم اعدادها دراميا بالصورة المطلوبة ولكنها ستكون مليئة بالفنيات نظرا لمهارة المصارعين وأيضا لانتماء كل منهما لجيل مختلف عن الآخر.
مشاركة :