ليبيا.. طاغية ثم أمير جماعة!!

  • 10/12/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ـ المسألة في غاية البساطة؛ خطف أي إرهابي يقابله خطف وزير أو رئيس وزراء، وعلى الجميع أن يتقيدوا باللعبة الجديدة، وأن يتأكدوا تماماً أن من يتحكم في ليبيا هذه الأيام غير من يحكمها؛ أما المستقبل المضمون لجنابك الكريم في ظل هذه الفوضى فهو المثابرة في البحث عن رفاق صالحين يوصلونك إلى فضيلة الأمير وبعدها سترى الفرق! ـ الميليشيا في ليبيا أصبحت ثقافة قبل أن تكون حالات فردية يمارسها البعض، وعليه فخطف رئيس وزراء البلد حدث عادي جداً، ولا بد أن يقع في ثقافة الميليشيا كي يستجيب فخامته للمطالب، ويكون عبرة لمن يأتي بعده، وعلى كل القادمين مستقبلاً أخذ الدرس والعبرة؛ نحن الأقوى هنا. ـ الثوار نوعان: ثوار من أجل الوطن، وثوار من أجل أمير الجماعة؛ النوع الثاني متوفر بغزارة في كل بلد عربي هذه الأيام، وسترون كثيرا من المضحين بأنفسهم من أجل فضيلة أمير الجماعة المؤمن والمخلص والوطني الهمام، وكل ما سواه علمانيون فجار وأصحاب هوى!! ـ ثوار أمير الجماعة هؤلاء يختلف مشروعهم تماماً عن مشروع الدولة الوطنية في ليبيا وفي غيرها، وهم القوة المرادفة للجيش في كل بلدان الربيع العربي المختل، واذهب إلى أيها تشاء، ولن تلمس فرقاً واضحاً بين الجيش والميليشيا؛ ستجد نفس الأسلحة الثقيلة والمواقف الأثقل!! لقد استبدلوا الطاغية بأمير جماعة!! ـ إذاً لا الثورة تنفع، ولا البقاء خارج التاريخ ينفع في ليبيا، لذلك وطنوا أنفسكم على حكم الميليشيا القادم بقوة إلى كل بلاد العرب، وتصالحوا مع كل أمير جماعة ونافقوه كما يشاء، وإلا طهروا بلادكم بجدية من هؤلاء، وترسموا خطى الجيش المصري الذي يحاربونه ويشوهون صورته اليوم، ولكنهم سيعلمون غداً أنه أنقذ مصر من حتفها، أو على الأقل سيُحسب له شرف المحاولة بإخلاص.

مشاركة :