ناقشت جلسة "الإعلام الإماراتي في ظل الازمات" التي عقدت ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى الإعلام الإماراتي في دبي تحت شعار "نقاش المئة إعلامي ومؤثر"، أهمية الرسالة الإعلامية في أوقات الازمات، خاصة مع تصاعد موجة عدم الاستقرار التي تجتاح العالم وتلقي بظلالها على دول المنطقة، كما تناولت الجلسة دور الإعلام الإماراتي على وجه الخصوص، وقدرته على التكيف مع التطورات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة، وإسهامه الرئيس في التعريف بمواقف الدولة الراسخة من مختلف القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من الإعلاميين الإماراتيين نجاح الإعلام الإماراتي في مواجهة التغيرات التي ألمت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، وتمكن مؤسساته أن تكون على مستوى الحدث والمسؤولية بفضل المهنية والثقة التي أكتسبها من تحري الصدقية في مناقشة القضايا الراهنة بمنتهى الشفافية والحياد، وذلك خلال الجلسة التي أدار النقاش فيها سامي الريامي، رئيس تحرير صحفة الإمارات اليوم.وقال بيان عن المنتدى إن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي تطرق إلى ضرورة تصنيف الأزمات قبل التعامل معها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو طبيعية أو اجتماعية أو ثقافية حتى تتمكن المؤسسات الإعلامية من التعامل مع مراحلها قبل وأثناء وبعد الازمة بصورة فعالة، مشيرًا إلى ضرورة دراسة الأزمة والاستعداد لها قبل نشوئها كلما أتيح ذلك من خلال قراءة المؤشرات والتحاليل الاستراتيجية والسياسية وربما التعرف على تاريخ الازمة التي قد تتكرر عبر الزمن. واستعرض خلال حديثه تعامل مؤسسة الشارقة للإعلام بنجاح مع إعصار "جونو" الذي أصاب منطقة كلباء بالشارقة، عبر تكوين غرفة عمليات متكاملة تضم مختلف الهيئات والمؤسسات ذات الصلة لاطلاع الجمهور على آخر المستجدات والإجابة على مختلف التساؤلات المتعلقة بالظاهرة الطبيعية.ولفت القاسمي إلى أهمية عامل السرعة في نقل المعلومات وتوصيل الرسالة الإعلامية أثناء الازمة، وضرورة التحلي بالدقة والشفافية والصدق والشجاعة في التعامل مع الأحداث حتى لا يُترك المجال مفتوحًا للشائعات والتفسير الخاطئ في حال التأخر في توصيل الرسالة إلى المتلقي في الوقت المناسب، لافتًا إلى ضرورة الاعتماد على المتخصصين في مجالات محددة لتوضيح وتفسير ملابسات الأزمة بأسلوب علمي متخصص من خلال أفضل الكوادر.وفيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة بعد انتهائها، أكد القاسمي ضرورة الرجوع إلى المكونات الإعلامية لعملية الاتصال التي تتكون من مُرسِل، ومُستقبِل، ورسالة، ووسيلة، ورجع الصدى، وأهمية دراسة الازمة من كافة جوانبها للتعرف على الإيجابيات والسلبيات المصاحبة للتعامل معها، وتوثيق الإيجابيات وأوجه النجاح التي تحققت حتى يتم الاستفادة منها في التعامل مع أزمات مشابهة في المستقبل.وتناولت الجلسة موضوع الثقة بين المُتلقّي ووسائل الإعلام المحلية، وهل يلجأ البعض لاستقاء المعلومات والاخبار من وسائل إعلام خارجية، حيث أشار المشاركون إلى وجود ثقة كبيرة من قِبَل المُتلقي في وسائل الإعلام المحلية، وأن هناك حاجة لرفع السقف في التعامل الإعلامي مع بعض الملفات حتى يتمكن الإعلام من مواجهة خطاب العنف والكراهية المتصاعد ضد الدولة، مع ضرورة العمل من خلال منظومة إعلامية متكاملة تخدم الاجندة الوطنية والمواقف الثابتة لدولة الإمارات.
مشاركة :