سُفر تفطير الصائمين بالمسجد الحرام عادات الأسر المكية منذ مئات السنين

  • 5/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قدّم عدد من الأسر في مكة المكرمة سفر إفطار صائم منذ سنوات داخل المسجد الحرام، وارثين عملهم هذا عن الآباء والأجداد، فمنذ مئات السنين، تُقدم وجبات الإفطار في شهر رمضان المبارك، وفي يومي الاثنين والخميس، وفي الثلاثة الأيام البيض، يُمارس العمل الاجتماعي وسط منظومة متكاملة محفوفة بالأمن والأمان، وتسهل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للأسر المتطوعة أعمالها وفق عدد من الأنظمة والاشتراطات التي تضمن السلامة الصحية لقاصدي البيت العتيق، وعدم الإخلال بمستوى النظافة المقدمة أو تأثر الزائرين والمعتمرين بأي معوقات، هذا ما أكده عدد من أصحاب سفر تفطير الصائمين بالمسجد الحرام خلال لقائهم بإدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة العامة. 75 سنة يفطرهم وحول ما تقدمه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من تسهيلات ورقابة ذكر أحد أصحاب السفر، نبيل خوندنة، أنه منذ 45 سنة وهو يمارس العمل بنفسه ويشرف على سفرة تفطير الصائمين التابعة لعائلته، والتي تجاوز عمرها 75 سنة، وتقع يمين باب الفتح بالمسجد الحرام، بحسب تقرير نشره الموقع الرسمي لرئاسة شؤون الحرمين الشريفين. وعن تعاون الرئاسة العامة وطريقة استخراج التصاريح، قال: تعاون الرئاسة العامة مميز، منذ أن نبدأ في استخراج التصاريح الرسمية، إلى وضع السفر ورفعها، ووضع الاشتراطات، وضمان سلامة قاصدي المسجد الحرام، وتعاون مشرفي الرئاسة، فلا نجد من الرئاسة العامة إلا الدعم الدائم. 500 وجبة يوميًا أما محمد بن سالم بن فرسان الغامدي فقال: توارثنا هذه القيمة الاجتماعية أبًا عن جدّ، أنا أشرف على سُفرة العائلة التي تقدم بالمسجد الحرام منذ 35 سنة لتفرغي واستقراري في مكة، بعكس إخواني الذين يعيشون خارج مكة لظروف أعمالهم، ويساعدونني هم وأبناؤهم أوقات إجازتهم الرسمية، ونوزع في كل يوم أكثر من 500 وجبة. وحول كيفية التعامل مع المعتمرين والزوار قال الغامدي: وجدنا المتعة معهم رغم اختلاف اللغات والثقافات، والعملية سهلة فمنذ سنوات نمارس هذا العمل ولا نجد إلا تعاونًا ومحبة واحترامًا، ويجب علينا أن نقدم لضيوف الرحمن الخدمات على أكمل وجه ونتحمل جهلهم وعدم معرفتهم للتعليمات أما بسبب الإرهاق والتعب أو اختلاف اللغة، نظل في تجارة مع الله عز وجل، ويجب أن نقدم هذه الرسالة بالصورة الصحيحة لنرضي الله، عز وجل، أولاً وأخرًا ثم لنكون راضين عن أنفسنا وعمّا نقدم، لأن ديننا الحنيف أمرنا بالتكافل الاجتماعي وحسن الأخلاق، وولاة أمرنا، حفظهم الله، لا ينادون إلا بخدمة الحرمين الشريفين، وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وجميع التسهيلات قدمت لنا عن طريق الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ففي كل عام نجد تسهيلات أفضل وخدمات أجمل، تتعاون معنا الرئاسة في رصد الملاحظات ومعالجتها أولاً بأول، كل ذلك من أجل راحة ضيوف الرحمن، وتقديم خدمات مميزة لا تقبل أي خطأ. ودعا الغامدي أصحاب السُّفر إلى وجودهم الشخصي في كل يوم وعدم تكليف غيرهم بالإشراف على سفرهم لرصد الملاحظات ومعالجتها وتقديم هذه الخدمة بشكل يليق بالمكان والزمان ووفق ما يوصي به قادة هذه البلاد. وعن الوجبات التي تقدم على السفر والتدافع والازدحام على السفر قال الغامدي: نحن نقدم اللبن والتمر والشاي والقهوة ونستطيع أن نقدم غيرها لكن ظروف المكان لا تسمح بغير ذلك للحفاظ على سلامة الصائمين وضمان نظافة المكان، أما التدافع على السفر فأمر طبيعي ونستطيع التعامل معه، ومع من يريد أن يأخذ الوجبات لتخزينها، نرشدهم الإرشاد الصحيح بأن هناك أشخاص ينتظرون وجباتهم، وأن تخزين الوجبات يتسبب في مضايقة الناس في أماكن الصلاة والممرات، ولدينا 20 عاملاً يجيدون كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، وكيف يتعاونون مع عمال النظافة التابعين للرئاسة العامة أثناء رفع السفر، فلدينا شخص مخصص لجمع بقايا الطعام لنقوم بتوزيعه بعد صلاة المغرب، إما داخل الحرم المكي أو خارجه، وشخصين يقومون بجمع السفرة وتسليمها لعمال النظافة. أجمل لحظاتي من جهته، أكد محمد أبو بكر شغفة لهذا العمل الذي يعمل فيه منذ 20 سنة، ومعه 22 شخصاً هم إخوانه وأبناؤه قائلا: العمل هنا احتساب والمتعة فيه لا تقاوم، فإذا حبسني حابس وجلست في البيت يمر الوقت علي ببط ولا أشعر بذلك اليوم، ونحن من الجنسية البرماوية ونعيش في مكة المكرمة منذ أكثر من خمسين عاماً، وهذه السفرة التي نقدمها يتكفل بها أحد الشخصيات الميسورة، ونحن نتولى أمر إيصالها للحرم المكي ومدها كل يوم، واستخراج التصاريح، ونعتبرها سفرتنا لأنها أمانة ولا نستطيع أن نقدمها إلا بشكل أفضل مما يريد صاحبها، نقدم التمر والقهوة والشاي، والزبادي والخبز ، أما الماء، الحمد لله، فيجد الصائمون ماء زمزم يقدم لهم بشكل مرتب وجميل في كل مكان داخل الحرم، فمن يشاهد ما يقدم داخل الحرم المكي من خدمات وتسهيلات يعرف قيمة الدولة السعودية، والدور العظيم الذي تقوم به للإسلام المسلمين، فعلينا نحن المسلمين أن نتعاون مع هذه الدولة على جميع الأصعدة داخل الحرمين وخارجهما ولا نسمع لمشكك لا يريد خيرًا للإسلام والمسلمين. وصية والده أما محمد بن عائض المقاطي فقال: من توفيق الله علينا أننا من مواليد مكة المكرمة، ومرتبطين بالمسجد الحرام منذ طفولتنا، يسّر الله، عز وجل، لنا نعمة الأمن والاستقرار والمال وبدأنا نبحث عن أعمال الخير فلم نجد أفضل من المسجد الحرام، اقترحت على والدي رحمه الله أن يكون لدينا سفرة لتفطير الصائمين بالمسجد الحرام طوال السنة موزعة كالتالي يومي الاثنين والخميس والثلاث الأيام البيض وطوال شهر رمضان المبارك، فرحب والدي – رحمه الله – بالفكرة، وبعد أن شاهد فضلها، أوصاني أن تستمر هذه السفرة بعد وفاته، ما زلت أعمل بهذه الوصية لأنها من والدي، ولأن هذا العمل فيه أجر عظيم، وأجد السعادة وانشراح الصدر فيه، أصلته داخل أبنائي الأربعة، ودائما أذكرهم بوصية جدهم لي وأوصيهم أن يستمر هذا العمل ولا ينقطع. وقال المقاطي: نحرص على الحصول على أكبر عدد من التصاريح فهذا العام حصلنا على تصريح لسفرة بطول 20 مترًا موزعة على أربعة صفوف، نستطيع أن نوفر عددًا كبيرًا من أصناف الأكل، لكن الأنظمة والتعليمات التي وضعتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لا تسمح إلا بأصناف معينة كالتمر والزبادي والخبز والقهوة والشاي، لسلامة قاصدي المسجد الحرام من أي مشاكل غذائية، وللمحافظة على نظافة المكان، فمن الأشياء التي تحرص عليها الرئاسة العامة منع دخول التمر الذي داخله النوى، لكي لا يرمى في الأرض ويسبب ضرر على أقدام المعتمرين والزائرين، ومنع الخبز بسمسم لكي لا يرمى السمسم على الأرض داخل المسجد الحرام بين أقدام الناس، فالرئاسة العامة تقدم كل التسهيلات ولا تقبل بأي مخالفة للأنظمة والتعليمات التي تضعها من أجل سلامة قاصدي المسجد الحرام، والمحافظة على نظافة المكان، فمنذ (20) سنة لم تواجهنا أي صعوبات مع الرئاسة العامة أو رجال الأمن أو غيرهم فالخدمات التي تقدم لنا أكثر من الخدمات التي نريدها، فعلى سبيل المثال مخصص لكل أسرة مكان داخل المسجد الحرام، وأمام الكعبة المشرفة، حافظات ماء زمزم متوفرة بأعداد كافية، رفع السفر يتم خلال ثوانٍ، هناك بعض السلبيات والتي نستطيع التعامل معها كتدافع المعتمرين أثناء توزيع الوجبات، أو الجلوس أماكن بعضهم البعص، أو طلب كميات إضافية من الوجبات لتخزينها ومضايقة المصلين بها خلال أوقات الصلاة أو الخروج والدخول.  

مشاركة :