الدوحة -قنا: أكّدت وزارة الصحة العامة أمس، على بذل كافة الجهود لمُحاربة سرطان الرئة والوقاية منه، وذلك بالتعاون مع مؤسّسة حمد الطبية ومؤسّسة الرعاية الصحية الأولية والجمعية القطرية للسرطان. وشدّدت الوزارة على أهمية رفع مُستوى الوعي بسرطان الرئة وتوعية الأفراد بأهمّية الوقاية والكشف المبكر عن السرطان خلال شهر مايو، وذلك تزامناً مع الاحتفال بشهر التوعية بسرطان الرئة واليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ. ويعدّ سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم ويحتلّ المُرتبتين الخامسة بين الذكور والثامنة بين الإناث في قائمة أكثر أنواع السرطان شيوعاً في دولة قطر وفقاً للتقرير السنوي لعام 2015 للسجل الوطنيّ للسرطان في وزارة الصحة العامة. وأظهر التقرير السنويّ أنّ أكثر من 16% من الوفيات المُرتبطة بالسرطان بين سكان دولة قطر في عام 2015 كان سببها سرطان الرئة، بينما يُعتبر تعاطي التبغ مسؤولاً عن حوالَي 90% من جميع حالات سرطان الرئة. وتركّز الجهود المُشتركة لمؤسّسات الرعاية الصحية في قطر على تشجيع الجمهور على الإقلاع عن التدخين والتمتع بحياة صحية أكثر. وقال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة إنه بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين تدعو وزارة الصحة وشركاؤها الأفراد إلى الإقلاع عن تدخين التبغ وتجنب التدخين السلبي وذلك لحماية رئاتهم. وأضاف في تصريح صحفي إن التبغ ضار بجميع أشكاله وتدخين التبغ والتدخين السلبي يمكن أن يسبّب سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن والربو. وأشار إلى أنّ وزارة الصحة تُساهم في مُكافحة السرطان من خلال قيادة التدخلات التوعوية على المُستوى الوطني ضد جميع عوامل خطر الإصابة بالسرطان ولهذا الغرض يتم تنظيم أنشطة في جميع أنحاء قطر لتوفير معلومات لتشجيع مستخدمي التبغ على الإقلاع وتقديم معلومات حول كيفية الوصول إلى عيادات الإقلاع عن التدخين في الدولة. من جهتها، قالت كاثرين جيليسبي مدير البرنامج الوطني للسرطان في وزارة الصحة العامة إنّ عدم التدخين هو الطريقة الأكثر فعالية للحد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، ولذلك يجب دعم الأشخاص الذين يرغبون في التوقف عن التدخين وكذلك تشجيع الشباب على عدم تداول هذه العادة. ومن جانبه، شدّد البروفيسور أليكس نوث المدير التنفيذي والمدير الطبي للمركز الوطني لرعاية وأبحاث السرطان في مؤسّسة حمد الطبية على أهمية المشورة في الإقلاع عن التدخين باعتبارها أحد التدابير المهمة التي يتوجب على المدخنين اتخاذها لفهم المخاطر التي يواجهونها من الإصابة بسرطان الرئة. ودعا إلى الامتناع عن عادات الأكل غير الصحية والخمول البدني وإلى اتباع أسلوب حياة صحي والإقلاع عن التدخين وتناول نظام غذائي متوازن مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى. ويُشار إلى أن سرطان الرئة يحدث من خلال نموّ بعض خلايا الطبقة المبطنة للقصبة الهوائية بنسبة أسرع من المعدل الطبيعي في إحدى الرئتين أو كلتيهما وتنمو بعض الخلايا الشاذة بسرعة وتصبح خبيثة مكونة أوراماً سرطانية. وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لسرطان الرئة في السعال المستمرّ وخروج دم مع سعال وألم الصدر وبحة في الصوت إلى جانب ضيق التنفس والصفير والشعور بالتعب أو الضعف في حين أن معظم سرطانات الرئة لا تظهر أي أعراض لها إلا بعد انتشارها. وقالت الدكتورة شيخة أبو شيخة مدير برامج الفحص في مركز الرعاية الصحية الأولية إنّ التدخين هو السبب الأكثر شيوعاً لسرطان الرئة، ولذلك تعمل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على توفير عيادات متخصصة في 10 مراكز صحية لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين. من ناحتيها، تواصل الجمعية القطرية للسرطان جهودها لرفع مستوى الوعي حول هذا المرض وعوامل الخطر المسببة له وخاصة التدخين والذي يعدّ أحد عوامل الخطر الرئيسية التي تسبّب العديد من أنواع السرطان بما في ذلك سرطان الرئة. وقالت هبة نصار رئيس قسم التثقيف الصحي في الجمعية القطرية للسرطان إن الجمعية تطلق كل عام حملة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ للتأكيد على أهمية الإقلاع عن التدخين والتأكيد على آثار التدخين على كل من المدخنين المتعرضين لدخان المدخنين ولتكمل هذه الحملة الدور التربوي للجمعية القطرية للسرطان لرفع الوعي بالسرطان ودحض الأساطير المرتبطة بهذا المرض المهلك.
مشاركة :