انتهى الموسم الكروي 2018/2019 بالعديد من الدروس، فهناك من حصد ابرز لقبين (الدوري العام وأغلى الكؤوس) وهو الرفاع، وهناك من ظهر بشكل جيد مثل المنامة والحد، وفيه من فاجأ المراقبين والمتابعين بالهبوط وهو المالكية؛ بعد موسمين فقط من فوزه بأول لقب في دوري الأضواء (درع دوري 2016/2017)، ولا نختلف بأنه كموسم كروي أفضل تنافسيا من الماضية، والأفضل من حيث المحترفين، ومن حيث بروز اللاعبين الشباب! موسم ودوري كما قدّمنا كان لاهثا وتميّز بالمنافسة القوية بين الفرق في القمة والقاع كدوري، وفي أغلى الكؤوس، وكان اللقب الدوري تأخّر حسمه، إلى ما قبل جولتين، بينما في القاع الأمور لم تعرف إلّا في الجولة الأخيرة، وهنا تكمن سر الاثارة والقوة وأيضا تقارب المستويات، وكان أغلى الكؤوس مثيرا أيضا ولم يحسم في النهاية إلّا بعد شوطين إضافيين على الشوطين الأصليين. وقد كانت جاهزية الفرق للموسم الكروي المنقضي على أشدّها، وبالذات أن اعلان بيت الكرة على تسمية الدوري العام لأندية الدرجة الأولى وبعد موافقة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية والشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة على رعاية الدوري، حيث جاءت التسمية الجديدة (دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم)، وما تضمنه من مزايا للبطل وللاعبين الأفضل، وللمرة الأولى ترصد جائزة مالية للفريق الفائز (ألف دينار)، وبحيث يتم تقاسمها عند التعادل، اضافة إلى (40) الف دينار جائزة للبطل، و (25) ألفا للوصيف، و (15) ألفا للبرونزي، فضلا عن (500) دينار جائزة فردية في كل جولة لأفضل لاعب، وهذه المزايا المالية التي أعلنها بيت الكرة مسبقا؛ جعلت الكل يستعد للحدث بشكل جيد، ثم جاء اعلان قيمة الجائزة الأولى لأغلى الكؤوس وهي (70) ألف دينار، ليزيد من قمة الاثارة لمباريات أغلى الكؤوس والتي أقيمت بنظام الذهاب والإياب. وأعتقد أن التعاقدات التي أجرتها الأندية قبيل الموسم الكروي كان لها تأثيرها، وأعتقد أن أقواها كانت للرفاع على صعيد المدرب واللاعبين، لأن نتاج ذلك كان الفوز باللقبين الأكبر، وأعتقد أن الرفاع الذي ضرب أكثر من عصفور بحجر واحدة، كان الفائز الأكبر، من خلال التعاقد مع الكابتن علي عاشور، والوعد بالعودة الى منصات التتويج في المؤتمر الصحفي ؛ وهو ما تحقق، رغم أن كثيرين شككوا في قدرة عاشور أن يحصد بطولتين متتاليتين على موسمين، وفي ناديين مختلفين، إلّا أن الاستراتيجية التي رسمت من قبل المدرب وادارة النادي. والرفاع (البطل) كان الأفضل والأشطر لكي يحقق اللقبين معا، والأمر لم يأت صدفة، فبمثل ما أحسن اختيار المدرب الأشطر؛ أحسن انتقاء اللاعبين الذين يساعدونه على الفوز والحصاد، ولذا جاء ترشيحه من البدء للفوز بدرع الدوري، نتيجة التكامل في الفريق، والقول بأن الرفاع كان الأشطر هو قدرته على تخطي المحطات الصعبة في الجولات الأخيرة، حين تعرّض لهزة؛ لولا تداركه الأمر عبر الخبرة الادارية والفنية وتمكنه من اعادة التوازن للفريق في الأمتار الأخيرة، وأعتقد أن الغالبية كانت ترى أن اللقب يمكن أن يطير؛ إلّا إدارة الرفاع ومدربه ولاعبيهم الذين حافظوا على عملية التوازن والتركيز، وأعتقد انني كنت واضحا مع نائب رئيس النادي (الشيخ زياد آل خليفة)، حين قلت له قبل لقاء الكلاسيكو الأول؛ بأن الفائز منه سيفوز بالدرع والكأس! بينما في المقابل وجدنا ان عدم الاستقرار أثّر على منافسه الاعتيادي (المحرق)؛ لأن الفريق أشرف عليه أربعة مدربين في موسم واحد، ولم تكن الحالة صحية، وبالذات مع التخلي عن المدرب (الجنرال) سلمان شريدة؛ والذي كان قد حقق معه درع الدوري في الموسم السابق على الموسم المنقضي، ولذا لا غرابة أن يذهب البعض إلى القول بأن سبب تدني نتائج المحرق، يعود لأسباب ادارية أكثر منها فنية. وفي المقابل يمكن القول بأن المنامة والحد قدّما موسمين استثنائيين، يحسب للاول الاستراتيجية الجيدة التي كان يؤدي بها مبارياته، وكانت الأفضل ، ولكن كان ينقصه الحظ للمضي في المنافسة، حظه المباشر، وحظه غير المباشر، فهو في فترة كان يتصدّر مستفيدا من تأخر الرفاع في مبارياته، ولكن تبقى استراتيجية أداء الفريق كانت تمثل في كثير من الأحيان تفوقا على الآخرين، وفي المقابل الحد أجرى تغييرا على جهازه الفني مستفيدا من تخلي المحرق عن الجنرال، وحين تقدّم المقلة باعتذاره جيء بالجنرال، وأعتقد بأن أداء الفريق تغيّر نفسيا وبالاضافات التي تمت على الفريق، رغم أنه كان في فترة من الفترات في موقف حرج! لكن تبقى المفاجأة تتمثل في هبوط المالكية؛ بعد موسمين فقط من فوزه بدرع الدوري، لأنه في مباريات كثيرة كان متذبذب المستوى، ولكن التغيير الكبير في صورة الفريق لناحية التخلي عن لاعبين مؤثرين يعد سببا رئيسيا، ولكنه في المقابل كان في مشاركته الآسيوية يقدّم مستويات جيدة، وأعتقد بأنه قادر على العودة السريعة؛ إذا ما احتفظ بمدربه الدخيل وبلاعبيه. ولعل الميزة التي ظهر بها دوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم يتمثّل في أن المنافسة على اللقب كانت تحوم بين أربعة أندية هي الرفاع والمنامة والمحرق والنجمة، وأيضا معرفة الهابط حامت تقريبا بين خمسة أندية وهي المالكية و البديع و الحالة والشباب والرفاع الشرقي، و معرفة الفائز باللقب تأخّر نسبيا لما قبل جولتين، والأمر ذاته انعكس على مؤخرة الترتيب والخوف من الهبوط المباشر وغير المباشر، فقد كان هناك تحسن نسبي متأخر لدى بعض الفرق مثل الرفاع الشرقي والشباب وأيضا الحالة في الأمتار الأخيرة، بينما وقع المالكية والبديع في المصيدة والهبوط الماشر، واستفاد الحالة من الواقعية في ملحق الصعود والهبوط، فالخبرة وفارق الامكانات انصبا إلى جانبه وهو يفلت من سترة؛ ويحتفظ بموقعه في الدرجة الأولى. ولذا إذا لم يكن المستوى الفني قد وصل للمستوى المنشور؛ فإن المنافسة على المراكز كانت قوية، وحملت شيئا من الاثارة، فحين يشعر فريق من الفرق الأربعة في القسم الثاني بأن قادر على المنافسة، فأعتقد أنه يراهن على تقلب النتائج، فهناك من ينظر إلى أن يصاحب الرفاع تقلبا في نتائجه! وعلى مستوى الفنّيات نرى أن كل الفرق كانت تفضل شاكلة طريقة (شجرة الأرز) وهي (4/2 /3 /1) والتي تتخول إلى (4 / 5 /1 )، وهجوميا إلى (4 / 3 / 3)، وهناك من الفرق من يلعب في الشوط الثاني أو الفترات الحرجة بطريقة (4 / 4 / 2). ومن الايجابيات في الدوري هو بروز اللاعبين المحترفين واللاعبين الشباب، فعلى صعيد اللاعبين المحترفين نرى أن الموسم المنقضي يمكن القول عنه بأنه أفضل سابقه على مستوى المحترفين الأجانب، فقد برز ممادو لاعب النجمة ومحترف الرفاع أوتشيه وهارون حبيب وايمانويل، ودايو، ولاعب المنامة تياغو وايفرتون لاعب المحرق، ارنست وبرنس لاعبا الشباب وصمويل لاعب الحالة، ولاعب الحد أنسيس، وبريتو لاعب البديع، وطبعا من ذكرناهم كانت تميزهم ملحوظا. أيضا ما فرق فيه الموسم المنتهي هو بروز اللاعبين الشباب في مختلف الفرق، وعلى رأسهم كميل الأسود في الرفاع والذي يمكن القول عنه بأنه نجم الموسم من دون مبالغة، وكذلك اللاعب محمد مرهون قبل انتقاله للاحتراف في اوروبا وحمد شمسان، والثلاثة من الرفاع، كما برز اللاعب عبد الرحمن الأحمدي في المحرق وكان موضع اشادة من قبل المدربين حسب استطلاع اخبار الخليج الرياضي، وكذلك لاعب الحد أحمد بوغمّار، ولاعب البيديع الذي انتقل للاحتراف في مالطا (أحمد الشروقي)، ولاعبا المالكية سيد هاشم عيسى وأحمد حبيب، والحايكي وحسين حاجي لاعبا الحالة، وحسين جميل لاعب الشباب الذي ذهب للاحتراف في مالطا، اضافة إلى غيرهم سنستعرضهم حين الحديث عن كل ناد على حدهة. وعلى صعيد الهدافين تمكن لاعب النجمة ممادو من صدارة ترتيب الهدافين، وكاد يلحق به محترف المنامة تياغو رغم أنه شارك في النصف الثاني، ومن الهدافين البارزين لاعب الرفاع كميل السود ولاعب الرفاع الشرقي سامي الحسيني. أخيرا يمكن الاشارة إلى الاضافة الجديدة في دورينا وتتمثل في اقامة المباريات على ستاد المحرق، ومثّلت أن يكون الاتحاد قادرا على اقامة المباريات بنظام الذهاب والاياب، ولكنه لم ينفذ ذلك على وجه الدقة لتلافي اي تأثير على الفرق، ولذا يجب تلافي ذلك في الموسم المقبل.
مشاركة :