تخيلوا الانطلاق في رحلة قيادة على طول طريق مزدحم، حتمًا ستشعرون بأنكم بحاجة إلى ثمانية أزواج من العيون لتجنب صدم المشاة غير المنتبهين للسيارات وراكبي الدراجات الهوائية الذين يتسللون بصمت، فضلا عن الدراجات النارية التي تراوغ السيارات على الطرقات. ولعل هذا المشهد مألوف للغاية في عديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يعتبر الازدحام المروري مشكلة كبيرة ومن أبرز مسببات تشتت تركيز السائقين. وفي ظل وجود الكثير من الناس والمركبات الذين يتسابقون للوصول إلى وجهاتهم لاسيما في أوقات الذروة، وخلال شهر رمضان المبارك، فلن يكون من المستغرب وقوع حوادث قد تكون خطرة للغاية. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الحوادث المرورية تتسبب في إزهاق حياة نحو 1.35 مليون إنسان حول العالم سنويا. وتعد الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الرئيسي للوفاة بين الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و29 عامًا، في حين تشير الإحصائيات إلى وفاة 80 إلى 100 شخص يوميا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نتيجة للحوادث المرورية. ولا شك أن هذه الأرقام تمثّل مدعاةً كبيرة للقلق، لذلك فإنه من الأهمية بمكان بذل مزيد من الجهود لحماية عابري الطرق والسائقين أيضًا أثناء تنقلهم وتجوالهم في خضم هذه الظروف.
مشاركة :