«عاصفة الحزم» خيار لا بد منه | صالح بكر الطيار

  • 3/29/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن مبادرة المملكة العربية السعودية إلى إعلان التدخل العسكري في اليمن بالتنسيق مع عشر دول عربية وإسلامية هي اعتداء على دولة جارة، كما يحاول بعض المغرضين الترويج لذلك، وإنما كانت ضرورية ولها أبعادها الإستراتيجية الهامة للأسباب التالية: - إن المملكة العربية السعودية كانت وما زالت من دعاة الأمن والاستقرار في اليمن السعيد، وقامت من أجل ذلك بمبادرات لا تُعد ولا تُحصى، سواء في تاريخ اليمن القديم أو الزمن المعاصر، لأن أمن اليمن من أمن السعودية بسبب التداخل السكاني والجغرافي وعوامل التاريخ على كافة المستويات. - إن رئيس اليمن عبدربه منصور هادي يتمتع بشرعية وطنية ودولية، وخاصة من مجلس الأمن الذي أعلن في عدة قرارات؛ شرعية الرئيس انتخابًا وتمثيلاً شعبيًا ودستوريًا وتشريعيًا. - إن جماعة الحوثي ضربت بعرض الحائط كل المبادرات العربية والدولية، وبيَّنت أنها تعمل وفق أجندة خارجية تم توظيفها بالكامل لمصلحة النظام الإيراني الذي لديه أطماع لا تخفى على أحد لفرض هيمنته وسيطرته على المنطقة العربية بدءًا من سوريا، مرورًا بالعراق والبحرين، وصولاً إلى اليمن. - بيَّنت بعض الوقائع أن بعض الخلايا الحوثية بدأت تتسلل إلى داخل السعودية للقيام بأعمال عدوانية. - تفيد التحاليل المتعددة أن تنظيم "القاعدة" الإرهابي المتمترس في اليمن سيستغل حالة الفلتان الحاصلة في اليمن من أجل التسلل إلى الداخل السعودي لتنفيذ عمليات إرهابية، وأن الحوثيين قد يغضّون الطرف عن ذلك، لا بل قد يقدمون كل التسهيلات اللازمة. - الانتماء العربي لليمن يُحتِّم على هذا البلد البقاء ضمن نطاق المنظومة العربية لا أن يصبح قاعدة متقدمة لبلد غير عربي. - يطل اليمن على باب المندب الذي أوشك أن يصبح تحت سيطرة الحوثيين بشكل ظاهري وتحت سيطرة الإيرانيين بشكل ضمني. وإذا ما أضيفت السيطرة الإيرانية على باب المندب إلى سيطرة إيران على مضيق هرمز، فهذا يعني أن اقتصاد دول الخليج ونفطها ومعابرها الإستراتيجية أمست تحت سيطرة ورحمة طهران، وهذا بالضبط ما تحاول إيران الوصول إليه. كل هذه الأسباب وغيرها استوجبت إطلاق "عاصفة الحزم" التي كان لا بد منها للدفاع عن وحدة اليمن أرضًا ومؤسسات، ولإعادة الأمور إلى نصابها، وليس من الصعب تطوير هذه العاصفة إلى عواصف، لطالما أن الهدف استباق حصول خطر على الأمتين العربية والإسلامية التي تفخر السعودية بالانتماء إليهما، والتي كرّست، ولا زالت تُكرِّس، كل إمكاناتها وطاقاتها من أجل خدمتهما. sbt@altayar.info

مشاركة :