أكد خبراء أسواق مال واقتصاديون أن الأثر السلبي لعاصفة الحزم قد تلاشى وانحصر تمامًا عن سوق الأسهم السعودي والخليجي وأن أي تأثير على أسواق الخليج خلال الأسبوع المقبل سينعكس على سوق الأسهم الأمريكي التي انتهت منخفضة نهاية الأسبوع الماضي مع استمرار انخفاض أسعار البترول لما دون 57 دولارًا، مشيرين إلى أن التطور الإيجابى لسير أحداث الحرب زاد ثقة المستثمرين الخليجيين بقوة في السوق المحلية. ويرى المحلل الفني لأسواق المال أحمد المالكي أن إغلاق مؤشر السوق السعودي عند 8903 نقاط يؤكد تلاشي التأثير السلبي لعاصفة الحزم، حيث ارتد المؤشر بنحو 400 نقطة من القاع المسجل في جلسة تداول يوم الخميس الماضي مشيرًا إلى إن التأثير الإيجابي ارتفاع نتيجة التحالف العربي المشترك بالإضافة إلى الدعم الدولي من أمريكا وباكستان وهذه الأسباب مجتمعة تعطي مؤشرات جيدة باستقرار المنطقة. وأوضح أن مؤشرالسوق بطبيعة الحال يشهد تذبذبًا بين حركة الصعود والهبوط وهو ما يعرف بالحيرة نتيجة انتظار المستثمرين نتائج الربع الأول من عام 2015 ومدى تأثير أسعار البترول المنخفضة على نتائج قطاع البتروكيمكال وأيضًا مدى تأثير قرار فرض الضرائب على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني بالنسبة لقطاع التطوير العقاري وقطاع التشييد والبناء. من ناحية أخرى يترقب سوق الأسهم السعودية فتح الاستثمار المباشر للمستثمرين الأجانب في نهاية النصف الأول من عام 2015 ومدى تأثير حجم تدفق الأموال المستثمرة المستفيدة من هذا القرار في السوق المالية السعودية وهذه الأسباب بعيدة كل البعد عن عاصفة الحزم، حيث يتعامل السوق مع المعطيات المباشرة والمؤثرة في السوق بالنسبة إلى النواحي الفنية لمؤشر السوق السعودي فهي تميل إلى السلبية على المدى المتوسط والبعيد نظرًا لأن المؤشر يتداول أقل من جميع المتوسطات الفنية وعلى المدى القصير فالمتوقع تذبذب المؤشر ما بين 8900 الى 9050 ومن ثم مواصلة الهبوط مع ملاحظة أهمية النقطة 9376 فاختراقها يعني عكس الاتجاه من الهابط. أما دكتور الاقتصاد ووكيل جامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة فيرى أن افتتاح سوق الأسهم السعودي والخليجي سوف يتأثر سالبًا بحدثين مهمين وهما انخفاض نتائج سوق الأسهم الأمريكي والأسواق المالية الأوروبية خلال نهاية الأسبوع وانخفاض أسعار البترول رغم ارتفاعه في بداية الأحداث إلى 60 دولارًا إلى أنه عاد وانخفض الجمعه 57 دولارًا. وأضاف باعجاجة بأن نتائج سوق الأسهم السعودي خلال الأسبوع المقبل ستكون أيضًا انعكاسًا لأحداث الحرب في اليمن بحكم أن كل سوق له خصوصيته الاقتصادية. ويتفق الدكتور فضل أبوعنيين الخبير الاقتصادي على تأثير الأسواق المالية العالمية على سوقنا وأن لسوقنا خصوصية أو حيز من المناورة يتمثل في وجود صناديق حكومية سيادية تعمل على إحداث التوازن في السوق والمحافظة على استقراره في حالة تأثره سلبًا بأي أحداث رغم أن كل الأخبار السياسية القادمة من الحرب إيجابية بدليل عودة السوق في نهاية يوم الخميس إلى نتائجه الإيجابية بعد تحقيقه خسائر مع بداية الأحداث، وهذا يدل على أننا في الأسبوع المقبل سوف نلاحظ عدم تأثير أحداث الحرب على سوق الأسهم السعودي لأن معظم المستثمرين سوف تزداد تقثهم بسوقنا ولكن التأثير سوف يأتي من الأسواق المالية العالمية. أما الدكتور صديق البلوشي خبير الأسواق المالية فيرى أن حساسية الأسواق المالية تجاه الأوضاع السياسية والاقتصادية عمومًا وضغظ الأخبار السياسية على السوق بشكل كبير وتزامن ذلك مع الأسعار النفظ المتدنية هو ما يؤثر بشكل عام على حركة سوق الأسهم في الأيام المقبلة وكذلك دخول موسم إعلان النتائج للربع الأول للسنة المالية 2015 والتي تشير إلى تراجع أرباح شركات البتروكيمات بسبب تراجع أسعار النفط ومنتجاته البترولية. لهذا أتوقع أن يستمر الوضع السلبي في المدى القصير وفي حالة تغير الظروف الأساسية أتوقع تغيير الوضع الحالي ولا أتوقع تأثر أسواق الأسهم والبورصات الخليجية بعملية (عاصفة الحزم) بفعل الأوضاع الجيو ساسية الأخيرة الجيدة وأن الارتداد الذي حصل للسوق في البداية بسبب مفاجآت بداية الحرب للجميع وعدم توقعهم حصول الحرب. ودعا البلوشى المستثمرين في أسواق المملكة والخليج للتريث في اتخاذ أي قرار ولا بد في هذه الحالة العودة للحالة الأساسية وتحليل الأسهم بتركيز أكثر على الحالة الاقتصادية والسياسية وليس الحالة التقنية أو الفنية لمؤشر الأسهم السعودي أو الخليجي. المزيد من الصور :