حذرت تقارير اقتصادية أميركية من تداعيات سلبية خطيرة لتضييق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركة هواوي. وقالت إنها قد تلحق أضرارا كبيرة بشركات التكنولوجيا الأميركية. وقالت وكالة بلومبيرغ للأخبار الاقتصادية إن مساعي الولايات المتحدة قد ترتد عليها لأن شركات التكنولوجيا الأميركية تشارك بشكل لا يمكن فصله في سلسلة توريد التكنولوجيا العالمية. وذكرت أن المخاوف بشأن التدابير العقابية التي تتبعها واشنطن والانتقام المحتمل من جانب الصين، أحدثا هزات عنيفة في الأسواق طوال الأسبوع الماضي، ووجها صفعة شديدة لمصنعي الرقائق الإلكترونية الأميركية وشركة أبل. وأشارت إلى أن هواوي تعتبر من أكبر مزودي شبكات الاتصالات في العالم وتعتبر رائدة في توفير البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، وأن القيود عليها يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ توسيع شبكات الجيل الخامس في الولايات المتحدة وتلحق أضرارا بشركات أميركية مهمة. ونسبت بلومبيرغ إلى سفير الصين لدى الولايات المتحدة كوي تيانكاي قوله إن بكين متمسكة بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن من خلال المحادثات، لكنها مستعدة في الوقت نفسه للرد بإجراءات مضادة على أي تحركات أحادية من جانب الولايات المتحدة. ووصف قرار إدارة الرئيس الأميركي فرض حظر على تعاملات الشركات الأميركية مع هواوي بأنه استخدام “غير معتاد” لقوة الدولة ضد شركة.وقال كوي في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ إن الصين تريد مواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري يتم إقراره خلال اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ الشهر المقبل، مضيفا أنه لا تجري حاليا أي مناقشات رسمية بشأن لقاء الزعيمين. وأضاف السفير أن على الصين والولايات المتحدة التعاون لأن “التجارة تعني المصالح المتبادلة والحرب تعني التدمير المتبادل، فكيف يمكن وضع هذين المفهومين المتعارضين في جملة واحدة؟”. يذكر أن المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن تجمدت خلال الشهر الحالي، في وقت يتهم فيه ترامب الصين، بالتراجع عن اتفاق على وشك الاكتمال. ورد ترامب على فشل المفاوضات بزيادة الرسوم المفروضة على 200 مليار دولار من السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة من 10 إلى 25 بالمئة، وردت الصين بزيادة رسوم مفروضة على 60 مليار دولار من السلع التي تستوردها من الولايات المتحدة. ويبدو أن بكين تستعد للمواجهة، حيث بدأت تلهب السلطات المشاعر الوطنية بأفلام عن الحرب الكورية وأغنية انتشرت بشكل واسع عن النزاع التجاري ومقالات تندد بواشنطن. وجاء في تعليق نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية الجمعة أن الصين أصبح ليها “فهم أعمق لتقلبات” الولايات المتحدة وأنها تستعد للقتال بروح “المسيرة الطويلة” الأمر الذي يرجح تصعيدا على حافة الهاوية بين أكبر اقتصادين في العالم. ويقول محللون إن البلدين يملكان ترسانة تجارية هائلة وإن استخدامها على نطاق أوسع يمكن أن يدمر الاقتصاد العالمي. في هذه الأثناء توقع محللون أن تشهد مبيعات هواوي من الهواتف الذكية انخفاضا بنسبة تصل إلى الربع خلال العام الحالي، وقد تواجه احتمال اختفاء هواتفها من بعض الأسواق الدولية. ورجحت شركتا الأبحاث فوبون ريسيرتش وستراتيجي أنالتكس أن تتراجع مبيعات هواتف هواوي، التي تحتل المركز الثاني في سوق الهواتف خلف سامسونغ، بنسب تتراجع بين 4 إلى 24 بالمئة هذا العام إذا استمر الحظر. وقال العديد من الخبراء إنهم يتوقعون أن يحدث التراجع خلال الأشهر الستة المقبلة. وقالت ليندا سوي مديرة استراتيجيات الهواتف الذكية في ستراتيجي أنالتكس إن هواتف هواوي الذكية قد تختفي من أسواق أوروبا الغربية خلال العام المقبل إذا فقد إمكانية الوصول إلى برامج غوغل. وتوقعت أن تنخفض شحنات هواتف هواوي بنسبة 23 بالمئة أخرى في العام المقبل، ولكنها تعتقد أن الشركة يمكنها الاستمرار والنجاة بفضل الحجم الهائل للسوق الصيني. أما شركة فوبون ريسيرتش فرجحت أن تتراجع مبيعات هواوي هذا العام إلى 200 مليون في أسوأ الحالات مقارنة بنحو 258 مليونا في توقعاتها السابقة. وتستأثر هواوي حاليا بنحو 30 بالمئة من سوق الهواتف الذكية في العالم بحسب شركة أبحاث السوق آي.دي.سي وقد شحنت العام الماضي 208 ملايين هاتف، أكثر من نصفها خارج الصين.
مشاركة :