احتفلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى عيد القديس الأنبا باخوم المعروف بأبى الشركة الرهبانية (292 – 326) والأنبا باخوم من قديسى الكنيسة القبطية الذى يذكر اسمه فى مجمع القديسين بالقداس الباسيلى كمؤسس للحياة الجماعية فى الرهبنة القبطية كذلك انتشرت القوانين الباخومية فى إثيوبيا ثم انتقلت إلى فلسطين وسوريا.كما استمد مؤسسو الرهبانيات الغربية فى انظمتهم الرهبانية العديد من القوانين التى وضعها الانبا باخوم أبى الشركة.عن حياة القديس الأنبا باخوم ودعوته الفريدة فى الكنيسة القبطية نطالع ما جاء فى دراسة تاريخية بعنوان "نشأة كنيسة الإسكندرية ودورها وازدهارها " للمتنيح القمص إسكندر وديع جاء فيها: "أدرك باخوم مساوئ الحياة الانفرادية من ملل وغرور وخطر التطرف فى التقشفات وعدم ممارسة فضيلة المحبة، فجمع تلاميذه فى حياة جماعية وهكذا ظهرت للمرة الأولى حياة الشركة الرهبانية. وقد أقام لرهبانه ديرًا يجمعهم سويًا، ووضع لهم قانونًا بإرشاد سماوى كتب باللغتين القبطية واليونانية ثم ترجم إلى اللاتينية".وتضيف دراسة القمص إسكندر وديع: كان هذا القانون يحدد واجبات كل منهم وواجبهم نحو الرئيس وينظم لهم حياتهم من جهة الأكل والشرب والملبس والصلاة وقراءة الكتاب المقدس، وكان للشغل اليدوى نصيب وافر، فكان منهم الحدادون والنجارون والخبازون ومنهم من يقوم بالفلاحة ومنهم بالحياكة. وكانت قوانين باخوم متسمة بالاعتدال مراعية حالة كل فرد. وقد لقى هذا النظام نجاحًا كبيرًا واسهم فى زيادة عدد الرهبان، فأسس باخوم فى حياته تسعة أديرة للرجال واثنين للنساء، لكل دير رئيس ومدبر وكان الأنبا باخوم يستعين بتلميذيه الشهيرين "ثاودورس" و"هرسيسون" فخلفاه فى الرئاسة. كذلك سلك على منواله الأنبا "شنودة الاتريبى" الذى قام بتأسيس الدير الأبيض وكان راهبًا مثقفًا يعرف اللغة اليونانية وفلسفتها كما عرف بتمسكه باللغة القبطية. وكان للحياة الجماعية فى الرهبنة القبطية دور كبير فى زياة عدد الرهبان حتى وصل عددهم عند الفتح العربى إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف راهب. وحول انتشار القوانين الباخومية إلى العالم تقول الدراسة التاريخية: انتشرت القوانين الباخومية فى اثيوبيا حيث نجد ترجمة حبشية لقوانين الأنبا باخوم، ثم انتقلت إلى فلسطين وسوريا مع "هيلاريوس" وإلى الغرب مع "هيرونيموس" و"يوحنا كاسيان"، واستمد مؤسسو الرهبانيات الغربية فى انظمتهم الرهبانية من قوانين الأنبا باخوم أبى الشركة.