أكد والد الطفل شفيع الله نيازي لـ "الإمارات اليوم" أن ابنه خزيمة البالغ من العمر 10 أعوام، والذي توفي نتيجة استنشاقة لمادة سامة استخدمت لمكافحة الحشرات في شقة مجاورة لمسكنه، لديه أخت توأم اسمها كومال، ويذهبون للمدرسة سوياً كل يوم، مشيراً إلى أن اخته ما زالت لا تعلم بأن أخوها متوفي، مطالباً بتسريع إجراءات تسليم الجثة حتى يتسنى له دفنه، وإعلام ابنته التي تفتقده وتسأل عنه كثيراً. وتابع بأن بداية الواقعة كانت يوم الخميس الماضي صباحاً عندما كان الطفل متجهاً إلى المدرسة وأحس بالأعراض، ما دعا الأم إلى تعطيل طفلها عن المدرسة، وارتفعت حرارته ظهراً فأعطته خافضاً للحرارة، وخلال فترة الظهيرة بدأ يعاني من أعراض أخرى وهي الدوخة والحرارة وصعوبة بالتنفس وغيرها، وبعدها اتصلت زوجته بأخيها، الذي بدوره أخذهم إلى مستشفى خاص بالشارقة وتم عمل لهم فحوصات مخبرية كاملة، ورجعوا إلى المنزل. وبين بأنهم بعد رجوعهم للمنزل أحست الأم والبنت التوأم بنفس الأعراض، ما اضطر قريبهم إلى أخذهم إلى المستشفى مرة أخرى، وعند رجوعهم كان الطفل المتوفي نائماً، وصباح الجمعة كان الطفل بحالة صحية صعبة وأصابته حالة إغماء ووقع على الأرض، وتم التواصل مع الإسعاف الوطني وإخبارهم عن الحالات والأعراض التي يعانون منها، الذي بدوره بعث أربع سيارات إسعاف وتم إسعافهم جميعاً إلى مستشفى القاسمي. وأفاد بأن بان ابنه عند وصوله إلى المستشفى أخبروه الأطباء بأنه متوفي منذ ساعة والبنت تم نقلها للعناية الحثيثة، مشيراً إلى أنه تم معالجته هو وزوجته في نفس اليوم، وتم إخراجهم من المستشفى. وبين شفيع الله بأن ابنته خرجت من العناية المركزة صباح اليوم، وستبقى في المستشفى تحت المراقبة، مشيراً إلى أنها وصلت وحالتها الصحية حرجة، وأدخلت إلى العناية المركزة، لافتا إلى أن الأطباء أخبروه بأن ابنته عانت من مشاكل في القلب والأعضاء الحيوية وصعوبة في التنفس، وربما تغادر المستشفى خلال الأربع أيام المقبلة. وبدوره أكد خال الأطفال فصيح الدين لـ "الإمارات اليوم" أنه لم يكن أحد يعرف بأن المشكلة تتعلق بالمبيدات الحشرية لغاية ما انتبه أحد أفراد شرطة الشارقة لكبسولة بارزة من تحت باب الجيران في المسكن الذي تسبب في وفاة الطفل، وشك بأن هذه قد تكون من المبيدات الحشرية، وعليه تم جلب إذن من النيابة وفتح باب الشقة، وتبين بأن هناك أعداد كبيرة من كبسولات المبيدات الحشرية، لافتاً إلى أن الشقة التي وجدت بداخلها كبسولات المبيدات الحشرية الممنوعة يعيش فيها عائلة من الجنسية العربية تتكون من زوج وزوجته وبنات أثنتين. وتفصيلاً، تلقت غرفة العمليات المركزية بشرطة الشارقة بلاغاً من مستشفى القاسمى بالشارقة يوم الجمعة الماضي الموافق 24 مايو الجاري، في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً يفيد بوفاة طفل من الجنسية الآسيوية يبلغ من العمر "10" أعوام نتيجة استنشاقة لمادة سامة تستخدم لمكافحة الحشرات، بينما أصيبت شقيقته التوأم وأمه ووالده بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم لنفس المادة السامة، وذلك بمنزلهم بإحدى المناطق بالإمارة. وقال مدير فرع التحقيق بمركز شرطة البحيرة الشامل، المقدم سعيد الشامسي عند ورود البلاغ إنتقل على الفور مدير مركز شرطة البحيرة الشامل العقيد أحمد الغروبتي، إلى جانب خبراء المختبر الجنائي، وعدد من المختصين ببلدية الشارقة، وتبين أن الشقة التي تجاور شقة الأسرة المصابة قد استخدمت مبيدات حشرية شديدة الخطورة، مؤكداً استقرار الحالة الصحية لأفراد الأسرة بعد زيارتهم بالمستشفى. ومن جانبه أفاد رئيس المختبر الجنائي بشرطة الشارقة، العميد أحمد حاجي السركال بأن الفحوص المخبرية التي أجريت على بعض العينات التي تم جمعها من المادة المستخدمة، التي عثر عليها داخل الشقة، تبين أنها مادة (فوسفيد الألمنيوم) المحظورة والممنوع استخدامها في المناطق السكنية، والتي ينتج عنها (غاز الفوسفين)، الذي غالباً ما يتسرّب إلى الشقق المجاورة عبر فتحات التهوية، فيتسبب في حالات التسمم القاتلة. وأشار إلى أنه عثر على عدد 32 قرص موزعة بداخل الشقة السكنية المجاورة للشقة التي تقطنها الأسرة، مما تسبب في حالة الوفاة والاصابات الاخرى الناتجة عن استنشاقه. وناشد العميد السركال أفراد المجتمع بالتحوط عند استخدام المبيدات الحشرية بكافة أنواعها والتعامل مع الشركات المرخصة والمعتمدة من الجهات المختصة بالإمارة، حيث يمكن التعرف عليها من خلال موقع البلدية أو الاتصال بالخط الساخن "993" الخاص ببلدية الشارقة، منوهاً أنه عند الانتقال إلى موقع الحادث لوحظ وجود ملصقات صادرة عن البلدية تحذر من استخدام المبيدات الغير مرخصة، والتي تمثل خطر على صحة الأفراد، الا أن العديد من قاطني الشقق لايعيرون لتلك التحذيرات أهمية، ما يتسبب في وقوع الحوادث المشابهة، متمنياً السلامة للجميع. وأهابت القيادة العامة لشرطة الشارقة بأفراد المجتمع أخذ الحيطة والحذر عند استخدام المبيدات الحشرية لمدى خطورة سوء استخدامها الذي يؤدي إلى حدوث وفيات، داعية إلى ضرورة تحري الشركات المعتمدة والمرخصة من الجهات المختصة بالإمارة لمكافحة الحشرات. طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :