أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين فى كلمته خلال المؤتمر الدولي حول " قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة"، وإعلان "وثيـقة مكة المكرمـة" إن المسلمين ابتلوا بمهددات ومخاطر من داخلهم بسبب الغلو والتطرف والميل عن سبيل الوسطية الذي خطّ سبيل المسلمين طيلة القرون السالفة، ومكّن لهم في الأرض بعد أن وقفت الأمم والشعوب والثقافات على السماحة واللين التي يتسم بها المسلمون أينما حلوا ،و لقد أدخل الحيد عن سبيل الوسطية أوطان المسلمين على اختلافها في أتون الخلاف والاختلاف بل وفتح علينا باب العنف والإرهاب الذي عاث في أمننا واستقرارنا فساداً، بعد أن كانت أوطاننا مأوى للآمنين وملجأً للخائفين، ومضرب مثل للاستقرار والأمن والأمان.وبين الدكتور العثيمين أن انحراف فكر بعض الجماعات في العالم الإسلامي عن منهج الوسطية والاعتدال اللذين رسخهما القرآن الكريم وأحكمتهما السنة النبوية يقف وراء حالة الفوضى والعنف التي تعصف بالعديد من البلدان والأوطان الإسلامية، ولا سبيل للعودة إلى الأمن والاستقرار إلا بإعادة ترسيخ قيم الوسطية وتنحية كل قيم الانحياز والتحيز والتشدد على مستوى الخطاب الديني وعلى مستوى الممارسة الدينية والاجتماعية.ونوه بالجهود الصادقة للمملكة في تعزيز مبدأ الوسطية وتنقية الإسلام من الأفكار المتطرفة الزائغة عنها ، مضيفا " أن المملكة اتخذت خطوات جريئة وسنت سياسات حازمة وسحبت البساط عن مدعي التدين وعرّت حجج التشدد ونزعت الغطاء الشرعي الذي أوهم به المتشددون العوام وأصبحت التجربة السعودية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال محل تقدير دول العالم الإسلامي تستفيد منها وتستنجد بها، لتؤكد بلاد الحرمين الشريفين أنها المرجع الموثوق في كل ما يتعلق بالإسلام، ويلتف حولها علماء الأمة الإسلامية من أمثالكم لتكونوا المرجع في تجديد الخطاب الديني، ومحاربة التطرف ونشر الاعتدال والوسطية، وهي المقاصد الأسمى لاجتماع الأمة وتعزيز السلم والأمن في العالم ".وأشار إلى إن منظمة التعاون الإسلامي تحمل على عاتقها مسؤولية توحيد جهود الدول الإسلامية في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وتعد المنظمة أن دعم رسالة الوسطية والاعتدال عامل مهم لإنجاح هذه الجهود، فالمنظمة على قناعة تامة بأنه لا استقرار في السياسة والاقتصاد والاجتماع في أي دولة في ظل وجود فكر متشدد متطرف لا يؤمن بالدولة ولا يحترم الدساتير، ولا يعتبر بالقوانين ولا يراعي حرمة النفس وقداسة أمن المجتمعات لذا تعمل المنظمة وبحرص عبر أجهزتها المتخصصة والمتفرعة على ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في ربوع العالم الإسلامي كافة خدمة منها للدين الإسلامي الحنيف وحرصاً منها على إنجاح برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وقد أسست المنظمة في هذا السياق العديد من الأجهزة التي تعمل على خدمة خطاب الاعتدال كمجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي يعمل على توحيد الفتوى في العالم الإسلامي ومحاربة التشدد في الفتوى ويعمل على المواءمة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، ويعمل على نزع الشرعية عن الجهات المشبوهة التي تتلاعب بالفتاوى لتبرر العنف والتطرف.كما أسست المنظمة في أكتوبر 2016 مركز صوت الحكمة للتصدي للخطاب المتشدد والعنيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أطلق المركز عشرة حسابات على مختلف منصات التواصل تعمل باللغات الثلاثة العربية والفرنسية والإنجليزية، وهو ينخرط بشكل يومي ومباشر في التصدي للفتاوى المتشددة والمتطرفة، ويحاول إعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تبثها الجماعات المتطرفة التي حادت عن سبيل الوسطية والاعتدال.
مشاركة :