تمتاز منطقة جازان بموقع جغرافي مهم جعلها إحدى المحطات المعروفة على مستوى العالم المسجلة لهبوط الكثير من أنواع الطيور المهاجرة ، حيث أسهم تنوع تضاريس المنطقة وتنوع طبيعتها واعتدال مناخها السنوي في هجرة الكثير من الطيور بأشكالها وأحجامها المختلفة.وتشهد سهول جازان وسواحلها هبوط أسراب كثيرة من أنواع الطيور النادرة التي وجدت في المناطق الزراعية والجزر موطنًا مؤقتًا لها ، إلى جانب وادي الدحن والغابات الشرقية ووادي لجب وجبال بني مالك التي تعدّ بيئة طبيعية لاستيطان وهجرة الطيور وبناء أعشاشها وتكاثرها، حيث تتميز بغزارة أشجارها وارتفاعاتها الشاهقة ، فيما ساعد جريان الأودية في تشبعها ونموها.وتُعد سواحل منطقة جازان كذلك محطة مهمة لكثير من أنواع الطيور المهاجرة وخاصة في فصل الشتاء ما بين شهر نوفمبر وفبراير حيث يمكن مشاهدة الكثير من أسراب الطيور التي اعتاد أهالي المنطقة على مراقبتها سنويا ، إلى جانب تواجد طيور أخرى في مواقع كثيرة مثل بحيرة سد وادي جازان وبحيرة سد وادي بيش.وأسهمت وفرة البيئات الطبيعية المتنوعة في منطقة جازان في احتضان المنطقة لكثير من أنواع الطيور المقيمة والمتوطنة والمهاجرة والعابرة والزائرة صيفًا ، حيث يُعد النورس ذو العينين البيضاوين من أنواع الطيور المقيمة والمتزاوجة والمتواجد طوال العام ، إلى جانب الشادي والعصفور الذهبي من أنواع الطيور المتوطنة في المنطقة ، وكذلك أنواع أخرى من الطيور الزائرة صيفًا وهي التي تصل للمنطقة في فصل الصيف وتبقى ليكتمل التزاوج ثم تغادر في فصل الخريف ومنها صياد السمك رمادي الرأس.ووفقا للمشرف على مركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة جازان الدكتور زراق بن عيسى الفيفي فإن أكثر من مليون ونصف نوع من الطيور الحوامة المهاجرة تعبر مسار البحر الأحمر الذي يعتبر من أضخم مسارات الهجرة في العالم حيث يربط بين مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية في إفريقيا للطيور المهاجرة.وكشف الدكتور الفيفي عن رصد نحو 70 نوعاً من الطيور في جازان، إضافة إلى 50 نوعاً في عسير ، لافتًا إلى أن عمليات الرصد لاتزال مستمرة لمعرفة المزيد من أنواع الطيور.
مشاركة :