تكرّس الألمانية فريديريكه إيرينا بروينينغ حياتها للعناية بالأبقار المريضة والمتروكة في الهند. وسمحت لها الحكومة القومية الهندوسية بالبقاء في البلاد حيث تعتني بحوالي 1800 من هذه الحيوانات. وقالت بروينينغ لوكالة فرانس برس من خارج مدينة ماثورا في شمال الهند حيث ترعى الحيوانات "لدينا حاليا حوالي 1800 بقرة. تجلب إلينا يوميا ما بين خمس أبقار وخمس عشرة". وكانت بروينينغ (61 عاما) قد توعدت الأسبوع الماضي بإرجاع أعلى جائزة مدنية تُمنح للأشخاص الذين يعتنون بالأبقار في الهند، وهي جائزة بادما شري، بعد رفض طلبها تمديد صلاحية تأشيرة الدخول الممنوحة لها إلى هذا البلد. ودفع هذا الأمر بوزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج إلى الإعلان عبر "تويتر" عن أنها "طلبت تقريرا" عن هذه الحالة، فيما أعلنت بروينينغ، الاثنين، أنها حصلت على تأشيرة دخول جديدة تتيح لها البقاء في الهند. وأتت بروينينغ إلى الهند قبل حوالي ربع قرن وهي تقول إنها أنفقت مذاك حوالي 225 ألف دولار من أموالها الخاصة على مر السنوات لبناء ملجأ للأبقار يكلّف العمل به حوالي 45 ألف دولار شهريا. والكثير من الأبقار التي تصل إلى الملجأ تكون فاقدة للبصر أو تعاني إصابات جراء حوادث مرورية، فيما تظهر أخرى مشكلات صحية متصلة بتناول النفايات البلاستيكية المنتشرة بكميات كبيرة في الهند. وحوالي نصف الأبقار التي تدخل الموقع يكون مصيرها النفوق. ومنذ وصوله إلى سدة الحكم في 2014، شكلت حماية الأبقار التي يقدّسها هندوس كثر، أحد العناوين البارزة في سياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي أعيد انتخابه أخيرا. وقد شددت البلاد قوانينها لحماية الأبقار من الذبح، كما سجلت ازديادا في الاعتداءات على مسلمين وأفراد من طبقة الداليت (ما كان يسمى طبقة المنبوذين) للاشتباه بأنهم ضالعون في الاتجار بلحوم البقر.
مشاركة :