ما الضير فيما لو قلنا للمرأة أنتِ وللرجل أنتَ؟

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خاطب رب العزة تعالى الأنثى والذكر بقوله جل وعلا «إنا خلقناكم من ذكر وأنثى».وقامت اللغة العربية على التفريق بين الجنسين بإضافة «كسرة تحت تاء»، التأنيث، فإذا أردنا أن نخاطب الأنثى قلنا أنتِ، وإذا خاطبنا الرجل قلنا أنتَ، وهذه التاء تعطي للمرأة كينونتها كأنثى، واللغة العربية في تاريخ العرب وإلى عصرنا الحاضر، قائمة على هذه القاعدة، أينما حلت أو تولت أو تقلدت من مناصب.فالله تعالى مخاطباً سيدتنا مريم بنت عمران والدة سيدنا عيسى عليه السلام، بقوله جل من قائل: «يا مريم أقنتي....»، الآية 42 من سورة آل عمران، ولم يقل سبحانه «أقنتْ»، وهناك أمثلة كثيرة، من القرآن الكريم وفي أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه آله وصحبه وسلم ولسان العرب.وفي توضيح آخر في القرآن الكريم أيضاً، نقول للرجال إذا اجتمعوا على أمر ما أو حركة ما قلنا «قاموا» أكلوا، جاهدوا، وهكذا، وإذا أردنا بالمثل للنساء قلنا «قمن، أكلن، جاهدن، وهكذا»، فالتفريق في إضافة «نون النسوة»، ليس عيباً أو نزولاً أو حطاً لأنوثتها، بل هو تكريم لهن وتشريف، وهذا الخلط بين المؤنث والمذكر، وضع أبناء الجيل الجديد في مأزق.لنتناول مثلاً، حالياً بالنسبة إلى رئيسة مجلس النواب، تقرأ في مواضع من الصحف «رئيسة النواب، رقابة برلمانية لتنفيذ الميزانية بفعالية»، وفي موضع آخر تقرأ «وأجابت رئيس المجلس بأن الميزانية تناقش على وجه الاستعجال، وتأخيرها يؤخر العديد من المشاريع»، وفي كلا الحالتين هي رئيسة، فلماذا في الفقرة الأولى التي أوردتها «رئيسة مجلس النواب، وفي الفقرة الثانية رئيس مجلس؟».هذه إشكالية، وأوقعت هذه الإشكالية الكثير من الكتاب الجدد أو الجيل الجديد في حيص بيص، فيلجأ أحدهم إلى والده، أو رئيسه إذا يعمل في صحيفة، ويسأل أأكتبها رئيس أو رئيسة ليستقيم كلامي؟وأنا أيضاً أسأل، وغيري يسأل، وحتى لا نقع في الخطأ ونختار الصواب بعد السؤال البعض يفسرها بأنه مجلس وله رئيس، فيرد عليه المستفسر، وإذا صارت امرأة، ما المانع أن أقول رئيسة؟نقاش كثير يدور حول التسمية في حال إذا شغلت امرأة هذا الكرسي العالي الشرف والمنصب.هل يكون أصحاب الرأي الأول على صواب، أم يكون أصحاب الرأي الثاني على صواب؟ ولحل هذه الإشكالية، والمحافظة على لغتنا الجميلة من النشاز، فليتدخل أصحاب وعمالقة اللغة العربية، وفي البحرين عدد كثير منهم، وتستعين بهم كل الصحف والتقارير الحكومية وغير الحكومية لتصحيح الخطأ النحوي واللغوي فيما يرسل المراسلون والكتاب إلى الصحف لنشره، سواء كان مقالة أو رأياً أو تصريحاً أو مقطوعة أدبية، نثراً أو شعراً أو تقريراً صحفياً أو مقابلة مع مسؤول كبير ونقل تصريح لذلك المسؤول إلى القراء دون شائبة نحوية أو لغوية، أفيدونا، أفادكم الله، إننا نريد للغتنا العربية الجميلة البقاء على نقائها وأصولها كما أتتنا من كابر عن كابر، ونزل بها القرآن الكريم، وحافظ عليها النحويون من أمثال الإمام سيدنا علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وسيبويه الذي وضع قواعدها وحفظها من اللحن، والخليل بن أحمد في القوافي وبحور الشعر «علم العروض»، والله الموفق.* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي

مشاركة :