قال خبراء مصرفيون إن البنوك الإسلامية في الإمارات ستواجه منافسة أكبر مع البنوك التقليدية، بسبب عمليات الاندماج التي تشكل كيانات مصرفية تقليدية كبيرة في السوق المحلية. وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» أن الحصة السوقية للبنوك الإسلامية قد تتأثر، إلا أن جاذبيتها للودائع لن تفقد بريقها ولن تتراجع. وحددوا ثلاثة عوامل يجب على البنوك الإسلامية تحقيقها لمواجهة المنافسة، وهي: تطوير منتجاتها، والقيام بحملات ترويجية للتعريف بالصيرفة الإسلامية، ودمج البنوك الإسلامية. مصارف قوية وتفصيلاً، قال الخبير المالي، وضاح الطه، إن الإحصاءات تشير إلى أن هناك نمواً في التعاملات الإسلامية بشكل عام، ولم تتأثر حتى الآن بعمليات الاندماج والاستحواذ في القطاع، كما أن الحصة السوقية تتزايد على نحو مستمر. وأضاف الطه أن «معظم الكيانات المصرفية الكبرى تمتلك نوافذ إسلامية، إن لم تكن لها ذراع للصيرفة الإسلامية منفصلة، وهذا يشير إلى أن هناك توقعاً لدى القطاع المصرفي عامة باستمرار نمو هذه المعاملات وأهميتها». وأكد أن «البنوك الإسلامية الكبرى تلبي متطلبات العملاء الكبار، على عكس النوافذ الإسلامية في البنوك التقليدية، وهنا تظهر الحاجة إلى أهمية وجود مصارف إسلامية قوية في أسوق، في ظل عمليات الاندماج الذي يشهده السوق». وذكر الطه أن الأوضاع الدولية والعالمية، والمتطلبات المتعلقة بالسيولة وكفاءة رأس المال وغيرها، أصبحت أكثر تشدداً، بحيث يصعب أن تلبيها بنوك صغيرة. وأشار إلى أن المصارف الإسلامية في الإمارات تسير حالياً على الطريق الصحيح، لكنها تحتاج إلى تطوير وتنويع منتجاتها على نحو أكثر لكي تواجه المنافسة المحتملة. تحسين المنتجات من جهتها، قالت الخبيرة المصرفية، عواطف الهرمودي، إن الكيانات الكبيرة الموجودة في السوق ستزيد من المنافسة بين البنوك التقليدية والإسلامية. وأكدت في الوقت ذاته أن البنوك الإسلامية في بعض الحالات تستفيد من حالات الاندماج، كما هو الحال مع مصرف الإمارات الإسلامي، الذي يملكه بنك الإمارات دبي الوطني، وكما هو الحال أيضاً في مصرف الهلال الذي يعد الذراع الإسلامية للكيان المصرفي الجديد، وهو مجموعة بنك أبوظبي التجاري. وأفادت بأن إيجاد كيانات مصرفية كبيرة في السوق قد يؤثر في الحصة السوقية للبنوك الإسلامية، إلا أن الطلب على منتجاتها والودائع لن يقل، خصوصاً أن الطلب عليها في تزايد مستمر من قبل المسلمين وغير المسلمين. وأكدت أن البنوك الإسلامية يجب أن تقوم حالياً بتحسين منتجاتها وخدماتها لكي تستطيع المنافسة الجديدة ومواكبة المتغيرات في السوق، كما يجب عليها أن تحسن منتجاتها وخدماتها. وترى الهرمودي أن على المصارف الإسلامية أن تقوم بعمل حملة ترويجية لكي تزيد وعي الجمهور بالمنتجات وبالخدمات، وتوضيح الاختلاف بين المصارف الإسلامية والتقليدية، بجانب تحسين الخدمات والتوسع في استخدام التكنولوجيا المالية. وأوضحت الهرمودي أيضاً أن هناك حاجة إلى اندماج البنوك الإسلامية محلياً، حتى تكون قادرة على المنافسة والحفاظ على حصتها السوقية. كيانات إسلامية بدوره، اعتبر الخبير المصرفي أمجد نصر، أن الحاجة أصبحت ملحة الآن لعمليات دمج بين البنوك الإسلامية، لتأسيس كيانات إسلامية جديدة، تكون على قدر البنوك التقليدية نفسه، مؤكداً في الوقت ذاته أن حصة البنوك الإسلامية لم تتأثر خلال الفترة التالية لعمليات الدمج بين البنوك، مثلما حدث عند تكوين بنك أبوظبي الأول في عام 2017. وقال إن البنوك الإسلامية لاتزال مسيطرة على حصة تمويل جيدة، خصوصاً الموجهة إلى الأفراد، إلا أنه أوضح أن إيجاد مصارف إسلامية أكبر سيتيح لها التوسع في تمويل المؤسسات، بجانب توسعها خارجياً. ولمواجهة المنافسة، يرى نصر ضرورة أن تقوم المصارف الإسلامية بتنويع منتجاتها، وتبني أحدث تقنيات التكنولوجيا المالية، بجانب المحافظة على جودة الخدمات، كما أوضح أيضاً أن هناك حاجة ملحة إلى الترويج أكثر للبنوك الإسلامية لجذب عملاء جدد. نمو متواصل أظهرت بيانات للمصرف المركزي أن الحصة السوقية للبنوك الإسلامية في تزايد مستمر منذ عام 2014، إذ بلغت حصتها من حجم تمويلات القطاع المصرفي بالدولة نحو 19.44% بنهاية 2104، فيما واصلت نموها إلى أن بلغت 22.23% بنهاية مارس 2019. وأوضحت البيانات أن ودائع البنوك الإسلامية واصلت ارتفاعها من 284.7 مليار درهم بنهاية 2014، إلى 401.9 مليار درهم بنهاية مارس الماضي. طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :