في تطور لافت للانتباه، قدمت مجموعة راسل التي تمثل جامعات النخبة البريطانية قائمة جديدة بالمواد الأكاديمية المؤهلة للالتحاق بالجامعات (المستوى A) تشجع خيارات مواد تعنى بالفنون والدراما والموسيقى، بعد عقود طويلة كانت الرياضيات والبيولوجيا والكيمياء واللغة الإنجليزية هي المواد الأكثر تحكماً في خيارات الطلبة الراغبين في حجز مقاعدهم بجامعات عريقة وشهيرة، مثل كامبريدج وجلاسكو، وليفربول، وكلية لندن للاقتصاد، وغيرها. وتضم مجموعة راسل أكثر من 22 جامعة تعد الأفضل في المملكة المتحدة والتي تتلقى ثلثي المنح المخصصة للأبحاث فيها، كما تعد الممثل الأول الذي يمثل مصالح هذه الجامعات لدى الحكومة والبرلمان والهيئات الأخرى، وتعد قائمتها للمواد المعتمدة للقبول بالجامعات والصادرة في العام 2011 الأكثر انتشاراً بين طلبة المدارس الثانوية البريطانية الذين يدرسون المواد المقررة فيها بناء على رغبتهم في اختيار التخصص الجامعي في المستقبل. وعلى سبيل المثال، تحدد القائمة مواد المستوى الرفيع A للراغبين في الالتحاق بالكليات التطبيقية بين الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وعلوم الحاسوب، وتتجاهل مواد أخرى تهتم بدراسة الأدب والفنون، وهو ما عملت على تغييره في قائمتها الحديثة. ورحب سير نيكولاس سيروتا رئيس مجلس الفنون ببريطانيا، وجيف بارتون الأمين العام لرابطة مديري المدارس والكليات، بتغيير القائمة، وقالا إن التركيز الضيق على تدريس العلوم التطبيقية أدى إلى تراجع الاهتمام بالفنون الإبداعية التي تدعم جزءاً حيوياً مهماً من الاقتصاد البريطاني.وقدمت «راسل» قائمتها الجديدة استجابة لكثير من الانتقادات التي طالت القديمة منها، كان أعنفها التقرير الصادر عن «شركة شكسبير الملكية» المعنية بأبحاث سوق التعليم التي أشارت إلى انخفاض قيمة مواد الفنون في القائمة. وكان روبرت هالفون عضو البرلمان عن حزب المحافظين، ورئيس لجنة اختيار التعليم بمجلس العموم، دعا العام الماضي إلى أهمية أن تكون المواد المؤهلة للالتحاق بالجامعات أكثر انفتاحاً على الفنون، منتقداً فشل جامعات النخبة، وخاصة كامبريدج وأوكسفورد، في قبول أعداد كافية من الطلاب من الأقليات العرقية، والخلفيات الأكثر فقراً. وكتب تيم برادشو الرئيس التنفيذي لمجوعة راسل في مقال نشرته صحيفة «اندبندنت» البريطانية: تأتي القائمة الجديدة بعد استطلاع رأي أجرته المجموعة وشارك فيه 600 تلميذ في الصف العاشر في مدارس بريطانية عدة، تبين منه أن طلاب المدارس الخاصة أكثر طموحاً من نظرائهم في المدارس الأساسية للالتحاق بالجامعة. ويعتمد هؤلاء بشكل أساسي على النصائح الأكاديمية التي يقدمها المعلمون الذين يوجهونهم دوماً نحو اختيار المواد العلمية المؤهلة للالتحاق بالتخصصات الأكاديمية المميزة بدعوى فرصها المتاحة في سوق العمل. ديبورا أنيتس، الرئيس التنفيذي لجمعية الموسيقيين علقت قائلة «كانت قائمة المواد المؤهلة للالتحاق بجامعات النخبة مضرة بالتعليم الموسيقي، لا نكاد نعثر على طالب يختار دراسة الموسيقا في المستوى A، الجميع يفضل المواد العلمية، وأسهم ذلك في انخفاض أعداد معلمي الفنون، كما انخفضت عدد ساعات تدريس تلك المواد خاصة في المدارس ذات التمويل الحكومي».