العراق يدرس خطة تحرك مع دول الجوار لنزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في وقت تنهمك فيه بغداد في وضع خطة تحرك إقليمي - دولي من أجل نزع فتيل التوتر الحالي بين أميركا وإيران، يواصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته إلى العراق. وفي تغريدة له، وصف ظريف مباحثاته واللقاءات التي أجراها مع القادة العراقيين في العاصمة بغداد بـ«البناءة»، مبيناً أنه عقد «اجتماعات بناءة وموضوعية مع الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وقيادة ائتلافين برلمانيين في هذا البلد».وقريباً من بغداد، يحيي ظريف الليالي العشر الأخيرة من رمضان في مدينتي كربلاء والنجف دون أن يتم الإفصاح عما إذا كان أجرى لقاءات مع أي طرف رسمي أو التقى بأي من المراجع أو رجال الدين هناك.وفي حين تتباين الرؤى والمواقف داخل الوسط السياسي العراقي بشأن ما إذا كان العراق يستطيع القيام بدور الوساطة بين أميركا وإيران، فقد أعلنت رئاسة الجمهورية عدم وجود مشروع وساطة عراقي حالياً. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة العراقية، لقمان فيلي، في تصريح إن «العراق بوصفه بلداً محورياً بجغرافيته وواقعه وعلاقته مع محيطه ودول العالم، مؤهل لأن يتحرك على أكثر من جهة ويتواصل مع الأطراف، من أجل حفظ أمنه». وأضاف: «لا يوجد مشروع وساطة عراقية بين الولايات المتحدة وإيران، لكن هناك تواصلاً عراقياً مع كلا الطرفين وباقي دول المنطقة، وتجسد هذا الأمر بزيارة رئيس الجمهورية برهم صالح إلى دول المنطقة وزيارته القريبة إلى كل من تركيا والسعودية، من أجل تقليل التوتر وإعطاء صورة واضحة من أجل الحفاظ على أمن العراق والتواصل مع دول الجوار»، مبيناً أن «التواصل العراقي هو من أجل تبيان تأثير التصعيدات الأخيرة وتداعياتها على العراق ودول المنطقة، والسعي لتقريب وجهات النظر قدر الإمكان».وكانت الرئاسات العراقية الثلاث وضعت الأسبوع الماضي خطة تحرك شاملة إقليمياً ودولياً للتعامل مع الأزمة. وأكدت الخطة التي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أن «مصلحة العراق العليا والمنطقة تقتضي أن يكون ساحة لتوافق المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة، ومن مصلحة العراق العمل مع شركائه في دول المنطقة على إنشاء منظومة إقليمية مبنية على المصلحة الأمنية المشتركة والتكامل الاقتصادي مع جواره الإسلامي وعمقه العربي، ويستند على مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. فالعراق بموقعه الجغرافي والسياسي وبموارده وثرواته يمكن أن يكون جسراً لتواصل والتقاء مصالح دولنا وشعوبنا»، وأنه «من هذا المنطلق سيبادر العراق إلى التواصل مع دول الجوار والأشقاء لإيجاد إطار لحوار دوري حول المشكلات الإقليمية، وتكريس التعاون ما بين دول المنطقة وتخفيف التوتر فيها والحيلولة دون تفاقم المشكلات».وبشأن ما إذا كان العراق مؤهلاً للعب دور الوساطة، يقول عضو البرلمان العراقي عبد الله الخربيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق وسيط مقبول؛ بل هو وسيط مجبول على هذه الوساطة سواء من قبل طهران أو واشنطن»، مبيناً أن «وزيري الخارجية الأميركي مايك بومبيو والإيراني ظريف زارا العراق، وتحدثا بوضوح مع القيادة العراقية بشأن التهدئة وتخفيف حدة التوتر، ونقل الرسائل بين الطرفين، وكل هذه الأمور تدخل في باب الوساطة في الأزمات الدولية». وأوضح الخربيط أن «الطرفين يريدان من العراق القيام بهذا الدور لكي يتجنبا الأزمة التي لا يريدها كلاهما». من جهته، أكد الدكتور عامر حسن فياض، عميد كلية العلوم السياسية بجامعة النهرين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر المهم في الأزمات الدولية هو أنه يتعين على كل طرف أن يعرف حجمه ويتصرف في ضوئه، لأن معرفة الحجوم أساس للتعامل مع الأزمات». وأضاف فياض أن «العراق يقف في المنتصف بين إيران وأميركا، وهو في واقع الأمر ليس طرفاً فاعلاً في الخصومة بين الطرفين، ولكن عليه أن يتجنب أن يكون طرفاً مفعولا به، وبالتالي فإن أفضل طريق هي أن يعلن موقف الوسيط أو المهدئ للأزمة قدر الإمكان، لأن أي صدام ستكون ساحته العراق».وأوضح فياض أن «المشكلة في العراق هي تعدد الولاءات بين الأطراف المختلفة؛ فهناك موالون لإيران، وهناك موالون لأميركا، وهو أمر ينعكس بالضرر على العراق دولة وشعباً». وحول العرض الإيراني بتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الجوار، قال فياض إن «هذا العرض يجب أن يدرس، فهو على الأقل نقطة مفادها بأن إيران مستعدة للتفاهم، وبالتالي فإنهم ما لم يكونوا جادين، فإن لديهم نية في التفاهم يمكن التقاطها والبناء عليها، خصوصا أنهم الآن مضطرون لذلك».

مشاركة :