مي عمر فنانة تحاول الخروج من سجن الفتاة الجميلة

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثار دور “فرح” الذي تلعبه الفنانة المصرية مي عمر في مسلسل “ولد الغلابة”، جدلا واسعا بين الجمهور خلال الأيام الماضية، بعد أن تحولت بطلة العمل (وبطله أحمد السقا) من شخصية هادئة ومسالمة إلى ما يشبه السفاحة التي لا تتورع عن التفكير في قتل من يشكل تهديدا لها، وأفرز ذلك تشكيكا من البعض في منطقية الأحداث. الرد على الانتقادات تقول مي عمر في حوارها مع “العرب” إن “المسلسل يناقش فلسفة حياتية تفرز إقدام الإنسان على التنازل عن مبادئه بحثا عن الحياة، وأن الظروف المحيطة بأي شخص قادرة على تغيير سلوكه، والعمل يبرهن على أن مبادئ الشخص تتغير إذا اضطرته الظروف لذلك، بحيث يقارن بين الحفاظ على نفسه والبحث عن شخص آخر داخله، ودائما يكون الاختيار الثاني بحثا عن حياة أفضل لا يصل إليها في النهاية”. وتضيف أن الرد على منطقية الأحداث من عدمه ليس محله الآن في وقت لم ينته عرض المسلسل، لأن نهايته سوف ترد على تلك الانتقادات، والمهم أن هناك قضية واضحة ناقشها العمل، وقد يكون ذلك سببا في ردود أفعال من انغمسوا مع شخصيات المسلسل. تدور أحداث “ولد الغلابة” حول مدرس التاريخ (عيسى ويقوم بدوره الفنان أحمد السقا) ينحدر من محافظة المنيا بجنوب مصر، ويعاني الفقر ويضطر للعمل في مهنتين بسبب أحواله المادية، وتدفعه الظروف للاتجار في المخدرات ليتمكن من سداد ديونه ومساعدة إخوته، ليجد نفسه مضطرا لارتكاب جرائم بمعاونة فرح، التي قادتها الظروف لمعاداة نفس الأشخاص للانتقام منهم. تؤكد مي عمر لـ“العرب” أن المسلسل يدور في إطار البيئة الصعيدية لكنه يمس الجمهور بكافة فئاته ولم يناقش قضية مرتبطة بالصعيد فقط، وانتقل إلى الجوانب المجتمعية في حياة المواطنين الذين يعانون مشكلات تضطرهم للتورط في ارتكاب جرائم بأنواع مختلفة. وتشير إلى أن شخصية “فرح” تعاني من اضطرابات شديدة وبداخلها العديد من المشاعر المتناقضة نتيجة الصعوبات التي مرت بها، فهي ليست شريرة أو طيبة ولكن الظروف التي تعرضت لها حولتها من فتاة ثرية وجميلة إلى شخصية تجد نفسها أمام فرصة للتخلص ممن دمروا حياتها بعد زواجها من تاجر مخدرات ربط بين زواجها والإفراج عن والدها الثري من السجن، غير أنه رفض تنفيذ وعده ومارس ضدها جميع أساليب العنف. وتوضح في حوارها مع “العرب” أنها ظلت فترة طويلة لا تستوعب شخصية “فرح”، وهو ما انعكس على أدائها للشخصية، وغلب عليه بعض التوتر في البداية، غير أن تجميع خطوطها واستيعابها للمشاعر المتناقضة داخلها أشعرها بالراحة بعد انتهاء تصوير مشاهد العمل الأولى. المسلسل يدور في إطار البيئة الصعيدية لكنه يمس الجمهور بكافة فئاته ولم يناقش قضية مرتبطة بالصعيد فقط وتلفت إلى أن الشخصية التي جسدتها موجودة في الواقع بأشكال مختلفة، فهناك الكثير من الفتيات اللاتي يضحين بحياتهن في سبيل راحة من حولهن، أملا في حل مشكلة قائمة دون النظر إلى عواقبها في المستقبل، ودائما ما تتورط الفتاة في مشكلات لا تسعى إليها وتجد نفسها مضطرة للتعامل مع الوضع القائم المحيط بها. وترى مي عمر أن هدفها الأول الخروج من إطار الفتاة الجميلة التي ينجذب إليها الجمهور، لتظهر قدراتها التمثيلية، ولديها قناعة أنها نجحت في تحقيق هذا الهدف، بعد أن لفتت الأنظار إلى طريقة أدائها للشخصية، ما انعكس على ظهورها في العديد من المشاهد من دون أدوات تجميل، وكان ذلك مقصودا ليتماشى مع سياق الشخصية البسيطة. تعرضت شخصية “فرح” للعديد من مشاهد الضرب خلال المسلسل، وهو ما أكدت عمر على أنه كان أحد الأسباب التي أجهدتها من الناحية النفسية. ولاقت مشاهد الضرب المتكررة أثناء المسلسل انتقادات عدة على مستوى الجهات المهتمة بشؤون المرأة، وعلى رأسها المجلس القومي للمرأة (حكومي)، الذي رأى أنها تحرض على العنف ضد المرأة أو من خلال الجمهور الذي رأى أن المشاهد كانت بحاجة إلى احتراف أكثر. وتوضح عمر لـ“العرب” أنها لم تعتد على تصوير مشاهد الحركة، وأقدمت على تجربة الأمر لأول مرة خلال هذا العمل، وساهم خوفها من الأماكن المغلقة في صعوبة تصوير أحد المشاهد التي اختبأت فيها داخل حقيبة السيارة. وشددت أيضا على أنها تخلت عن الكثير من هواجسها المرتبطة بأداء مشاهد الحركة عبر الاستفادة من خبرات أحمد السقا السابقة في تصوير مشاهد الأكشن، ومن خلال زوجها مخرج المسلسل محمد سامي، الذي عقد معها جلسات تحضير مطولة للتجهيز للعمل وكيفية التعامل مع المشاهد التي تتطلب ردود فعل تمتزج فيها الطيبة بالشر. التجربة الخامسةيعد “ولد الغلابة” التعاون الخامس بين مي عمر والمخرج محمد سامي، وهو ما جعل البعض يوجه إليها انتقادات بحصر نفسها في التعاون مع زوجها فقط، الذي منحها أدوارا تفوق موهبتها، في رأي البعض. وهو ما ردت عليه عمر بالتأكيد على أن التوافق بينها وبين مخرج العمل يجعل الممثل يعيش تفاصيل الشخصية، وهو ما يدفعها لتكرار التعاون معه. وتكشف الممثلة في حوارها مع “العرب” أن محمد سامي شخص قادر على تطوير موهبتها، وأن تقييم الجمهور للأدوار التي قدمتها أصبح يختلف من عمل إلى آخر، قائلة “إنه يشكل عامل ثقة بالنسبة لي، وأشعر من خلال العمل معه بمتعة كبيرة، وفي كل مشهد أخرج سعيدة ومنتصرة، وبالتالي فإن تكرار العمل معه لا يشكل هاجسا”. بدأت مي عمر مشوارها الفني عام 2013 من خلال مشاركتها في مسلسل “حكاية حياة”، غير أن حضورها الأبرز كان بعد ثلاث سنوات من هذا العمل في أثناء مشاركتها في دور البطولة مع الفنان محمد رمضان في مسلسل “الأسطورة”، ولفتت فيه الأنظار إليها، ثم شاركت بعده في مسلسلي “ريح المدام” و“عفاريت عدلي علام” منذ عامين، وغابت عن دراما رمضان العام الماضي، وحضرت بقوة في رمضان الحالي. وقدمت عمر ثمانية أعمال درامية وفيلمين فقط هما “آخر ديك في مصر” و“تصبح على خير”، غير أنها ترى أن اهتمامها بالمسلسلات لا يرجع إلى تفضيل التلفزيون على السينما بقدر ارتباطه بالأعمال الجيدة المقدمة إليها، ومدى تأثيرها في الجمهور من عدمه، وأهمية دورها في هذا العمل، وهي تستعد الآن لبدء تصوير فيلم جديد مع الفنان التونسي ظافر العابدين؛ مشاهده تصور في مدينة دبي، ولم تفصح عن اسم العمل وقصته. وتوضح مي عمر لـ“العرب” أنها تفضل المشاركة في عمل درامي واحد في العام، لرغبتها في استجماع قواها لتقمص الشخصية التي تؤديها، علاوة على أن بعض الأعمال الدرامية تشترط أن يكون أبطال العمل ليسوا مشاركين في أعمال أخرى في نفس الوقت، وهو ما حدث مع “ولد الغلابة”، مثمنة القرار، وأنه كان في محله لصعوبة الشخصيات.

مشاركة :