تحظى الأعمال الكوميدية الإماراتية بمتابعة شغوفة من قبل المشاهد الإماراتي خاصة والخليجي عامة، الأمر الذي جعلها مادة منتظرة على مائدة رمضان، حتى أن بعض هذه الأعمال كتب لها الاستمرار لسنوات عبر أجزاء متتالية وصلت في بعض الأحيان إلى ستة أجزاء، كما هو الحال مع مسلسل “طماشة” لنجم الكوميديا الإماراتي جابر نغموش وغيره من النجوم الذين لا تستغل مواهبهم بالقدر الكافي لقلة المنتج الدرامي الإماراتي. وبين نجوم الكوميديا الإماراتية من لا تقل موهبته وحضوره بأي حال من الأحوال عن نجوم الكوميديا الكبار في الوطن العربي، يحضر الفنان جابر نغموش الفنان الذي يمتلك طاقة أدائية وتمثيلية لافتة تحتاج فقط إلى توظيفها واستغلالها على نحو جيد. جديمك نديمك يطل الفنان جابر نغموش في رمضان الحالي عبر المسلسل الإماراتي “جديمك نديمك”، وهو عمل ينطوي على توليفة خفيفة الظل بين الأعمال الدرامية العربية المليئة بالأحداث والمآسي. والمسلسل من إخراج البحريني مصطفى رشيد الذي قدم مع جابر نغموش من قبل الجزأين الأخيرين من مسلسل “طماشة” ووضع له السيناريو الكاتب الإماراتي جمال صقر، ويشارك في العمل إلى جانب الفنان جابر نغموش كل من سعاد علي، وعلي الغرير، وجمعة علي، وموسى البقيشي، إضافة إلى عدد من نجوم ونجمات الإمارات. و“جديمك نديمك” هو مسلسل اجتماعي معاصر، لكنه يحتفي بالعادات والتقاليد العربية والإماراتية القديمة، ويعتمد على كوميديا الموقف، إذ لا ينغمس في الإضحاك اعتمادا على النكتة أو الجمل المعتادة والمكررة، كما نجح في استغلال خفة الظل التي يتمتع بها المشاركون فيه. وترتكز الفكاهة في هذا المسلسل على محاولة أبطاله المواءمة بين القديم والجديد، إذ يجد أبطال العمل صعوبة في التأقلم مع المستحدثات التكنولوجية والاجتماعية الجديدة التي تتعارض مع طبيعة شخصياتهم العفوية، ما يؤدي إلى العديد من المفارقات الطريفة. نجد مثلا شخصية مريم التي تؤدي دورها الفنانة سعاد علي، وهي شخصية تحب مساعدة الآخرين وتشاركهم مشاكلهم ما يسبب لها الكثير من الأزمات، وهي أزمات تجد طريقها إلى الحل في كل مرة بطريقة كوميدية ساخرة. هذه التركيبة التي تتمتع بها مريم جعلتها واحدة من نجمات وسائل التواصل الاجتماعي، ويصل صدى مواقفها الطريفة إلى الصحافة والإعلام حتى أطلقوا عليها لقب “العمة مريم”. هكذا يستمر المسلسل في حلقاته المنفصلة المتصلة، ففي كل يوم حكاية أو موقف طريف يقع فيه أبطال العمل ويتم حل الإشكال بطرق مختلفة، ويشارك العمة مريم تلك المواقف اليومية كل من ياقوت (جابر نغموش) وابنها طارق (علي الغرير) اللذين يتحولان بدورهما -كما العمة مريم- إلى نجمين على منصات وسائل التواصل الاجتماعي من دون أن يدركا ذلك.عمل كوميدي آخر من إنتاج تلفزيون أبوظبي يعرض حاليا على قناة سما دبي، هو مسلسل “الطواش”، وهو عمل اجتماعي يدور في قالب كوميدي ويعود بنا إلى أربعينات القرن الماضي، ويتمحور موضوعه حول تاجر اللؤلؤ “شاهين الطواش” الذي يؤدي دوره الفنان الإماراتي أحمد الجسمي. وفي هذا المسلسل تصاب تجارة اللؤلؤ التي يمتهنها الطواش بالكساد بسبب ظهور اللؤلؤ الصناعي القادم من آسيا وانتشار استخدامه في دول الخليج بدلا من اللؤلؤ الطبيعي، ولأن شاهين الطواش من الشخصيات المرموقة في القرية أو الحي الذي يعيش فيه يحاول بكل ما أوتي من حيل أن يحافظ على هذه المكانة المميزة التي يحظى بها بين أبناء الحي، هذه المكانة التي تكاد تتعرض للاهتزاز نتيجة لبوار تجارته. تتطور الأمور حين تهبط على القرية إحدى الفرق الموسيقية المتجولة، فتحدث المواقف الكوميدية الطريفة بين الطواش وأفراد الفرقة من ناحية وبين أبناء الحي من ناحية أخرى، خاصة حين يعثر أفراد الفرقة على كنز كبير مدفون تحت أرض القرية. أحداث المسلسل خفيفة ومتسارعة وقد استطاع أبطال العمل الحفاظ على أكبر قدر من التلقائية والعفوية خلال المفارقات والمواقف الطريفة التي يزخر بها المسلسل. الطواش مسلسل “الطواش” من إخراج السوري عارف الطويل الذي يشارك للمرة الأولى في الدراما الخليجية، ومن تأليف الإماراتي جمال سالم، وتشارك في بطولة العمل إلى جانب الفنان أحمد الجسمي مجموعة متنوعة من النجوم والنجمات بينهم رزيقة طارش، وجمعة علي، ومروان عبدالله، وعلي التميمي، وسعيد سالم وأحمد مال الله. و“الطواش “هو نموذج للأعمال الدرامية المستوحاة من التراث الإماراتي والتي لا يخلو منها السباق الرمضاني كل عام، وهي أعمال تحظى بقبول حسن لدى المشاهد الإماراتي والخليجي على حد السواء. ومن بين الشخصيات اللافتة في مسلسل “الطواش” شخصية المجنون الذي ينطق بالحكمة، والتي يؤديها الفنان بلال عبدالله، وهو أحد الفنانين الإماراتيين المخضرمين، وله عدد من الأعمال المتميزة في مجال الكوميديا وغيرها، نذكر منها مسلسل “كارت أحمر” و“الماجدي بن ظاهر” الذي عرض العام الماضي. يذكر أيضا أن الفنان بلال عبدالله يشارك حاليا ولأول مرة في فيلم سينمائي مصري تحت الإعداد، وهو فيلم “دكتور بسبس”، كما عرف جماهيريا بتقديمه لبرنامج الكاميرا الخفية لعدة سنوات. حنين إلى الماضيإلى جانب المسلسلين سالفي الذكر تحضر الدراما الإماراتية من خلال مسلسل “ص ب 1003”، وهو عن رواية بالعنوان ذاته للكاتب الإماراتي سلطان العميمي. وتعد الرواية أول الأعمال الأدبية الفائزة في المبادرة التي أطلقتها مؤسسة أبوظبي للإعلام تحت عنوان “أرى روايتي”، وهي مبادرة تهدف إلى تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال درامية وسينمائية، وتشترط هذه المبادرة أن تكون الرواية قد تم نشرها وأن تدور أحداثها في دولة الإمارات، وهي مسابقة مفتوحة للإماراتيين والعرب وغير العرب المقيمين في الإمارات. ويعود المسلسل بالمشاهد الخليجي إلى ثمانينات القرن الماضي قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بصورتها الحالية، وحين كانت للبريد المكتوب مكانته الخاصة، وكانت هواية المراسلة هي إحدى الهوايات المنتشرة بين الشباب في ذلك الوقت. وفي العمل تتعرف علياء (ميثاء محمد) وهي شابة إماراتية مقيمة في لندن بهدف الدراسة على عيسى من خلال صفحة المراسلة والتعارف في إحدى المجلات، وتستمر العلاقة بين علياء وعيسى لكنها لا تتعدى حدود الرسائل المكتوبة التي يعبر فيها كل طرف عن وجهة نظره وانطباعه في ظل انتمائهما لعالمين مختلفين. ويحدث أن تنقطع رسائل عيسى فجأة ودون أسباب، لنعرف بعدها أنه قد قُتل في حادث سيارة، التطور الدرامي يحدث حين يستولي أحد موظفي البريد على الرسائل الواردة إلى عيسى ويقرّر تقمص شخصيته واستكمال العلاقة مع علياء بدلا منه. و“ص ب 1003” من إخراج باسم شعبو، ويشارك فيه كل من ميثاء محمد وجاسم الخراز وهدى الغانم وسلامة المزروعي وفاطمة الحوسني وأمل محمد وخالد البناي وعدد من نجوم ونجمات الإمارات.
مشاركة :