إذا كانت «السياسة» هي فن الممكن، فهي عند وزير خارجية نظام الملالي المدعو جواد ظريف «فن الكذب»، ولِمَ لا، والرجل ترعرع داخل أروقة نظام شديد القمع يعتمد «الدجل والخداع» سياسة داخلية وخارجية.صحيح أن الدبلوماسي يمكن أن يعطي الحقيقة ألوانا مختلفة، لكن ليس معنى هذا أن يكذب كذبا «فاجرا» لا يمكن أن يصدقه أحد، ويبدو أنه لكي تكون دبلوماسيا إيرانيا، فإنه يتوجب عليك أن «تتنفس كذبا»، وهذا ما ينطبق تماما على الظريف «بوق» نظام طهران.وآخر أكاذيب هذا الظريف -وبالطبع لن تكون الأخيرة- هو ما زعمه في تغريدة على حسابه في «تويتر» مساء أمس (الاثنين) من أن نظامه لا يسعى إلى امتلاك السلاح النووي، مدعيا أن المرشد الأعلى علي خامنئي قد أصدر فتوى بحظره، رغم أن القاصي والداني يعلم أن «خامنئي» هو بمثابة «الأب الروحي» للبرنامج النووي الإيراني، وهو من أكثر الشخصيات تشددا في الشأن النووي، وهو من وصف إبرام الاتفاق النووي بأنه أشبه بـ«تجرع السم»، فكيف يصدر مثل هذه الفتوى المزعومة التي يروج لها فقط الإعلام الإيراني وبوقه «الظريف».وربما تكون الحقيقة المؤلمة والمرة في آن، أنه لا وجود لهذه الفتوى، كما أنه لا وجود لأي وثيقة أو إثبات بهكذا فتوى إلا في خيال هؤلاء المرضى من أركان نظام «ولاية الفقيه»، بل إنه أعلن أنه سبق للاتحاد الأوروبي أن طلب الحصول على نسخة من هذه الفتوى عبر طلب رسمي من طهران، إلا أنه حتى الآن لم يلق أذانا صاغية أو ردا شافيا من نظام الملالي، وهو ما يؤكد أنها مجرد «كذبة» من أكاذيب حكام طهران، في الوقت الذي تؤكد فيه معلومات استخباراتية موثقة أن إيران أنهت برنامجا سريا لتطوير رؤوس نووية محمولة على صواريخ في عام 2003.ومن أكاذيب «الظريف» التي لن تنتهي أيضا قوله من قبل: إن طهران لا تدعم أي جماعات في اليمن، وأن الوثائق الخاصة بوجود قوات عسكرية إيرانية مع الحوثيين «كذب».. فهل بعد ذلك يمكن أن يصدق أحد ما يصدر من ظريف أو من أي مسؤول إيراني آخر؟.ربما تدرك طهران ووكلاؤها في المنطقة أن «اللعبة انتهت» وأنه حان الوقت لدفع الأثمان الباهظة.
مشاركة :