عالم السيلفي ما هو إلا تقليد لآندي وارهول

  • 5/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل الإنستغرام والفيسبوك، وقبل السيلفي وفلترة الصور الشخصية لتبدو مثالية، وظّف الرسام الأميركي آندي وارهول فنه لتصوير نفسه وأصدقائه وعائلته وبعض المشاهير مع لمسة سحرية مبتكرة. وتظهر أعمال وارهول المعروضة في سان فرانسيسكو قدرة الفنان على خلق لوحات ورسومات وصور فوتوغرافية تعكس شخصيات تجلب الانتباه بالطريقة التي يتبعها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي اليوم. وقالت دونا دي سالفو، وهي كبيرة أمناء متحف ويتني للفن الأميركي بنيويورك، إن وارهول عمل على فكرة الطابع الشخصي لإبراز “كيف يمكننا أن نكون من نريد أن نكون” منذ أكثر من نصف قرن، مضيفة “كان يحمل فهما حقيقيا للثقافة الأميركية التي أصبحت اليوم عالمية”. وافتتح متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث معرض آندي وارهول هذا الأسبوع ليستمر حتى 2 سبتمبر المقبل. ويشمل المعرض أكثر من 300 عمل فني يمتد على فترة نشاط الفنان التي دامت أربعين عاما. ويعرض المعرض بعضا من إبداعات الفنان الأكثر شهرة مثل “علب حساء كامبل” و”صناديق بريلو” ولوحات لإليزابيت تايلور ومارلين مونرو وإلفيس بريسلي، كما يجمع أعماله غير المعروفة التي تعود في الغالب إلى سنواته الأولى. وسينتقل هذا الحدث الفني المهم بعد ذلك إلى معهد الفن في شيكاغو. وقال الأمين في متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، غاري غاريلز “وصف وارهول بأنه فنان البوب​، لكنه لم يوظف تلك اللمسة سوى خلال ثلاث أو أربع سنوات من نشاطه، انتقل إثرها إلى مسائل تتعلق بالجنس والهوية الجنسية ويأتي عنوان المعرض من كتاب “فلسفة آندي وارهول” الذي يتطرق فيه إلى المواضيع الرئيسية لأعماله، مثل المشاهير والمال والحب. ولفتت دي سالفو إلى أن فريق متحف سان فرانسيسكو نبهها إلى فكرة النظر إلى أعمال هذا الفنان عبر عدسة وسائل التواصل الاجتماعي. ويبرز العرض هذا الجانب من أعمال الفنان. وعلقت دي سالفو عن الحدث قائلة “عندما تتجول في بعض زوايا المعرض، وخاصة تلك التي تجمع صور الأفراد، سترى أنها صممت بالفعل بطريقة ستذكرك بالفيسبوك”. ويرجع فهم وارهول لقدرة الصور على خلق الهوية والطابع الشخصي إلى سنوات نشاطه الأولى، بعد أن انتقل إلى نيويورك سنة 1949 أين عمل كرسام تجاري، وشارك في تصميم منشورات في مجلتي مادوموازيل وغلامور. وأضافت دي سالفو أن وارهول تعمق في فكرة التسويق وكل الجوانب التي نعتبرها أمورا مسلما بها، متابعة “كان يمتص هذه الجوانب مثل الإسفنجة”. وفي سنة 1963 كلّف الفنان بالعمل على أول صورة شخصية في مشواره الفني، حيث طلبت منه إثيل ريدنر سكول ذلك، فرافقها إلى كشك في نيويورك، وطلب منها أن تلتقط عدة صور. التقطت سكول 300 صورة عكست جملة من مزاجاتها. وأشارت دي سالفو إلى أنه صنع لوحتها من هذه الصور التي جمع 36 منها في مونتاج أضاف إليه ألوانا زاهية لتسبق صور السيلفي الحديثة التي تجتاح الإنستغرام. ووصفت دي سالفو هذا العمل بالعظيم لأنه يعكس مزيجا من الأحاسيس التي تبعثها كل صورة من الـ36. ولفتت إلى عبقرية “تكرير الصور” في أعمال وارهول قائلة إنه قادر على إنشاء عدد من النسخ لنفس الصورة بطريقة تناظرية. ونجد اليوم برمجيات تمكننا من إضفاء لمسته على صورنا. وتبدو أعماله كما لو أنه توقع ما ستجلبه التكنولوجيا.والشهرة والثقافات الفرعية”.

مشاركة :