شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، في قصر البطين، محاضرة بعنوان: «مصانع الخلايا البشرية.. الطب التجديدي وورشات الأعضاء البشرية في المستقبل»، ألقتها البروفيسورة نينا تاندون، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «إيبي بون». وشهد المحاضرة إلى جانب سموه، سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي العهد في أبوظبي، ومعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من الشيوخ، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وكبار الشخصيات. وأكدت البروفيسورة نينا تاندون، أهمية تطبيق التكنولوجيا القائمة على نموذج المحاكاة الحيوية بنسخ الطبيعة لزراعة الخلايا في الأنسجة والأعضاء، والتي ستسهم في رسم خارطة جديدة لمستقبل الطب والعلاج عن طريق التكنولوجيا. وأشارت إلى أن الخلايا في أجسامنا تحول الطاقة بكفاءة أكثر 10 آلاف مرة من الشمس، فالخلايا عالم مختلف، وهي عبارة عن نشاط يتطلب تعاون المليارات منها لإنتاج طاقة تساعدنا على التفكير وضخ الدم وغيرها من الأمور الحياتية، كما أن الخلايا تعيش في عظامنا وتقوم بإصلاحها يومياً أثناء أداء التمارين أو التحرك على سبيل المثال. وقالت: «لا نمتلك تاريخاً طويلاً في طاقة الأحياء، والخلايا هي محركات تشغل الطب، ولكننا لم نستفد منها خلال الحقبة الماضية، فالطب تطور، إذ لم تعد التدخلات العلاجية عبر الجراحة فقط، بل تم البدء بتطوير التكنولوجيا لتبديل الأعضاء وهي تعد النسخة الجديدة في العلاج، إذ إنه يمكن الحصول على قلب من متبرع، وفي الوقت ذاته يمكن للمهندسين صناعة قلب جديد». وذكرت أنه من خلال دراستها للهندسة الكهربائية، بدأت بالطب التجديدي، وتعلم تكنولوجيا الجسد، والتي تشبه التكنولوجيا التي نستخدمها في حياتنا اليومية، فنظرية ضغط البيانات موجودة في حمضنا النووي، وكذلك نظرية استخدام الأسلاك موجودة في أعصاب الجسد، مضيفة: «ركزت على دراسة القلب، كونه يحتوي على إشارات كهربائية أكثر من تلك التي ينتجها الدماغ، ونجحت في صناعة قلب اصطناعي». وأوضحت بأن استخدام التكنولوجيا في الطب الحيوي يساعد على إعادة توليد الأنسجة، مع تهيئة بيئة مناسبة لنمو الخلايا، ما يحقق تداعيات ونتائج كبيرة تتخطى الحدود في الطب. واستعرضت البروفيسورة نينا صورة لخلايا حية بعد ثلاثة أسابيع من نجاح زراعتها في شركة «إيبي بون»، وهي أول شركة في العالم تقوم بتطوير عظام بشرية حية لإعادة بناء الهياكل العظمية، كما تعدّ «إيبي بون» شركة رائدة في مجال الهندسة الطبية الحيوية والتي تعمل على تسخير قدرات الشفاء العضوية للجسم البشري، وتشمل تطبيقاتها جميع الحالات المرضية، من رعاية المصابين بأمراض القلب وحتى أمراض السرطان، لافتةً إلى نجاح شركة «إيبي بون» في الحصول على الاعتماد فيما يخص توليد الأنسجة في الغضروف والعظام، وذلك بعد اختبارات سريرية لمشروع تم العمل عليه منذ عقد من الزمن. وأشارت إلى نجاح الشركة العام الماضي في إعادة برمجة الخلايا من خلال لغة الحاسوب، واليوم يمكن للرموز الوراثية أن تُكتب وتُقرأ، وهذا يعتبر أمراً مهماً لاستخدامها في تطبيقات عديدة، وفي العام الماضي تمكنت الشركة من رؤية أول إنسان نتيجة للهندسة الوراثية قادر على مقاومة فيروسات معينة، ما يدل على نجاح إعادة برمجة الجينات البشرية. وقالت: «من المتوقع أن 75% من البشر في الدول النامية سوف يعيشون مع أعضاء لم تولد معهم، ما يعني إيجاد صناعة كبيرة لاستبدال الأنسجة والعظام تصل تكلفتها إلى 32 مليار دولار، في حين أن استخدام التكنولوجيا في الطب الحيوي التجديدي من شأنها أن تعمل على توفير التكلفة واختصار الوقت». وبينت أن تكلفة الطب العادي لا تعتبر في متناول الجميع، وأن 40% من العقاقير والأدوية الموصوفة تؤدي إلى نتائج سلبية، فالطب التقليدي قائم على التجارب والتكهنات، ويعتبر مكلفاً نوعاً ما، في حين أن التوقعات تشير إلى أن التصنيع الرقمي والطب الحيوي يخفض من تكلفة العلاجات، وأنه يجب أن يكون الطب متنوعاً غير مقتصر على نوع معين من المرضى. وأشادت بتجربة دولة الإمارات في زراعة الخلايا واستبدالها لأول مرة في العام الماضي، حيث إن تجربة دولة الإمارات تتماشى مع المستقبل الذي يتجه له الطب حول العالم، والذي استطاع بتطوره استبدال الأنسجة المصنوعة من مواد حيوية، واستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من التكنولوجيا في مجال الطب. كما أشادت بتعاون مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي مع شركة «إيبي بون» فيما يتعلق بهذا المجال من الطب. وشددت البروفيسورة نينا على أهمية دعم الحكومات للطب الحيوي التجديدي القائم على الخلايا والتكنولوجيا المتطورة في هذا المجال، خصوصاً أن هناك الكثير من المشاريع التي قام بتطويرها أطباء متخصصون، منها المسالك البولية، والأوعية الدموية وبرمجة البكتريا للتعامل مع الخلايا السرطانية. ويمكن لمزيد من الدعم أن يعمل على نقل مشاريع تطوير الأنسجة من المختبرات إلى الاختبارات السريرية، وبالتالي استفادة البشرية منها في معالجة الكثير من الأمراض، كما يمكن للتكنولوجيا الحيوية تقديم أفضل التقنيات للمرضى. المحاضرة في سطور -الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «إيبي بون» وهي أول شركة في العالم تقوم بتطوير عظام بشرية حية لإعادة بناء الهياكل العظمية. -شاركت في تأليف كتاب «الخلايا الخارقة: البناء استناداً إلى علم الأحياء»، الذي تناول اتساع تطبيقات التكنولوجيا الحيوية. -ذات أقدمية في منصة حوارات «تيد» وأستاذة مساعدة في مادة الهندسة الكهربائية بكلية «كوب يونيون لتطوير العلوم والفنون» الأميركية. -تحمل شهادة البكالريوس من كلية «كوبر يونيون». -تحمل ماجستير في الهندسة الكهربائية الحيوية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كولومبيا. -تحمل دكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية. -تناول بحثها للدكتوراه، دراسة الإشارات الكهربائية في سياق هندسة الأنسجة، حيث شملت دراستها الأنسجة القلبية والجلدية والعظمية والعصبية. -لديها أبحاث نشرت في العديد من المجالات العالمية، وأجرت العديد من المقابلات التلفزيونية.
مشاركة :