تباين موقفا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في شأن تجارب صاروخية تنفذها كوريا الشمالية التي شتمت مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون. وجمعت قمتان ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في سنغافورة في حزيران (يونيو) 2018 وفي هانوي في شباط (فبراير) الماضي، علماً أن الأخيرة فشلت كما تتعثر المفاوضات بين واشنطن وبيونغيانغ في شأن تفكيك برنامجَيها النووي والصاروخي. ونفذت الدولة الستالينية مطلع الشهر الجاري تجربتين لصواريخ قصيرة المدى، للمرة الأولى منذ نحو سنة. واعتبر آبي ان تلك الاختبارات كانت "مؤسفة جداً". لكن ترامب سُئل هل أزعجته، فأجاب: "لا. يعتقد (مقربون منه) بأنها يمكن أن تشكل انتهاكاً (لقرارات مجلس الأمن). أنا أراها في طريقة مختلفة. أرى فيها رجلاً ربما يريد أن يحظى باهتمام، وربما لا. مَن يدري". ترامب الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع آبي بعد لقائهما، وصف كيم بأنه "رجل ذكي جداً"، لافتاً الى أنه "يدرك جيداً" أن الأسلحة النووية لا يمكن أن تجلب إلا "أشياء سيئة"، وأن لدى كوريا الشمالية "إمكانات اقتصادية هائلة" عليها أن تطوّرها. وأشار الى "احترام كبير بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية"، وزاد أن "الكثير من الأشياء الجيدة ستحصل مع كوريا الشمالية. قطعنا شوطاً كبيراً". والتقى الرئيس الأميركي للمرة الثانية، عائلات يابانيين خطفتهم بيونغيانغ أثناء الحرب الباردة، كي يدرّبوا جواسيس كوريين شماليين على اللغة والثقافة اليابانيتين. ويطالب آبي ترامب بمناقشة هذا الملف مع كيم. وقال ترامب وأحاط به اقارب اليابانيين المخطوفين وحمل بعضهم صورهم: "هذه القصص حزينة جداً. يمكنني أن اقول لكم إنها مسألة تقلقني كثيراً، وسنعمل معاً من أجل إعادة أقربائكم وأولادكم وأبنائكم وأمهاتكم الى بلادهم". وأشارت ساكي يوكوتا التي خطفت ابنتها ميغومي، الى ان جهود الرئيس الأميركي أتاحت "إحراز تقدّم في شكل ملموس في اتجاه حلّ مسألة المخطوفين". ترامب الذي أشاد بنية طوكيو شراء 105 مقاتلات أميركية من طراز "أف-35"، بات أول رئيس دولة أجنبية يلتقي الامبراطور الجديد لليابان ناروهيتو، الذي اعتلى عرش البلاد مطلع الشهر الجاري خلفاً لوالده الإمبراطور أكيهيتو. وقال الرئيس الأميركي: "منذ أكثر من 200 عام لم يقع حدث من هذا النوع في تاريخ اليابان. إنه شرف كبير لي". وعلى رغم الخطاب المهادن لترامب، نددت بيونغيانغ ببولتون، بعدما رأى في اختباراتها الصاروخية انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن. وقال ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية إن "خطأً بشرياً من هذا النوع يجب أن يرحل في أسرع وقت"، ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي بأنه "مهووس بالحرب". وأضاف: "حظر إطلاق الصواريخ التي تستخدم تكنولوجيا باليستية، شبيه بمطالبتنا بالتخلّي عن حقنا في الدفاع عن النفس". واتهم بولتون بـ "نفخ فكرة الحرب" في أذنَي ترامب، وبأنه مصاب بـ "عيب بنيوي" ويعمل لـ "تدمير السلام والأمن". وتابع: "قال بولتون إن مناوراتنا العسكرية الروتينية تتجاوز قرارات مجلس الأمن، وهذا يتجاوز الغباء".
مشاركة :